حمّلت عائلة الراحل حمزة البقالي، مشجع الوداد البيضاوي لكرة القدم، الذي أصيب خلال أعمال الشغب التي شهدتها مباراة الفريق الأحمر أمام الجيش الملكي، الدولة المغربية، مسؤولية وفاة ابنها في طريق العودة إلى مدينته الأصلية مكناس لمستشفى ابن رشد في الدارالبيضاء. وقرر والد البقالي، مقاضاة الدولة بوضع شكاية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، مع المطالبة بفتح تحقيق لمعرفة حقيقة وفاة ابنه، كما يرجح أن يقاضي وزارة الصحة بسبب رفض مستشفى ابن رشد تقديم العلاجات الضرورية لابنه، رغم حالته الصحية التي كانت تتطلب علاجا فوريا. وكان والد البقالي قد راسل وزارة العدل ووزارة الصحة دون تلقي أي رد أو فتح تحقيق في وفاة ابنه، مضيفا أنه لم يتلقى أي دعم مالي من مدخول أي مباراة، لكن والد الضحية أشاد بالدور الذي قامت به جمعية محبي الفريق حينما قاطعت حضور مباراة الديربي، لأنها استطاعت توجيه رسالة قوية لمثيري الشغب، خاصة وأن حمزة البقالي كان أمين مال الجمعية بجهة مكناس. من جهتها قالت والدة الضحية في تصريح صحفي، أن مستشفى ابن رشد يتحمل مسؤولية كبيرة في وفاة ابنها، إذ رفض إجراء فحوصات دقيقة للشاب لعدم توفره على المال، ومع تركه يغادر المستشفى رغم إصابته، مضيفة أنهم لم يحاولوا الاتصال بأي من أفراد عائلته لشرح وضع الابن حمزة، وأن ابنها غادر المستشفى بعد ذلك وتوجه إلى المحطة، إذ استقل القطار المتوجه إلى مدينة مكناس غير أن الموت لم يسعفه للوصول إلى مدينته حيث فارقته المنية. وتعرض حمزة البقالي إلى إصابة في الرأس بعد تدخل عنيف من أحد رجال الأمن، إثر أعمال الشغب التي شهدتها مدرجات ملعب محمد الخامس، ونقلته سيارة الإسعاف إلى المستشفى التي استقبل عددا كبيرا من المُصابين، غير أن الترخيص لحمزة بمغادرة المستشفى تم دون إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من عدم تعرضه لأي مضاعفات، وهو ما اعتبرته أم الضحية خطأ جسيما من إدارة المستشفى. وأضاف والد البقالي، أن هذا الأخير مات ضحية للإهمال الطبي، مبرزا أن حمزة عندما تعرض لضربة على مستوى الرأس قصد على وجه السرعة مستعجلات ابن رشد لإسعافه فكشف عليه الطبيب المداوم ، هذا الأخير أخبره بضرورة إجراء فحص جهاز السكانير، غير أن الراحل لم يكن يتوفر حينها سوى على مبلغ 200 درهم وهو ما لم يكفيه لإجراء السكانير، ما دفع بالطبيب إلى رفض إجرائه لهذا الفحص، مكتفيا بتحرير وتشخيص الفحوصات على وثيقة مسجلة بدفتر المستشفى تحت عدد 25322 بتاريخ 14 أبريل 2012 على الساعة 15 و44 دقيقة وسبب الزيارة إلى قسم المستعجلات (عنف) تحت عدد 937 ليغادر حمزة البقالي المستشفى. غير أن وضعية الراحل الصحية تدهورت عندما وصل إلى محطة سيدي قاسم حيث أغمي عليه، لينقل على وجه السرعة بسيارة الإسعاف إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بسيدي قاسم وبعد الكشف السريري تم تحويله إلى غرفة الانعاش لكن القدر لم يمهله تاركا ورائه صدمة الفراق لدى الجميع. وأضاف والد الضحية أن التقرير الذي قدمته وزارة الصحة، لا يليق بدولة الحق و القانون، بينما ذكر خال البقالي أن وزارة الصحة اختلط عليها الأمر في تقريرها لأن الشهادة الطبية التي قدمها الطبيب لحمزة البقالي هي معاناته من فقدان التركيز جراء قوة الضربة،وتساءل كيف يعقل أن الدولة تدخلت بسرعة لتفعيل قانون الشغب وأهملت الأخذ بحق شخص تعرض للضرب المؤدي إلى الموت. كما طرح سؤال غياب التأمين عن الأحداث التي يتعرض لها الجمهور وما قيمة التذكرة التي يؤديها إذا لم تكن تتضمن واجب التأمين لحماية الجمهور من أي حادث يتعرض له داخل رقعة الملعب.