دفن أول أمس بمقبرة الغفران جثمان الشاب مصطفى أيت احماد عاشق الرجاء البالغ من العمر 19 سنة، بعد أن سقط من بوابة الحافلة رقم 120 التي تربط حي المعاريف بتيط مليل خلال رحلة العودة إلى بيت أهله في حي مولاي رشيد، ولقي متيم الرجاء حتفه بعد دقائق من الحادث الذي وقع بحي الصدري حيث وضع على جثمانه قطعة ثوب عليها شعار الرجاء اعتاد أن يحمله معه خلال مباريات الرجاء التي يتابعها من المدرجات الخلفية. وكانت جثة الفقيد قد خضعت للتشريح بمستودع الأموات قبل أن توارى الثرى بعد ظهر الإثنين الماضي في موكب حضره أفراد من أسرة الراحل وبعض محبي الرجاء والجيران، بينما لوحظ غياب مسيري الرجاء الذين لم يكن لهم علم بالحادث. وقال أفراد أسرة الفقيد بعد دفن جثمان مصطفى أيت احماد، إن الوفاة تمت بعد أن سقط الفقيد من الباب نظرا لاختلال على مستوى البوابة المتهالكة وللازدحام الحاصل داخلها، خاصة وأن أعدادا كبيرة من جماهير الرجاء القاطنة في حي مولاي رشيد وللامريم وتيط مليل تمتطي نفس الحافلة رقم 120، وقال أحد أفراد أسرة أيت احماد إن فرضية السقوط من النافذة أو ظهرها مجرد كلام روجه مسؤولو شركة النقل من أجل دفع التهمة عنهم، وأن الفقيد كان يملك تذكرة الحافلة والملعب. ومن المفارقات الغريبة في الحادث أن مصرع الشاب أيت احماد قد حصل على بعد أمتار قليلة من مكان وفاة عاشق الوداد الشاب الدالي، بل إن أم المفارقات أن تدوس الحافلة الحاملة لرقم 120 محب الوداد والرجاء على حد سواء، الأول بعد مباراة المولودية الوجدية والثاني قبيل آخر ديربي، علما أنهما يقتسمان الانتماء لحي مولاي رشيد الذي يضم جزءا كبيرا من محبي فريقي العاصمة الاقتصادية. ووعد رئيس جمعية أبيض أخضر نور الدين البيشيشي بالتدخل لدى إدارة نادي الرجاء البيضاوي من أجل دعم أسرة الفقيد الرجاوي في مصابها الأليم، والنظر في إمكانية قراءة الفاتحة قبيل المباراة القادمة أمام الدفاع الجديدي، بينما لم يعلم مسؤولو الرجاء بالحادث بل إن أحد المسؤولين وعد بتبليغ الرئيس عبد الله غلام بالأمر من أجل إعطاء التعليمات للجنة الاجتماعية لاتخاذ اللازم. وكان المكتب المسير للوداد قد قام خلال الموسم الماضي بزيارة إلى منزل المرحوم الدالي في ليلة التأبين وتحمل الرئيس عبد الإله أكرم المصاريف ، وقدم للأسرة المكلومة منحة لتغطية المصاريف الطارئة. يذكر أن مصطفى أيت احماد ظل يتابع جميع مباريات الرجاء البيضاوي في الدارالبيضاء والمدن المجاورة، وهو يعمل كمساعد جباص بحي البرنوصي بعد أن اشتغل مساعدا لبائع في إحدى محلات بيع السجائر، وينحدر الفقيد من وسط قروي حيث قرر أن يساعد أسرته الفقيرة على نفقات المعيشة، وظل يقطن عند أحد أفراد عائلته بحي مولاي رشيد، كما عرف بعشقه للون الأخضر وترديده لأهازيج الرجاء التي يحفظها عن ظهر قلب.