مراكش- رضى زروق بعد الجدل الذي أثاره المقابل المادي الزهيد الذي يتلقاه أعضاء الفرق الشعبية والفلكلورية، التي تشارك في مهرجان الفنون الشعبية بمراكش، قرر منظمو المهرجان الرفع من قيمة التعويض ب67 في المائة. وأكد منظمو المهرجان، الذي ستقام دورته السابعة والأربعين في الفترة بين 20 و24 يونيو، أن أعضاء الفرق الفنية المشاركة هذه السنة سيتقاضون مبلغ 250 درهما في اليوم الواحد، بعد أن كانت قيمة تعويضهم في السنة الماضية تصل إلى 150 درهما فقط، علما أن قائدي هذه المجموعات الفنية سيحصلون على 550 درهما في اليوم الواحد، عوض 500 درهم التي كان معمولا بها السنة الماضية. وطفا على السطح، خلال الندوة الصحفية الخاصة بالمهرجان، التي أقيمت مساء الجمعة الماضي بمدينة مراكش، موضوع إيواء الفرق الشعبية الفلكلورية المشاركة في هذا الحدث الفني، التي كان أفرادها يبيتون في مدارس ابتدائية وأقسام الإعداديات في ظروف سيئة. وأكدت اللجنة المنظمة لمهرجان الفنون الشعبية أنه يستحيل، في الوقت الراهن، إيواء المئات من أعضاء الفرق الفنية المشاركة في فنادق مصنفة، مؤكدة أنه سيتم هذا العام استقبالهم في إحدى المدارس الفندقية بالمدينة. وتبلغ ميزانية المهرجان في دورته السابعة والأربعين 600 مليون سنتيم، علما أنه تم تقليص عدد أيام المهرجان، إذ بلغ 4 أيام فقط، بعدما كان يمتد في السابق لأزيد من أسبوع. من جهة أخرى، برر مدير المهرجان، محمد نايت مبارك، تزامن مهرجان الفنون الشعبية بمراكش مع مهرجان موسيقى كناوة بالصويرة، بازدحام أجندة المهرجانات بسبب اقتراب حلول شهر رمضان الكريم. وقال مدير المهرجان في حديثه إلى «المساء» إن الاتصال كان قائما بينه وبين منظمي مهرجان كناوة بالصويرة من أجل تفادي إقامة المهرجانين في نفس الفترة، «خاصة أنهما يعدان حدثان فنيان بارزان ويستقطبان جمهورا عريضا في كل دورة»، مشيرا إلى أنه يتوقع أن تستقطب دورة هذه السنة جمهورا لا يقل عدده عن 200 ألف متفرج. وتحدثت اللجنة المنظمة للمهرجان خلال هذه الندوة الصحفية عن الوقع الاقتصادي لهذا الحدث الفني على المدينة، فضلا عن «ازدهار السياحة داخل المدينة خلال فترة المهرجان». وأكد المنظمون أيضا أن هذه الدورة ستعرف مشاركة متميزة للشباب بهدف ضمان انتقال هذا الفن الشعبي العريق للأجيال الصاعدة. وأضافوا أن برنامج الدورة سيعيد لفضاء قصر البديع شموخه وقيمته التاريخية، مع الحرص على إشراك أكبر عدد ممكن من الشباب٬ مشيرين إلى أن الفقرات ستعزز المسار الفني لهذا المهرجان. ويتضمن برنامج هذا المهرجان تنظيم استعراض تجوب من خلاله الفرق الفلكلورية المشاركة شارع محمد الخامس، لتتيح للجمهور اكتشاف إيقاعات آلاتها الموسيقية التقليدية وأغانيها ورقصاتها٬ والتي ستحمل هذه السنة شعار «القافلة». كما تتضمن فقرات هذا المهرجان إقامة قرية للمهرجان بفضاء حدائق الزيتون لغابة الشباب بالمدينة الحمراء٬ تخصص لتقديم الفنون الشعبية والتقاليد إلى الجمهور بهدف خلق جسر للتواصل والتعريف بمميزات هذا التعبير الفني المغربي الأصيل. وستتميز هذه الدورة بتخصيص إقامات يجتمع فيها «المعلمين» بفرقهم التقليدية وفنانون مغاربة من الجيل الجديد، قصد تسهيل التواصل بين الأجيال وإشراكهم جميعا في لحظات إبداع متميزة. وتشارك في هذه الدورة فرق فلكلورية تمثل مختلف جهات المملكة، من بينها «عبيدات الرمى» و»أحيدوس عين عرمة» و»أحواش إيمنتانوت» و»أحواش ورزازات» و»أحواش تيسينت» و»عيساوة» و»الدقة المراكشية» و»كناوة» و»الكدرة» و»عيساوة أصالة» و»ولاد سيدي احماد أوموسى»، فضلا عن الفنان الشعبي طهور، ثم حفلات للمزج الموسيقي بين فرقة الراب «أش كاين» وفرق فلكلورية، ونفس الشيء بالنسبة إلى مجموعة «مازاغان» لموسيقى الفيزيون ودي.جي «فان»، أما في فقرة التكريمات، فسيتم الاحتفاء هذه السنة بالفنان حميد الزاهر.