تعيش مدينة مراكش، ابتداء من اليوم الأربعاء، وعلى مدى خمسة أيام، على إيقاع الدورة 46 من المهرجان الوطني للفنون الشعبية، بمشاركة حوالي 19 فرقة تراثية فولكلورية تنتمي إلى مختلف الأقاليم المغربية، ومئات الفنانين من مختلف أنحاء البلاد، بالإضافة إلى رواد الأغنية الشعبية. وقبل يوم من الافتتاح الرسمي للمهرجان، سينظم استعراض للفرق الفلكلورية، في لوحات فنية مستوحاة من التراث الشعبي الفلكلوري، على طول شارع محمد الخامس المؤدي إلى ساحة جامع الفنا، بأهازيج ورقصات على إيقاع الآلات الموسيقية. وأصبح المهرجان الوطني للفنون الشعبية، المنظم من طرف مؤسسة مهرجانات مراكش، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، أحد أقدم مهرجانات المغرب، ويعتبر حدثا فنيا متميزا، وموعدا سنويا للاحتفاء بالتراث الفلكلوري المغربي، من أجل المحافظة علية، واستمراريته لإشعاع التراث الشفهي داخل التنوع الثقافي للمغرب. وسيكون الجمهور المغربي، والمراكشي بصفة خاصة، على موعد مع ألوان مختلفة من الموسيقى الشعبية، في عرس فني بقرية المهرجان، وسط أشجار الزيتون في غابة الشباب، رفقة مجموعة أولاد البوعزاوي، وجيل جيلالة، والفنانة الشعبية، الداودية، وسعيد الصنهاجي، وحميد القصري، وسعيد موسكير، والفنان الشعبي الستاتي، الذي سيتحف عشاقه بباقة من أغانيه المشهورة، إضافة إلى فرق غنائية من الهند. كما سيكون للأغنية الأمازيغية حضورها خلال هذه الدورة، إذ ستحل الفنانة الأمازيغية تاشينويت ضيفة على الخشبة الرئيسية للمهرجان، لتقديم كوكتيل من أغانيها لعشاق هذا اللون من الموسيقى. ويقول منظمو المهرجان إنهم يسعون إلى منح الجمهور فرصة الاستمتاع بأفضل أغاني الفرق الشعبية المشهورة في لحظات موسيقية ساحرة، من خلال برمجتها في قرية خاصة بالمهرجان بغابة الشباب، في باب الجديد، التي تحتوي على منصات خاصة بالعروض الداخلية والخاصة. ويتضمن برنامج هذه الدورة، المنظمة تحت شعار "تراث القرن في تجدد"، إحياء عروض فنية للأهازيج الشعبية، ورقصات فلكلورية وموسيقية تراثية للفرق المشاركة من مختلف مناطق المغرب، من بينها فرقة المنكوشي، والغيطة، وعيساوة، وعبيدات الرمى من الشمال الشرقي، وفرقة روكبة، والكدرة، وأحواش تيسينت، وهوارة، وأحواش ورززات، من الجنوب، وفرقة حاحا تمنار، وأحواش إيمنتانوت، وأحيدوس، وتازاويت من الأطلس، وفرقة الحوز، أو العيطة الحوزية، والدقة المراكشية، وكناوة، وأولاد سيدي حماد أو موسى، من الحوزومراكش. وينظم عدد من العروض في قصر البديع الأثري بالمدينة العتيقة، الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس عشر الميلادي، ما يعكس غنى وتنوع الحضارة الفنية للشعب المغربي من الناحية الموسيقية والإنشادية، سواء في الصحراء، أو الجبال والسهول. ويراهن المنظمون على الحفاظ على التراث المغربي، وتقريبه من المواطن المغربي والسائح الأجنبي، وجعل دورة 2011 رمزا للتعايش والتضامن والتفاعل الثقافي، خاصة بعد الاعتداء الإرهابي، الذي استهدف ساحة جامع الفنا يوم 28 أبريل الماضي. ويتوقع أن يتابع سهرات الدورة 46 جمهور غفير من عشاق الأغاني الشعبية والأمازيغية، خاصة أنه يتزامن مع العطلة الصيفية، وعودة الجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى أرض الوطن. ومن المنتظر أن تحظى فعاليات دورة 2011 من المهرجان باهتمام كبير من طرف وسائل الإعلام الوطنية والدولية، لتغطية هذه التظاهرة الفنية، التي ستساهم في إنعاش الحركة السياحية والاقتصادية بالمدينة، باعتبارها الوجهة المفضلة لدى العديد من السياح المغاربة والأجانب.