اعتقال أزيد من 100 قاصر وإصابة أزيد من 60 في صفوف رجال الأمن طغت أحداث الشغب التي شهدتها مباراة الوداد البيضاوي والجيش الملكي، أول أمس السبت، على باقي المباريات التي شهدتها الدورة 25 من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم. وحالت أحداث الشغب دون استمتاع الوداد بفوزه بهدفين لصفر في مباراة «كلاسيكو» قمة الدورة 25 وقعهما الإيفواري بكاري كوني (د.74) ويونس الحواصي (د.86). وتدخلت الهيئة المسيرة للفريقين وسمحت لكل شخصين بالدخول في تذكرة واحدة وتم إلغاء البوابات الإلكترونية لفترة، لكن الجمهور الودادي استمر في إحداث الشغب واقتلاع الكراسي واستمر التراشق بالحجارة، مما أدى إلى تصادم مع رجال الأمن حيث تحول الملعب لحلبة صراع في المدرجات. وانطلقت أعمال العنف قبل بداية المباراة بساعتين بالتزامن مع وصول جمهور الجيش الملكي إلى الدارالبيضاء ورغبته في تنظيم موكب «كورتيج» من محطة القطار الميناء في اتجاه ملعب مجمع محمد الخامس حيث جرت المباراة. وتواصل الشغب داخل الملعب برشق رجال الأمن بالحجارة احتجاجا على عدم السماح بدخول شخصين في تذكرة واحدة، لكن حدتها ازدادات بعد اقتلاع مقاعد المدرجات والرمي بها على أرضية الملعب. وتدخل رجال الأمن إلى إخلاء الملعب واعتقال أزيد من 100 قاصر كانوا يتراشقون بالحجارة والكراسي وبعض القطع الحديدية، مما تسبب في إصابة بعض رجال الأمن والقوات المساعدة وبعض المواطنين بجروح متفاوتة الخطورة. وتم نقل المصابين الى مستشفى مولاي يوسف ومستشفى إبن رشد لتلقي العلاج، ويتراوح عدد هؤلاء المصابين ثلاثين عنصرا من القوات المساعدة وما يفوق ستين رجل أمن وكولونيل وعميدين بأمن أنفا. واضطر حكم المباراة التيازي إلى تأجيل انطلاق الجولة الثانية بحوالي ربع ساعة إلى أن عادت الأمور إلى طبيعتها بعد تدخل قوات مكافحة الشغب واعتقال عدة أشخاص. وذكرت مصادر مطلعة، أن أحمد غيبي، رئيس لجنتي التحكيم والبرمجة داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أرغم الحكم هشام التيازي على إتمام مباراة فريق الوداد الرياضي البيضاوي والجيش الملكي، بعدما كان الحكم يعتزم الإعلان عن إيقافها بعد اندلاع أعمال شغب في المدرجات خلال الفترة ما بين الشوطين. واستنجد غيبي بالهاتف النقال لمراقب المباراة المذكورة من أجل إبلاغ الحكم التيازي بضرورة إكمال المباراة، التي تلقى القرار عن طريق المراقب، قبل أن تستأنف أطوار المباراة التي شهدت تفوق الوداد على ضيفه الجيش بهدفين لصفر. على صعيد آخر فرض رجال الأمن حراسة مشددة على جمهور فريق الجيش الملكي، منذ وصوله إلى مدينة الدار البيضاء، إلى حين مغادرته لملعب محمد الخامس، بعد نهاية المباراة. وكان جمهور الجيش الملكي، هو آخر من غادر ملعب محمد الخامس، والذي توجه مباشرة إلى الحافلات المخصصة له، التي نقلته تحت حراسة أمنية مشددة إلى محطة القطار الدار البيضاء الميناء، التي كانت معززة بعدد كبير من رجال الأمن الذين رافقوا الجمهور من الحافلات إلى حين صعود القطار الخاص بالجمهور العسكري، وذلك حفاظا على سلامة المسافرين ومرافق المحطة من أي أضرار.