تعيش مدينة مراكش على مدى يومين، ابتداء من يوم أمس الجمعة، وإلى غاية يوم السبت، على إيقاع الدورة الأولى من مهرجان "سلام وأنغام"، بمشاركة حوالي 30 فنانا يتقدمهم رائد الأغنية العصرية البشير عبدو، الذي سيتحف عشاقه بباقة من أغانيه المشهورة، بالإضافة إلى مجموعات موسيقية شبابية متخصصة في فن الراي والآربوب (الفن الشعبي) للجيل الجديد، من قبيل "هيت سبيريت" و"ستيل سوس". ويراهن المنظمون، الذين يهدفون من وراء تنظيم الدورة الأولى من المهرجان، الرقي به إلى مصاف المهرجانات الوطنية المماثلة، لكي يصبح ملتقى المولعين بالموسيقى، على أن يصبح تقليدا سنويا وعلامة مميزة لعاصمة النخيل، كما يراهنون على الحضور الجماهيري المكثف لمتابعة هذه التظاهرة الفنية، التي ستساهم في إنعاش الحركة السياحية والاقتصادية بالمدينة الحمراء لترسيخ المكانة المتميزة، التي تحظى بها مدينة مراكش على الصعيدين الوطني والدولي، باعتبارها الوجهة المفضلة لدى العديد من السياح المغاربة والأجانب. واكتفى المنظمون باستضافة بعض الفنانين المعروفين، بالإضافة إلى مجموعات فنية مغمورة وفنانين ما يزالون في بداياتهم الفنية، لإحياء سهرتين فنيتين وفق البرنامج الذي جرى تحديده من طرف المنظمين، الذين يحذوهم طموح التجديد في الفن الموسيقي والرفع من قيمته. وقال فؤاد خيري، مدير المهرجان، إن الدورة الأولى ستتيح للجمهور المراكشي وزوار المدينة الحمراء فرصة الاستمتاع بألوان مختلفة من الموسيقى الشعبية والعصرية في عرس فني سيضيء ليالي مراكش بفضاء المسرح الملكي، إضافة إلى تقديم لوحات فنية مستوحاة من التراث الشعبي الفلكلوري من طرف فرقة كناوة، وعبيدات الرمى، وفلكلور قلعة مكونة وإيمنتانوت. وأضاف خيري، أن نجاح المهرجان الذي سيعمل على اكتشاف مواهب شابة ترغب في التألق بالساحة الفنية والموسيقية على المستوى الوطني، من خلال إتحاف الجمهور بأغان موسيقية مميزة، رهين بمدى التفاعل الإيجابي المنتظر من سكان وزوار المدينة الحمراء بكل نخبها، ومدى انخراطهم في هذه الحيوية والدينامية الفنية الواعدة. وأوضح مدير المهرجان في ندوة صحفية نظمها، مساء يوم الأربعاء الماضي، لتسليط الضوء على التظاهرة الفنية، أن مهرجان "سلام وأنغام"، الذي يعتمد على الإمكانيات الذاتية للمنظمين أمام غياب مستشهرين ومحتضنين وداعمين ماليين، سيساهم في تنشيط المدينة الحمراء فنيا من خلال تقديم تظاهرة فنية بمفهوم جديد وبرنامج غني ومتنوع، مبرزا المكانة التي تحتلها مدينة مراكش كوجهة مميزة للفن والثقافة.