حمزة البقالي شاب مكناسي لم يجاوز ربيعه العشرين، خرج من مسكنه يوم السبت الماضي كي يستمتع بمقابلة الكرة التي جمعت الوداد بالجيش، ولم يعد إلى العاصمة الإسماعليّة إلاّ كي يدفن بترابها بعد 24 ساعة من نهاية اللقاء. وكما انتقل حمزة إلى الدّار البيضاء بالقطار فإنّ وفاته كانت ضمن ذات وسيلة النقل، وبالضبط عند وصولها إلى مدينة سيدي قاسم.. ليكمل رحلة عودته صوب بيت الأسرة جثّة هامدة. الروايات المتوفرة عمّا طال الشاب البقالي متطابقة، وكلّها تورد نيله ضربة على مستوى الرأس من هراوة عنصر في القوات المساعدة.. كما يُسند ذلك بتقرير طبيّ محدّد لأسباب الوفاة في وجود نزيف داخليّ حادّ على مستوى الدماغ. حمزة البقالي هو الضحيّة التي أسفرت عنها وقائع الشغب التي عرفتها المواجهة الكروية الجامعة بين الوداد البيضاوي والجيش الملكي لحساب منافسات قسم الصفوة من الدوري المغربي، إذ فوجئ الشاب بما جرى ليأخذ في الركض بدون اتّجاه، إلاّ أنّه تلقّى ضربة من رجل أمن لم يمنعه عنفها من مواصلة الركض إلى حين استقلال القطار القاصد لمكناس. ضحيّة عنف لقاء الوداد والجيش دخل في غيبوبة حال وصول القطار إلى محطّة سيدي قاسم، ومنها أقّل على عجل لتلقّي العلاجات.. لكنّه فارق الحياة في الطريق إلى المشفى جاعلا ما طاله وصمة عار في جبين المتسبّبين في شغب السبت بمركّب محمّد الخامس.