لكل فريق مغربي ضحاياه الذين قدّموا أرواحهم قرابين لفرجة رخيصة، منهم من كوفئوا بقراءة الفاتحة على أرواحهم ومنهم من ينتظرون، لكنّ الغريب هو صمت المسؤولين أمام الظاهرة وربطها بالشغب، علما أن ضحايا الملاعب متيمون بحب فرقهم، يسترخصون حيواتهم في سبيل فرق لا تستحق أن تنال من أجلها صفعة على القفا.. الروبورطاج التالي يقربنا من ضحايا ملاعب صدق عليهم قوله تعالى «وما تدري نفس بأي أرض تموت».. انتهى الموسم الرياضي لكرة القدم، الذي يسمى تجاوزا بطولة احترافية، بفوز المغرب التطواني بلقب الدوري، لكن عبارات التهاني كانت ممزوجة بالمواساة، بعد أن فقد النادي ثلاثة مشجعين لقوا حتفهم وهم في الطريق إلى العاصمة الرباط لمتابعة مباراة الحسم في أمر اللقب، والتي استُهِلّت بقراءة الفاتحة على أرواح ضحايا المغرب التطواني، بينما «نسي» اللاعبون، في تصريحاتهم، أن يهدوا اللقب، ولو بشكل رمزي، لمناصرين لم يُكتَب لهم أن يعيشوا «اللحظة التاريخية».. «عرس الدم» في تطوان قبل انطلاق مباراة القمة بين المغرب التطواني والفتح الرباطي، على أرضية «ملعب الأمير مولاي عبد الله»، وقف الجميع لقراءة الفاتحة ترحّماً على أرواح ثلاثة مشجعين لفريق المغرب التطواني، لقوا مصرعهم قبل المباراة، في حادثة سير بالقرب من جماعة «أربعاء عياشة»، في إقليمالعرائش، في الطريق الجهوية رقم 417، الرابطة بين مدينتي العرائشوتطوان، حين كانوا في طريقهم إلى العاصمة، ماتوا وهم يرتدون القميص التطواني، الأحمر والأبيض. من بين الضحايا أنس لحكيم، الطالب الجامعي والناشط الحقوقي وعضو حركة 20 فبراير، على غرار أصدقائه أيوب الرياضي، الذي اقتنى تذكرة ولوج المركب الرياضي من «سانية الرمل» ليعود إليها جثة هامدة، والذي كتب على صفحته في «فايسبوك»، ساعات قبل وفاته: «الوجهة نحو الرباط إن شاء الله».. لكنّ الله شاء أن ينهي حياته وهو في كفن المغرب التطواني، إضافة إلى الفقيد حمزة التعواطي، الذي التحق بالرفيق الأعلى قبل أن يشهد حلم اللقب وهو يتحقق.. بينما أصيب أزيد من 25 شخصا بجروح خطيرة في هذا الحادث الأليم، الذي نتج عن اصطدام حافلة صغيرة تقل 25 مشجعا بسيارة خفيفة تقل 5 مشجعين كانوا في طريقهم نحو الرباط لمتابعة مباراة فريقهم ضد الفتح الرباطي برسم الجولة الأخيرة من البطولة الاحترافية. وحسب شهادات المصابين، فإن «سائق السيارة الخفيفة قام بتجاوز مَعيب للحافلة، قبل أن يجد نفسه مُجبَراً على الانحراف نحو اليمين لدخول أحد المنعطفات٬ بينما حاول سائق الحافلة تفاديَّ الاصطدام، قبل أن تسقط السيارة والحافلة معا في أحد المنحدرات»، وما يزال الجرحى يتلقّون العلاج الضروري في مستشفيات كل من تطوانوالعرائش وأصيلا. «الكوديم» يرفض تأبين حمزة البقالي.. من غرائب الصّدَف أن يقدم حمزة البقالي، ابن مكناس، حياته قربانا للوداد البيضاوي، بعد أن تكبد مشاق السفر نحو الدارالبيضاء، في منتصف شهر أبريل الماضي، لمتابعة مبارة فريقه المحبوب الوداد البيضاوي والجيش الملكي. وقالت أسرة الفقيد، في ندوة صحافية عقدت يوم 16 ماي الأخير في المقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان في الرباط، إن ظروف الوفاة «غامضة» وإن حمزة كان ضحية الإهمال، علما أن الفتى لفظ أنفاسه في المستشفى الإقليمي في سيدي قاسم، إثر كدمات تعرَّضَ لها أثناء حضوره مقابلة في كرة القدم في الدارالبيضاء. وقالت أسرة الضحية إن ابنها «راح ضحية إهمال من أطر مستشفى «20 غشت» في الدارالبيضاء، الذي نقل إليه في حالة إغماء، إلا أن المستشفى رفض استقباله، حيت إنه أُركِب القطار، لكنه لم يستطع الوصول إلى مدينة مكناس، مسقط رأسه، ليُنقَل، بعد توقف القطار في سيدي قاسم، إلى المستشفى الإقليمي، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة هناك، متأثرا بنزيف داخلي».. وأكدت عائلة المرحوم أنها تتوفر على شهادة موثقة تفيد أن الضحية أهمِل في مستشفى 20 غشت، كما تفيد الشهادة أن الضحية تعرّضَ، أيضا، لعنف من طرف رجال الأمن، كما تطالب أسرته بفتح تحقيق في هذا الحادث لمعرفة الحقيقة. لكن الغريب في هذه النازلة هو تنكر النادي المكناسي، الذي رفضت إدارتُه تنظيم مباراة تضامنية للفقيد، بعد أن اتخذت كل الترتيبات الضرورية مع رئيس النادي، أبو خديجة، وبعد أن تم إشعار الفنانين والصحافيين واللاعبين الدوليين للمشاركة في هذا اللقاء، وبرر مسؤولو «الكوديم» الرفض بالأزمة المالية. حداد في القنيطرة خلفت وفاة المشجع القنيطري مروان ملعقة، البالغ من العمر 17 سنة، المنتمي إلى فصيل «حلالة بويز»، حالة من الاستياء في صفوف سكان المدينة، الذين شيّعوا جنازته في موكب رهيب، إثر حادث سير مميت، وقع في منعرج «عكراش» في الطريق الرابطة بين القنيطرةوالرباط، إثر اصطدام سيارة نقل بضائع كانت تحمل في أحشائها مشجعين، أغلبهم من القاصرين، كانوا متوجهين إلى الدارالبيضاء لمتابعة مباراة بين فريقهم «الكاك» والوداد الرياضي، بشاحنة، مما رفع حصيلة المصابين إلى 20 شخصا، تفاوتت خطورة إصاباتهم وتباينت وجهاتهم الاستشفائية بين مصحات الرباط وسلا والقنيطرة. وكتب زملاء الفقيد عبارة حداد في مدرجات مركب محمد الخامس، وشيّعوا جثمانه إلى مقبرة «الحدادة»، في موكب جنائزي رهيب، بحضور فعاليات النادي والسلطات الأمنية والإدارية. وقد خصص النادي القنيطري جزءا من مداخيل إحدى المباريات لعائلة الراحل وتلقى فصيل «حلالة بويز»، الذي ينتمي إليه، التعازيَّ من فصائل «الإلترات» المغربية. مشجع ودادي يؤدي ثمن شهامته لقيّ مشجع ودادي حتفه غرقا في بالوعة للمياه الآسنة قرب بوابة مركب محمد الخامس في الدارالبيضاء، قبل انطلاقة المباراة التي جمعت الوداد والأهلي المصري بحوالي ساعتين.. وترجع أساب الوفاة الغريبة إلى سقوط مفاتيح سيارة رجل أمن في بالوعة غير بعيد عن بوابة المركب الرياضي. وأمام ذهول الحاضرين، حاول الشاب الودادي، البالغ من العمر حوالي 22 سنة، النزول إلى عمق بالوعة صرف المياه اعتقادا منه أن الطبقة الظاهرة صلبة، وما إن وطأت قدماه العمق الآسن حتى ابتلعته قناة صرف المياه وظل رأسه فقط خارج الغطاء.. قبل أن يلفظ أنفاسه من شدة الاختناق، في الوقت الذي أصيب الحاضرون بحالة ذهول، وكأنهم يتابعون مشهدا من فيلم تراجيدي.. فوجئ أصدقاء الضحية سفيان العمراني بالواقعة وباءت محاولاتهم لإنقاذه بالفشل، بينما طرق والد الفقيد أبواب «الوداد»، فوعده المسؤولون بعمل قار، قبل أن يكتشف أن كل «نصيبه» لا يتعدى دقيقة صمت في مباراة لكرة القدم وصورة حملها اللاعبون وهم يقرؤون الفاتحة على الراحل.. وقال والد سفيان إن ابنه، الذي كان يقطن في حي «كوبا» في المدينة القديمة، عاشق للوداد، وإنه مات وهو يرتدي ألوان النادي: «لا يخلف سفيان مواعيد الوداد، في المباريات الخارجية يرافق الفريق في رحلاته، وفي المباريات المحلية يستيقظ باكرا ويتوجه إلى الملعب، يفرح لانتصارات الوداد ويحزن لأحزانها.. لقد عاش ابني حياة قاسية، كان يبحث لنفسه عن قطعة خبز، كان همّه هو السفر إلى الخارج، و قد تمكن من «لحريك» إلى فرنسا وإسبانيا عن طريق باخرة تجارية كانت ترسو في ميناء الدارالبيضاء، وكان منذ أن غادر المدرسة وهو يسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، دون أن يُفرّط في عشق الوداد».. وقال أصدقاء الراحل إن «سفيان كان من خيرة السباحين، يقطع مسافة طويلة من شاطئ البحر إلى البواخر الراسية في الميناء، كان سباحا ماهرا وعاشقا للوداد، حيث رافق الفريق في رحلاته إلى العديد من المدن المغربية، وفي يوم المباراة التي جمعت الوداد ب«الأهلي»، المصري، توجهنا، في وقت مبكر، إلى الملعب، وفجأة، تبيّنَ لنا أن شرطيا فقد مفاتيح سيارة الأمن الوطني، في «قادوس» عليه غطاء فيه فتحات، تمكن سفيان من فتحه للبحث عن المفاتيح، سفيان أعفى الشرطي من البحث و أزال الغطاء وحاول النزول إلى عمق البالوعة، لكن قدمه انزلقت فجأة، لأنه كان يلبس نعلا بلاستيكيا.. حاولنا إنقاذه وكنت أرمي له بوشاح (كشكول) كي يمسك به، لكنْ عبثاً، فقد كانت الرائحة المنبعثة من البالوعة كافية لخنقه». المعطاوي.. ضحية الديربي بعد أسبوع من الإقامة الجبرية في غرفة العناية المركزة المستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء توفي الديربي، الشاب يوسف المعطاوي، البالغ من العمر 17 سنة، بعد معاناة مع إصابة بليغة في الرأس، نتيجة تلقيه حجرا طائشاً، من مناصرين وداديين، خلال مرور الحافلة رقم 2 من نقطة توتر في شارع الحزام الكبير، على مستوى المقاطعة 47، ساعة بعد انتهاء مباراة «الديربي»، التي جمعت الوداد والرجاء، البيضاويين، برسم مباراة الذهاب. وقال والد الراحل إن الفقيد قد أصيب في الدماغ بحجر طائش من مناصرين، لاذوا بالفرار، إثر مرور الحافلة في شارع الحزام الكبير، حين كان، هو وأحد أصدقائه عائدين إلى مقر سكانهم، وتحديدا في حي سيدي مومن القديم، مما تطلب نقلَ المصاب إلى مستشفى محمد الخامس في الحي المحمدي، ومنه إلى مستشفى ابن رشد، حيث أجرى عملية جراحية في الجمجمة، وتحول إلى «نزيل» في غرفة الإنعاش، دون أن تتحسن وضعيته الصحية، إذ ظل أفراد أسرته يزورونه بين الفينة والأخرى أملاً في خروجه من غيبوبة ترجع إلى ما بعد «الديربي» بساعة واحدة. وحسب مصدر طبي في مستشفى ابن رشد، فإن الضحية تعرّضَ لرضوض قوية ناتجة عن ضربة بحجر، حطّم زجاج نافذة الحافلة ودمر جزءا من الجمجمة، مع مضاعفات هذه الإصابة على الجهاز العصبي، مما حال دون خروج الفتى من وضعيته الحرجة. وقال المصدر ذاته إن الشغب صار «ينافس» حوادث السير في حصد الأرواح.. وقد خلّفت وفاة الفتى الرجاوي يوسف المعطاوي حالة حالة استياء في صفوف أفراد عائلته، خاصة أن والده مجرد بائع متجول ووالدته تعاني من ضغط دموي رهيب، بينما عاش رفاقه حالة من الحزن على شاب ظل عاشقا للرجاء، معروفا في أوساط زملائه في الحي أو في الثانوية -الإعدادية ابن الهيثم بطيبوبته وبروحه المَرِحة. ومن المفارقات الغريبة أن يعيش رفيقه حمزة بوطيب، البالغ من العمر 15 سنة، والذي تقاسم معه حادث «الإغارة» على حافلة النقل الحضري، وضعاً لا يقل مأساوية، إذ إن إصابته بحجر على مستوى الجمجمة قد حوّلته إلى كائنٍ أصمَّ يعيش مأساته ومأساة زميله في صمت قاتل. ورغم وفاة واحد من أوفياء «المكانة»، فإن الرجاء البيضاوي لم يُكلّف نفسَه حتى عناء الوقوف دقيقة صمت لقراءة الفاتحة على روحه.. أمام استياء فصائل «الإلترا»، إلا بعد فوات الأوان. ورغم محاولات جمعيات للمشعين، خاصة «البيت الأخضر»، تسجيل التفاتة تضامنية مع الراحل، فإن رئيس الرجاء، عبد السلام حنات، رفض أيّ شكل من أشكال الدعم بسبب الأزمة المالية. ولم تنفع نداءات أسرة الراحل للمكتب المسيّر ل«الرجاء» ولجمعيات المحبين و«الإلترات» وكل الفعاليات الرجاوية من أجل مساعدتها في محنتها، خاصة في ظل الوضع الاجتماعي المتردي لأسرة ظلت تقتطع ثمن تذكرة مباريات الرجاء من معيشها اليومي، أما زميله فيعيش اليوم بعاهة مستديمة ويُكلّف أسرته تبعات مصاريف الدواء، الباهضة.. إعاقة مزمنة في المقابل، ما يزال الضحية الثالثة لنفس «الديربي»، ويدعى عبد العالي القدابي، يعيش بإعاقة في فكه، إثر سقوطه من أعلى مدرجات المنصة المغطاة.. ولعل القاسَم المشترَك بين ضحايا «الديربي»، من وداديين ورجاويين، هو الفئة العمرية التي ينتمون إليها، والتي لا تتجاوز 17 سنة، وكذا الانتماء إلى أبسط الفئات الشعبية.. وقال قريب من الضحية إن الغموض يلف الحالة ويطرح أكثر من تساؤل حول عدم تدخل الوداد، على اعتبار أن الضحية من مناصري الفريق. كما طالب بتحريك الملف قضائيا، لأن عبد العالي يحتفظ في جيبه بجزء من تذكرة دخول المباراة، وعبّر عن استغرابه عدمَ وجود تأمين عن الفرجة الكروية، خاصة في ظل تنامي ظاهرة السقوط من أعالي المدرجات ووجود ضحايا، منهم من يعانون من إعاقة مزمنة ومنهم من فارقوا الحياة.. ولم يستبعد أقرباء الضحية إمكانية اللجوء إلى القضاء لتحديد المسؤوليات، خاصة في ظل الاستخفاف بالنازلة من طرف الفعاليات الودادية، التي تركت أسرة عبد العالي في مواجهة الوضع، بينما قام مجموعة من أنصار الوداد بلفت الانتباه إلى خطورة الوضع وحالة المشجع، الذي لم تُكتَب له مشاهدة مباراة «الديربي»، التي تهيأ لها منذ مدة، وقاموا بإنجاز «ميساج» تم عرضه في مباراة جمعت الوداد بالمغرب الفاسي مضمونه، «الديربي مائة وحْضاشْ والقدابي في الإنعاشْ».. يذكر أن الضحية من مواليد سنة 1993 وكان يقطن، رفقة أسرته، في حي سيدي عثمان في الدارالبيضاء وكان يتابع دراسته في معهد التأهيل المهني في الحي المحمدي، في شعبة الخراطة ويتابع، عن كثب، مباريات الوداد البيضاوي، لكنْ ليس إلى درجة التطرف، على حد قول قريبه. ومن حب الماص ما قتل.. حين كان جمهور المغرب الفاسي يحتفل بفوزه بكأس الكونفدرالية الإفريقية على النادي الإفريقي التونسي، لقيّ مناصر فاسي حتفه إثر إصابته بنوبة قلبية مفاجئة في مدينة تازة، أودت بحياة محمد السلاوي، وهو رجل في عقده الخامس، متزوج وأب لطفلين ويعمل موظفا في عمالة إقليمتازة. ويعتبر الراحل من محبي المغرب الفاسي ومن أبناء العاصمة العلمية، فضّل متابعة المباراة النهائية في إحدى مقاهي تازة، قبل أن يفاجَأ الحاضرون بسقوط الرجل من كرسيه، وهو في فورة تشجيعه فريقه المفضل، ليلتحق بالرفيق الأعلى وهو يصيح «الماص، الماص».. وقد نقل جثمان الفقيد إلى فاس ليوارى الثرى في مسقط الرأس والقلب معاً..
حمامة.. مات مرتين مات الشاب يوسف حمامة وهو يحمل في جيبه تذكرة ولوج المركب الرياضي محمد الخامس.. وافاه القدَرُ المحتوم بعد صراع مع الألم في أكثر من مصحة، بعد أن تعرض لكدمات مميتة إثر سقوط مفاجئ من مدرجات مركب محمد الخامس قبيل مباراة فريقه المفضل «الرجاء البيضاوي» أمام فريق «القطن»، الكاميروني. ولأن المكتب المسير للرجاء تعامل مع الحادث باستخفاف كبير ولم يقدم ولو سطر تعزية لعائلة الراحل، فإن والد الفقيد قدّم شكاية إلى وكيل جلالة الملك في المحكمة الابتدائية للدار البيضاء ضد الوقاية المدنية والأمن وإدارة مركب محمد الخامس، بسبب «عدم تقديم مساعدة لشاب في حالة خطر والتأخر في التدخل إسعاف ابنه إثر سقوطه من على علو 4 أمتار داخل مركب محمد الخامس في العاصمة الاقتصادية». قال والد الضحية إن «الحادث وقع على الساعة السابعة والربع مساء، لكن نقْلَ الضحية إلى مستعجلات ابن رشد لم يتمّ إلى في حدود الساعة الثامنة و50 دقيقة. طيلة ساعة ونصف، ظل الضحية، إذن، «ملقى» على الأرض، وسط صراخ مشجعين آخرين احتجوا على تأخر وصول سيارة الإسعاف»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن ابنه كان يستعد لاجتياز الدورة الاستدراكية من اختبارات الباكلوريا. كان والد الضحية خارج الدارالبيضاء، تكفل عمه بالطواف بين المصحات، بعد أن تبيّنَ وجود كسر في فقرات العمود الفقري، بل إن مسؤولي المستشفى الجامعي ابن رشد نصحوا أهلَ الضحية بحمل ابنهم وانتظار الموت.. لأن «الحالة ميؤوس منها»، والشلل يهدده إذا ظل على قيد الحياة. لكن الغريب هو أن المكتب المسير ل«الرجاء» لم يرسل خطاب تعزية لعائلة الراحل ولم يُكلّف نفسَه عناء التفاتة إنسانية لمشجع قدم حياته «قربانا» للرجاء، بل إن والد الضحية اكتشف أن المحامي الذي انتدبه للدفاع عن القضية أعلن «استقالته» منها.