دعا الحسين آيت أحمد، زعيم «جبهة القوى الاشتراكية» الجزائرية، إلى فتح الحدود بين المغرب والجزائر وإلغاء العقبات التي تحول دون تواصل الشعبين، معتبرا ذلك أحسن تكريم لذكرى الدكتور عبد الكريم الخطيب. وقال آيت أحمد، في الحفل التأبيني الذي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في الذكرى الأربعينية لوفاة عبد الكريم الخطيب أمس، إن الراحل كان نشيطا داخل الوسط الطلابي بالجزائر التي أقام فيها للدراسة حوالي خمس سنوات وساهم في بلورة التجاوب بين الأقطار المغاربية عاطفيا وسياسيا، كما عمل على توحيد الكفاح المسلح ونضال شعوب المغرب العربي، وشارك في الثورة الجزائرية، وبذلك فقد «قام بدور هام لتحقيق استقلال الشعوب المستعمرة.» وتميز حفل التأبين بحضور جزائري قوي، فإلى جانب الحسين آيت أحمد، ألقى يوسف الخطيب، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية الجزائرية وابن عم الدكتور الخطيب والذي جاء ممثلا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، كلمة في حق الخطيب، إضافة إلى ممثل الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة الذي لم تسمح له ظروفه الصحية بالحضور شخصيا. وقال يوسف الخطيب إن الرئيس بوتفليقة كلفه شخصيا بأن ينوب عنه في تقديم التعازي إلى أسرة الفقيد الذي يعتبر «صلة وصل بين المغرب والجزائر»، مضيفا: «لقد فقدنا فيه أخا عزيزا جمعتنا به صلة الرحم ومجاهدا مخلصا». وعدد يوسف الخطيب محاسن الفقيد الذي «جمع بين العلم والجرأة والإقدام والإخلاص في المسعى وداعما للعمل التحريري الذي انخرطت فيه أقطار المغرب العربي»، مضيفا أنه كان مدافعا كبيرا عن القضايا العربية العادلة، لاسيما قضية فلسطين، من دون إغفال قضايا التحرر بالقارة السمراء. ومن جهته، قال أحمد بن بلا، الرئيس الجزائري الأسبق في كلمة ألقيت بالنيابة عنه، إن الخطيب كان يأمل في بناء «وحدة تجمع بين شعوبنا وتخلق منها قوة تواجه كل التحديات وتساهم في صياغة الاستراتيجية التي تخدم مصالحها دون ضغوط من أي جهة كانت». وأضاف بن بلة أن الراحل، الذي كان رفيق سلاحه، «بطل مغاربي ومجاهد عظيم حمل التاريخ على أكتافه وتجرد من الأنانية ونذر نفسه للكفاح من أجل الحرية لكل شعوب المغرب العربي». وعن دور الدكتور الخطيب في الدفاع عن القضية الفلسطينية، قال وجيه حسن علي قاسم، سفير فلسطين سابقا بالرباط، إن فلسطين احتلت مكانة خاصة في قلب الفقيد وكان سباقا لربط الصلة مع شعبها منذ بداية الستينات، خاصة من خلال مساهمته في تأسيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني في بيته. أما عن الدور الذي لعبه الخطيب في استقلال الشعوب الإفريقية عندما كان وزيرا للشؤون الإفريقية، قال لويس جوزي دو ألميدا، سفير جمهورية أنغولا بالرباط، إن الراحل كان «الروح الحية للمغرب وضميره»، حيث ساند بقوة أنغولا في التخلص من الاستعمار البرتغالي، وكان «بيته مفتوحا لنا ليل نهار ولحركات التحرر من عدد من الأقطار الإفريقية، وقدم دعما ماليا ودبلوماسيا وعسكريا لها حتى تتحرر من الاستعمار».