أجمع المتدخلون في حفل تأبين المرحوم عبد الكريم الخطيب الذي أحيته ليلة الأربعاء 5 نونبر 2008 المندوبية السامية لقدماء المقاومين وجيش التحرير أن الدكتور الخطيب كان منفردا بين أقرانه في كل شيء، في ثقافته، وحكمته، وفي بسالته في مقاومة الإستعمار. كما ذكر الجزائري الحسين أيت احمد بتاريخ عبد الكريم الخطيب في الجزائر خلال مرحلته الطلابية وبانخراطه في جيش التحرير، وعمله على توحيد الكفاح المسلح ونضال شعوب المغرب العربي ليكون بذلك مثالا حيا للجيل الذي ناضل في سبيل تحقيق الوحدة المغاربية. ومن جانه أكد دو سانتوس سفير الموزمبيق أن الخطيب ساهم في تأسيس حركة تحررية موزمبيقية لمكافحة الاحتلال البرتغالي سنة1961 وأحدث لها مقرا بالرباط بموافقة الحسن الثاني رحمه الله، واعتبر لويس جوزي دو ألميدا سفير جمهورية أنغولا بالرباط أن الراحل كان الروح الحية للمغرب حيث كان المساند لبلده (أنغولا) لطرد الاستعمار البرتغالي، وكان بيته كان مفتوحا لكل لحركات التحررية الإفريقية والعربية. وذكر المندوب السامي لقدماء المقاومين وجيش التحرير الدكتور مصطفى الكتيري أن الخطيب من الشخصيات التي بصمت ورصعت السجل الذهبي للتاريخ المعاصر لكفاح الشعوب وبطولات الحركات التحريرية المتطلعة للخلاص من الإستعمار، كما ذكر بتزامن ذكراه الأربعين مع الذكرى 33 للمسيرة الخضراء التي كان في طليعة المتطوعين للمشاركة فيها، ووفاته جاءت في أحد أعظم الليالي عند الله تعالى وهي ليلة القدر. الأمر الذي يعطي لذكرى الراحل طابعا دينيا ووطنيا متميزا حتى بعد وفاته، كما ذكر الكثيري بمراحل جهاد الفقيد بداية من سنة 1940 بعدما أسس رفقة بعض إخوانه حركة الكشفية الحسنية، وفي سنة 1945 بعدما قاد مظاهرة بالجديدة ضد قهر الاستعمار ومعايشته لأحداث الدارالبيضاء في 8 ,7 دجنبر 1952 بعد اغتيال فرحات حشاد، فكان الراحل يقدم إسعافات وعلاجات لأعداد كبيرة من المواطنين الذين أصيبوا على أيدي قوات الاحتلال، وهو ما يزال حديث العهد بمهنة الجراحة. كما ذكر الكتيري بعلاقة الفقيد مع باقي أعلام المقاومة المغاربة كالزرقطوني والشتوكي وعبد الكبير الفاسي وغيرهم، وبدوره في العمل على توحيد الأحزاب السياسية الوطنية من أجل خدمة قضية العرب الأولى وذلك بإنشاء الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، ومع اختلاف مواقفه البطولية قلده الملك الراحل محمد الخامس سنة 1945 بوسام ملكي. ومن جهته أبرز يوسف الخطيب ابن عم المرحوم المقيم في الجزائر في شهادته المواقف البطولية للفقيد، وتكامل أدواره بين العلم والمعرفة، والتدين، ومقاومة الإستعمار ليس فقط داخل المغرب وإنما خارجه أيضا، بحيث انخرط في العمل التحرري الذي عبر أقطار المغرب العربي، وكان دائما مدافعا عن القضية الفلسطينية وعن شعوب إفريقيا جنوب الصحراء. ولم ينس وجيه حسن علي قاسم (أبو مروان) سفير فلسطين سابقا بالرباط، أن الخطيب كان من الداعمين القويين لحركة التحرير الفلسطينية وخاصة من خلال مساهمته في تأسيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني وهو الدعم الذي لا زال متواصلا على الصعيد الرسمي.