ذهب الشاب حمزة البقالي ضحية أعمال الشغب والعنف التي صاحبت مباراة الوداد والجيش الملكي برسم الدورة 25 من البطولة الاحترافية، فبعد إصابته على مستوى الرأس وإحساسه بالألم والدوخة غادر مدرجات مركب محمد الخامس رفقة صديقه خليل من «إلترا وينرس» إلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد. هناك، يقول رفيقه في الدراسة ياسر أناس، قاموا بفحصه وأنعشوه بالأكسجين، قبل أن يطالبوه بالكشف على رأسه بواسطة جهاز سكانير. كشف تعذر عليه القيام به لعدم توفره على المبلغ المالي الكافي، مما جعله يستقل القطار نحو مكناس للقيام بذلك - يقول رفيق الضحية - لكن تدهور صحته من جراء التقيؤ نتيجة شدة الألم، فرضت على مسؤولي القطار إشعار محطة سيدي قاسم التي أحضرت سيارة الإسعاف لتنقله إلى المستشفى في حالة غيبوبة تامة ليفارق بعدها الحياة متأثرا بجراحه « Traumatisme crânienne » تولد عنه نزيف داخلي. ضحية أحداث الشغب حمزة البقالي، من مواليد 1992 بمكناس، كان يتابع دراسته بالسنة الثانية شعبة « Technique comptable » بالمدرسة العليا للتكنولوجيا، وكان قيد حياته شغوفا بحب الوداد البيضاوي وهو منخرط في إلترا وينرز الوداد، غادر المنزل على الساعة الثانية من صباح يوم إجراء المباراة صحبة أصدقاء له. دخل الملعب، تابع اللقاء وعاين الأحداث المؤلمة ولم يكن يتصور أنه سيعود جثة هامدة إلى أهله بمكناس، حيث تلقى ضربة قوية على مستوى الرأس. محمد البقالي والد الضحية والأسى والحزن باديا على محياه صرح للجريدة أن إدارة مستشفى سيدي قاسم لم تطلعه على التشريح، وسلمته الجثة لنقلها إلى مكناس حيث ووري الثرى عصر يوم الأحد، وأضاف أنه سيطالب بفتح تحقيق حول ظروف وفاة ابنه. لمعرفة مصدر الضربة التي تلقاها ابنه كما تساءل عن السر وراء عدم الاعتناء به بالمستشفى وتركه يغادره في حالة خطيرة، وهل لم يكن بالإمكان إنقاذه لو تم فحصه بجهاز سكانير وأبقوه بالمستشفى. وهنا يوضع مرة أخرى مركز استشفائي جامعي آخر في قفص الاتهام بعد مركز فاس. مأساة حقيقية وأحداث مؤلمة عاشها مركب محمد الخامس الذي تحولت مدرجاته إلى ساحة حرب مفتوحة، تسبب فيها محسوبين عن جمهور الوداد، وأدت إلى إصابات بين رجال الأمن والمتفرجين، وأزهقت فيها روح شاب في مقتبل العمر ذنبه الوحيد هو حبه للفريق الأحمر يتابع جميع مبارياته على الرغم من كونه مكناسيا لا يشاهد مباريات الكوديم. إن استفحال ظاهرة الشغب بالملاعب الرياضية، تقتضي دراستها بشكل دقيق للبحث عن الأسباب والمسببات المباشرة منها وغير المباشرة، والعمل على معالجتها في أفق إضعافها والقضاء عليها ولنا في تجربة الهوليكانز ما يكفي من استخلاص الدروس.