صادرت السلطات الأمنية بالدار البيضاء، مساء أول أمس الثلاثاء، لوحة فنية «تيفو» أنجزها الفصيل المناصر للرجاء البيضاوي «إيلترا إيكلز» التابع لمنطقة ابن امسيك سيدي عثمان، أو ما يعرف ب«إيكلز» 04، وذلك ساعات قليلة قبل انطلاقة المباراة المغاربية التي جمعت الرجاء البيضاوي بنادي وفاق سطيف الجزائري برسم كأس بطولة شمال إفريقيا، والتي انتهت بالتعادل هدف في كل مرمى. وبرر المسؤولون الأمنيون سبب مصادرة «التيفو» العملاق الذي يحمل عبارة «لله ياجزاير» المستوحاة من أغنية الشاب خالد الجزائري، كما منعوا لافتة كبرى كتب عليها مقطع شهير من نفس أغنية ملك الراي، يقول «عشنا و شفنا خالفنا وتخالفنا واليوم بعد غياب رجعنا حباب» بوجود إشارات سياسية في مضامينه. واعتبر المسؤولون الأمنيون الفكرة، التي انكبت جماهير الرجاء البيضاوي على تحويلها إلى لوحة فنية ضخمة على مدرجات ما يعرف بجناح «المكانة»، ذات دلالات سياسية نظرا إلى حالة التوتر التي تطبع العلاقات المغربية الجزائرية. وقال الدكتور جمالي أحد مهندسي فكرة التيفو، في تصريح ل«المساء»، إن مسؤولين أمنيين وافقوا على الفكرة حيث شرع شباب التنظيم المناصر للرجاء في تجسيد «الماكيط» على المدرجات منذ صباح أول أمس، وأضاف أن المنظمين اقتنعوا بمضامين «التيفو» التي تدعو إلى التقارب بين الشعبين المغربي والجزائري، بينما قال مسؤول أمني ل«المساء» إن الخطاب الموجه من خلال أغنية الشاب خالد يحتمل التأويل. وقال فصيل «إيلترا إيكلز» في بيان له على موقع صوت الشعب «لقد استوحينا فكرتنا للتعبير عن موقفنا من خلال رسالة يحملها جيلنا وتدعو إلى الأخوة والتقارب بين الشعبين، من خلال مقاطع من أغنية الشاب خالد التي تنطق بلسان الشعبين الشقيقين». وأشارت اللوحة بالمرموز إلى المراحل التاريخية التي قطعتها العلاقات بين القطرين خاصة على المستوى الكروي، ومجموعة من الإكراهات التي كانت تحول دون تحقيق التقارب، «لفتنا أيضا الإشارة إلى بعض الأطراف التي تحوم حول هذه الأخوة في الله، والتي تحاول خلق الفتنة بين البلدين وهو ما عبرنا عنه بالحزام الأسود في التيفو» يقول الدكتور جمالي. وأضاف أعضاء النواة الصلبة لتنظيم المشجعين إن اختيار أغنية الشاب خالد «لله ياجزاير» يرجع إلى مكانة المطرب الجزائري الذي تأثر بأغانيه الكثير من الشباب المغاربي، لأنه عرف بمواقفه التي تدعوا إلى التقارب، بالإضافة إلى أصوله المغربية. وعلمت «المساء» أن تكلفة اللوحة المصادرة فاقت 25 ألف درهم، ناهيك عن الجهد البدني الذي قام به القائمون على التيفو منذ أيام، واستعانتهم بأضواء كاشفة «بروجيكتور» من أجل إعطاء اللوحة دلالاتها. وفضلت بعض مكونات «الإيكلز» مغادرة المركب الرياضي بعد فشل محاولات إقناع البوليس بدلالات التقارب التي يحملها، بينما أجهش شباب التنظيم بالبكاء، وفضلوا متابعة المباراة من المدرجات التي تعرف بموقع «فريميجة» المخصص عادة لجماهير الوداد، وحين صعد الفريقان إلى أرضية الملعب أدار الغاضبون ظهورهم للنادي. وكان مهندسو اللوحة قد نالوا موافقة قبلية من مسؤولي الرجاء البيضاوي والدوائر الأمنية لمنطقة أنفا، قبل أن يصادر مجهود شهر كامل.