بدا الوضع داخل المجلس الجماعي لمراكش «منفلتا» من بين يدي فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الجماعي، عندما تم أول أمس الاثنين انتخاب عزيز أبو السعيد نائبا لها، في الوقت الذي كانت تفضل المستشار الجماعي الحسين نوار، الذي لم يحصل إلا على 17 صوتا، بينما حصل أبو السعيد على 25 صوتا خلال الدور الثاني من عملية انتخاب نائبيها التاسع والعاشر. وقد تنافس على هذا المقعد كل من محمد المعطاوي، ممثل حزب التجمع الوطني للأحرار، الحسين طلاب، إضافة إلى المستشارين السابقين عن حزب الأصالة والمعاصرة. واستنادا إلى معطيات مؤكدة من داخل المجلس الجماعي، فإن عمدة المدينة كانت تفضل الحسين نوار نائبا لها، لكن «انفلات» عدد من المستشارين الجماعيين، خصوصا المنتمين لحزب الأصالة والمعاصرة، عن توجهات العمدة، التي تشغل مهمة عضو المكتب السياسي لحزب «البام»، أدى إلى صعود عزيز أبو السعيد، المستشار الجماعي بالمقاطعة التي ترأسها ميلودة حازب. هذا المستشار، الذي سبق أن تم الحديث عن احتمال التحاقه بحزب العدالة والتنمية. وقد بدت علامات التوتر على ملامح وجه فاطمة الزهراء المنصوري. فقد وضعت يدها على خدها عندما كان المراقبون لعملية الانتخاب يشهرون أوراق التصويت على أبو السعيد تباعا. أما انتخاب حياة المشفوع، المستشارة الجماعية بمقاطعة المنارة، فقد كان وفق توجه العمدة المنصوري، التي تعتبر المشفوع، إحدى المقربات منها، والتي ترأس لجنة المرافق العمومية، وتعمل وفق توجهات رئيسة المجلس الجماعي. صعود المشفوع إلى المكتب المسير لم يكن بالأمر السهل، فلم يفصلها عن منافسها عبد الصادق بيطاري إلا صوت واحد، بعد حصولها على 23 صوتا، بينما حصل بيطاري على 22 صوتا، وهو المؤشر أيضا على عدم امتثال عدد من المستشارين الجماعيين لتوجهات العمدة. وقد تنافس على هذه المهمة كل من مصطفى الوجداني، والمستشار التجمعي محمد باقة. وتم انتخاب هاذين النائبين لشغل منصبين شاغرين بعد استقالة كل من حميد نرجس، القيادي السابق في حزب الأصالة والمعاصرة، ويونس بنسليمان، البرلماني عن حزب العدالة والتنمية. وقد عرفت دورة انتخاب النائبين التاسع والعاشر حضور العديد من المستشارين، بعضهم طال غيابه عن الدورة شهورا طويلة.