عاشت القوات الأمنية بالدار البيضاء، مساء أول أمس السبت، حالة استنفار قصوى، بعد الاشتباك الذي عرفته باحة مركب محمد الخامس بالدار البيضاء على الساعة السادسة من صباح أول أمس السبت، بين أفراد من فصيل المشجعين الرجاويين المعروف بالمحاربين، وأشخاص مجهولين حاولوا انتزاع لوحة عملاقة «تيفو» كان مناصرو الرجاء يستعدون لتثبيتها على المدرجات الخلفية واتخاذ التدابير التنظيمية لإنجاح ما يصطلح عليه في أوساط الإيلترا ب«الطلعة». وأسفر الاشتباك عن إصابة المشجع الرجاوي حمزة إثر تلقيه طعنة بسكين، كما تعرضت اللوحة لطعنات غيرت من ملامحها، وتبين أن جهة ترفض «التيفو» الذي قالت مصادرنا إن مضامينه كانت تربط بين المسيرة الخضراء ومسيرة الرجاء. وحسب شهود عيان فإن أشخاصا تجهل هويتهم رابطوا أمام بوابة المركب الرياضي منذ الساعة الخامسة صباحا، وانتظروا إلى حين حضور مشجعي الرجاء ليداهموهم بشكل مفاجئ، ورغم المقاومة التي أبداها «المحاربون» إلا أن المعتدين كانوا مدججين بالأسلحة البيضاء، وبعد أقل من عشرين دقيقة انتهت المعركة وفر المعتدون على متن سيارة نقل جماعي قبل وصول رجال الأمن الذين باشروا تحرياتهم واستمعوا إلى المصابين في محضر رسمي، بينما أحيل البعض على قسم المستعجلات. وأمام هذا الطارئ ألغيت التظاهرة الاحتفالية التي هيأها مناصرو الرجاء المنتمون لفصيل «غلاديتور»، وتبين أن الشغب قد أخذ أبعادا أخرى، مما ولد رغبة الانتقام لدى الرجاويين الذين قرر بعضهم التوجه فور انتهاء المباراة التي جمعت فريقهم بالدفاع الجديدي إلى محطة القطار وانتظار وصول الجماهير الودادية العائدة من الرباط للانتقام، بعد أن حامت شكوك حول وقوف وداديين خلف الحادث. ونفى أعضاء من فصيل «الوينرز» المساند للوداد، أن تكون لهذه الفئة علاقة بحادث صباح السبت، ونفت مسؤوليتها عن الاعتداء الذي كان من مضاعفاته إلغاء احتفالية جماهير ما يعرف بمدرجات «المكانة»، وقال عضو من النواة الصلبة لفدائيي الوداد ل«المساء»، إنه من الصعب تصديق رواية الاعتداء الودادي «كنا نتهيأ للسفر إلى الرباط ولا يمكن أن نصادر ثقافة التيفو ونحن ندعو إلى تكريسها وجعلها فرصة للتنافس بين المشجعين»، وأضاف أن الشرطة ستكشف عن الجناة. ولم يسلم جمهور الوداد البيضاوي من حمى مصادرة «التيفوات» حيث منعت القوات الأمنية المرابطة بالمجمع الرياضي مولاي عبد الله، جماهير الوداد من إدخال «تيفو» الفدائيين أكبر الفصائل المساندة للفريق الأحمر، وقال مصدرنا إن رجل أمن برتبة عميد طلب من أفراد التنظيم تسليم التيفو لرجال الأمن قصد نقله إلى دائرة الشرطة للتعرف على مضامينه واتخاذ قرار بالترخيص أو المنع، وهو المقترح الذي رفضه أعضاء النواة الصلبة للوينرز، الذين تساءلوا في تصريحهم ل«المساء» عن سر الكيل بمكيالين، أي الترخيص لمناصري الجيش الملكي برفع التيفو ومصادرة هذا الحق بالنسبة للوداديين. وبخصوص الجوانب المتعلقة بتنظيم المباراة التي جمعت الجيش والوداد، فقد لوحظ أن الاحتياطات الأمنية كانت مشددة للحيلولة دون تسجيل أية مواجهات بين جماهير الفريقين، لكن هذا لا يعني أن المباراة دارت في أجواء بعيدة عن العنف، إذ إن تواجد أعداد من مناصري الوداد البيضاوي مبكرا في المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، قد ساهم في حدوث اصطدامات مع مناصرين عسكريين كلفوا بحراسة «التيفو» العملاق الذي أعده نشطاء «الإيلترا» عسكري، حيث تم إتلاف جزء كبير من «التيفو» رغم أن إعداده على نحو جيد تطلب بذل جهود كبيرة وصرف أموال عديدة. لترد في أعقاب ذلك الجماهير العسكرية التي بلغها النبأ على الهجوم المذكور بآخر مشابه، كان من نتائجه تجريد الجمهور الودادي من بعض وسائل التشجيع التي كانت بحوزته، قبل أن تتدخل قوات الأمن لتفريق النزاع. وعرفت مباراة الجيش والوداد أعمال شغب، تمثلت في تكسير مجموعة من الكراسي البلاستيكية للمجمع الرياضي، والتي لم يتم جردها بعد، بينما أكد مصدرنا أن إدارة الوداد ستتوصل بفاتورة الخسائر المادية في القريب.