شرعت الشرطة العلمية في تحرياتها حول ضحية مباراة الديربي الأخير الذي جمع يوم السبت الماضي الوداد والرجاء البيضاويين، وقانت بزيارته في غرفة العناية المركزة بالمستشفى الجامعي ابن رشد وعاينت مكان سقوطه في مركب محمد الخامس، كما استفسرت الجهاز الطبي الذي أشرف على علاجه ولازال الشاب عبد العالي القدابي في غيبوبة بقسم الإنعاش في وضع صحي وصفه أحد الأطباء بالمستقر. ومنذ سقوط الضحية من أعلى مدرجات المنصة المغطاة، ونقله من طرف الوقاية المدنية ساعة واحدة قبل انطلاق المباراة إلى قسم المستعجلات، وأسرته ترابط بالمستشفى أملا في انتهاء حالة الغيبوبة، بينما قرر الطبيب المشرف على الحالة إعادة إجراء جهاز الكشف «سكانير» للتأكد من تفاصيل أخرى لازال الغموض يلفها، كما قام أفراد عائلة الفتى بحملة للتبرع بالدم وحاولوا التخفيف من أعباء والديه الذين يعيشان وضعا اجتماعيا بسيطا. وقال قريب من الضحية إن الغموض يلف الحالة، ويطرح أكثر من تساؤل حول عدم تدخل الوداد على اعتبار أن الضحية من مناصري الفريق، كما طالب بتحريك الملف قضائيا لأن عبد العالي يحتفظ في جيبه بجزء من تذكرة دخول المباراة، وعبر عن استغرابه لعدم وجود تأمين عن الفرجة الكروية، خاصة في ظل تنامي ظاهرة السقوط من أعالي المدرجات، ووجود ضحايا منهم من يعاني من إعاقة مزمنة ومنهم من فارق الحياة. وعلمت «المساء» من مصدر طبي أن عبد العالي قد استفاق لحظة من غيبوبته ثم عاد إلى وضعه، ولقد تعرف على والدته وسألها عن نتيجة الديربي ليغمض عينيه من جديد، دون أن ينطق بكلمة مما أعاد الأمور إلى نقطة البداية. ولم يستبعد أقرباء الضحية إمكانية اللجوء إلى القضاء لتحديد المسؤوليات، التي تركت أسرة عبد العالي في مواجهة الوضع، بينما قام مجموعة من أنصار الوداد بلفت الانتباه إلى خطورة الوضع وحالة المشجع الذي لم يكتب له مشاهدة مباراة الديربي التي تهيأ لها منذ مدة، وقاموا بإنجاز «ميساج» تم عرضه في مباراة الوداد والمغرب الفاسي مساء أمس الأربعاء يقول مضمونه، «من الديربي مائة وحضاش والقدابي في الإنعاش». ويعتبر الضحية من محبي الوداد وكان يتردد على مركب محمد الخامس بين الفينة والأخرى، ويحفظ عن ظهر قلب أشعار المدرجات، خاصة تلك التي يرددها فصيل الوينوز. يذكر أن الضحية من مواليد سنة 1993، ويقطن بحي سيدي عثمان بالدارالبيضاء وكان يتابع دراسته بمعهد التأهيل المهني بالحي المحمدي شعبة الخراطة، ويتابع عن كثب مباريات الوداد البيضاوي لكن ليس إلى درجة التطرف على حد قول قريبه. ويعتبر عبد العالي ثالث ضحية لمركب محمد الخامس خلال الموسم الرياضي الحالي، بعد الشاب الرجاوي الذي سقط من أعلى المدرجات خلال مباراة الرجاء والقطن الكاميروني، والمحب الودادي الذي سقط في بالوعة صرف المياه الآسنة قبيل مباراة الوداد والأهلي المصري.