«سكانير» ب200 درهم كان من الممكن أن ينقد حياة شاب بمقتل العمر حملت أم الشاب حمزة البقالي، مشجع الوداد البيضاوي لكرة القدم، الذي أصيب خلال أعمال الشغب التي شهدتها مباراة الفريق الأحمر أمام الجيش الملكي يوم السبت الماضي، مسؤولية وفاة ابنها في طريق العودة إلى مدينته الأصلية مكناس لمستشفى ابن رشد في الدار البيضاء. وقالت سلوى في تصريح صحفي، إن مستشفى ابن رشد يتحمل مسؤولية كبيرة في وفاة إبنها، إذ رفض إجراء فحوصات دقيقة للشاب لعدم توفره على المال، وتركوه يغادر المستشفى رغم إصابته، مضيفة أنهم لم يحاولوا الاتصال بأي من أفراد عائلته لشرح وضع الإبن حمزة، وأن ابنها غادر المستشفى بعد ذلك وتوجه إلى المحطة، إذ استقل القطار المتوجه إلى مدينة مكناس غير أن الموت لم يسعفه للوصول إلى مدينته حيث فارقته المنية. وتعرض حمزة البقالي إلى إصابة في الرأس بعد رشقه بحجارة في رأسه، إثر أعمال الشغب التي شهدتها مدرجات ملعب محمد الخامس، ونقلته سيارة الإسعاف إلى المستشفى التي استقبلت عددا كبيرا من الإصابات، غير أن الترخيص للمصاب بمغادرة المستشفى دون إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من عدم تعرضه لأي مضاعفات، قبل التسريح له بالخروج تعتبره سلوى البقالي خطأ جسيما من المستشفى. وحسب الروايات التي تم استيقاؤها من عائلة المرحوم حمزة البقالي، أن هذا الأخير مات ضحية للإهمال الطبي، مبرزة أن حمزة عندما تعرض لضربة على مستوى الرأس قصد على وجه السرعة مستعجلات ابن رشد لإسعافه فكشف عليه الطبيب المداوم ليوم السبت الماضي، هذا الأخير أخبره بضرورة إجراء جهاز السكانير، غير أن المرحوم حسب المصدر نفسه لم يكن يتوفر حينها سوى على مبلغ 200 درهم كانت غير كافية لإجراء السكانير، مما دفع بالطبيب إلى رفض إجرائه لهذا الفحص، واكتفى الطبيب بتحرير وتشخيص الفحوصات على وثيقة مسجلة بدفتر المستشفى تحت عدد 25322 بتاريخ 14 أبريل 2012 على الساعة 15 و44 دقيقة وسبب الزيارة إلى قسم المستعجلات (عنف) تحت عدد 937 ليغادر حمزة البقالي المستشفى ومرة أخرى ركب القطار من الدارالبيضاء في إتجاه مدينة مكناس غير أن وضعيته الصحية بدأت في تدهور شديد لأن النزيف في الرأس كان قويا وقد أغمي عليه عندما وصل القطار إلى محطة سيدي قاسم لينقل على وجه السرعة بسيارة الإسعاف إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بسيدي قاسم وبعد الكشف السريري يتم تحويله إلى غرفة الإنعاش لكن قدر حمزة البقالي كان هو تلبية نداء الخالق تاركا من ورائه صدمة الفراق لدى الجميع (أهله - أصدقائه - جمعية إلترا وينيرز...). ويذكر أن نفس إدارة مستشفى ابن رشد تعاملت بالمثل مع حارس مرمى فريق جمعية سلا لكرة القدم عندما قصد المستشفى لعلاجه إلا أن إدارة المستشفى رفضته بدعوى عدم توفره على بطاقة وطنية. والغريب في الأمر هو أن الحارس المذكور قصد المستشفى مباشرة من رقعة الملعب حيث تعرض لإصابة بليغة على مستوى اليد تطلبت تنقله مباشرة إلى المستشفى، مما دفع به إلى التحول إلى إحدى المصحات الخاصة. ما وقع خلال «السبت الأسود» والذي حصد معه روح مشجع الوداد البيضاوي القادم من مدينة مكناس، يفتح سؤال عريض حول خدمة الإسعاف التي تقدم للمرضى والجرحى بالمستشفيات العمومية. كما أن هناك من طرح سؤال غياب التأمين عن الأحداث التي يتعرض لها الجمهور وما قيمة التذكرة التي يؤديها إذا لم تكن تتضمن واجب التأمين لحماية الجمهور من أي حادث يتعرض له داخل رقعة الملعب.