أكد عبد الفتاح بوخريص، مدافع الفتح الرباطي والمنتخب الوطني، أن دعوة العديد من اللاعبين الممارسين بالبطولة « الاحترافية» لتعزيز صفوف المنتخب فيه إعادة الاعتبار للاعب المحلي بشكل خاص والبطولة،الوطنية بشكل عام، مبرزا أن هناك وعيا كبيرا في صفوف العناصر الوطنية بأهمية المسؤولية الملقاة على عاتقهم والمتمثلة في تعويض المشاركة الباهتة خلال نهائيات العرس الإفريقي الأخير. وأوضح بوخريص في حواره مع «المساء» أن المباراة المقبلة أمام المنتخب الغامبي لن تكون سهلة، مستندا في ذلك على كون الكرة الإفريقية قطعت أشواطا مهمة في درب التطوير، ومشددا على أنه لم يعد هناك مكان لمنتخبات كانت تسمى سابقا ب « الضعيفة». بوخريص قال إنه لن يعود مجددا للدوري البلجيكي، كاشفا في السياق ذاته توصله بعروض من طرف أندية اسبانية وفرنسية وألمانية، هذه المحاور ومواضيع أخرى تكتشفونها في الحوار التالي: - حضور وازن للاعبي البطولة الوطنية في تشكيلة البلجيكي غيريتس، ما مرد ذلك في نظرك؟ أعتقد أن المكافأة تكون دائما من نصيب المجدين، ولاعبو البطولة الوطنية أكدوا أحقيتهم بتلقي الدعوة للانضمام إلى المنتخب الوطني على ضوء المستوى المميز الذي وقعوا عليه رفقة أنديتهم سواء في المسابقات الوطنية أو القارية، كما أن إشراف غيريتس على تدريب المنتخب المحلي ووضعه للاعبين المحليين تحت المجهر ساعده في تكوين فكرة كبيرة عن المقومات البدنية والتقنية لكل واحد منهم، لقد شكل فرصة للاقتراب منهم ومنحهم فرصة تأكيد الذات من خلال الاحتكاك عن قرب على امتداد أيام المعسكرين الإعداديين، وفي نظري فدعوة العديد من الأسماء المحلية فيه إعادة الاعتبار للبطولة الوطنية التي دخلت مجال الاحتراف من جهة، واعتراف بكون الدوري الوطني يضم عناصر تستحق حمل القميص الوطني. - لكن في المقابل غياب أسماء كانت تشكل الدعامة الأساسية في المنتخب سيضاعف مسؤولية العناصر الجديدة، خصوصا المحلية منها، كيف تنظر إلى هذا المعطى كواحد من اللاعبين المحليين؟ أولا، كل لاعب وبمجرد إدراج اسمه ضمن التشكيلية التي ستدافع عن حظوظ منتخب بلاده إلا ويضع نصب عينيه أنه يتحمل مسؤولية جسيمة يجب أن يكون فيها هامش الخطأ ضعيفا جدا أو منعدما، لأن الأمر لا يتعلق بناد أمامه فرصة التعويض في المباريات القادمة وإنما بمنتخب يحمل أمال وتطلعات وأحلام بلد بأكمله، وهنا تكمن قيمة القميص الوطني الذي يكون تشريفا وتكليفا في الوقت نفسه، العناصر المحلية تعي جيدا هذا الموضوع وهي على أهبة الاستعداد لتقديم كل ما في جعبتها حتى تمثل المنتخب الوطني بالشكل الذي يتمناه الجميع، خصوصا أنها راكمت تجارب مهمة على الصعيد القاري من خلال مشاركتها في مسابقتي دوري الأبطال وكأس «الكاف». - تنتظركم مباراة قوية أمام المنتخب الغامبي في مستهل المسار الاقصائي، كيف تنظر إلى هذه المواجهة؟ علمتنا التجارب الإفريقية أنه لم يعد هناك مكان لمباريات قوية وأخرى ضعيفة. كل المواجهات أضحت صعبة وحارقة وتكتسي الأهمية والصعوبة ذاتها وتتطلب التحضير لها، سواء من الناحية النفسية أو البدنية أو التقنية، بالشكل المطلوب دون استصغار لأي منافس كيفما كان اسمه وكيفما كانت نتائجه، الكرة في القارة السمراء قطعت أشواطا مهمة في درب التطور والعديد من لاعبي منتخبات كانت تصنف إلى حدود الأمس القريب ضمن ركب المتخلفين كرويا باتوا يؤثثون فضاء كبريات البطولات العالمية ويمارسون في مستويات جد متقدمة. - سيكون الموعد المقبل أول ظهور رسمي للمنتخب بعد نكسة الغابون وغينيا الاستوائية، هل تدركون أهمية الأمر؟ بالفعل، نعي جيدا أن مباراة غامبيا ستشكل أول ظهور رسمي لنا بعد المشاركة الباهتة في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة وبالتالي ستكون الفرصة مواتية للتعويض وتأكيد أن ما حدث كان مجرد كبوة حصان وسحابة صيف عابرة سرعان ما ستنقشع، عناصر المنتخب بما فيها المحليين والمحترفين تتملكها رغبة كبيرة وإرادة قوية لتصحيح الكبوة والتوقيع على بداية موفقة تخول لنا خوض غمار المسار الإقصائي بمعنويات مرتفعة، ندرك أنه تنتظرنا مباريات قوية لا مجال فيها للخطأ الذي لن يكون مسموحا لنا بارتكابه، نسعى لتمثيل كرة القدم الوطنية بالشكل الأمثل وعليه فلن ندخر جهدا في ترجمة هذه الرغبة على أرض الواقع. - جولة راحدة فقط على إسدال الستار على البطولة «الاحترافية» كيف تتوقع السيناريو المرتقب للمباريات؟ لا يختلف اثنان في كون التشويق ظل على امتداد دورات النسخة الأولى للبطولة الاحترافية العنوان الأبرز سواء على مستوى التنافس من أجل الظفر بدرع البطولة أو تأمين البقاء ضمن أندية الصفوة بالنسبة لأندية أسفل الترتيب، وهو ما منح طعما آخر للبطولة وجمالية مصحوبة بالكثير من الإثارة. تنتظرنا مباراة، خلال الجولة الأخيرة بملعبنا، سنعمل جاهدين على تأكيد أحقيتنا بالفوز باللقب خلالها والتي ستجمعنا بمنافسنا القوي المغرب التطواني، بلغنا مرحلة جد متقدمة وليس مسموحا لنا بالتراجع. - الموسم شارف على نهايته، هل ستعود إلى فريقك ستاندار دولييج البلجيكي؟ هناك مراقبة مستمرة واتصال دائم لمسؤولي الفريق البلجيكي بي لكن لا أعتقد أنني سأعود إلى الدوري البلجيكي، إنه لا يستهويني ومستواه ليس بالشكل المتوخى ولا يوجد فرق كبير بينه وبين الدوري المغربي، تلقيت عروضا من أندية فرنسية وألمانية وإسبانية سأنكب على مناقشتها لاختيار العرض الذي يوازي طموحاتي ويسمح لي بتطوير مستواي، سألعب الموسم المقبل إن شاء الله في إحدى البطولات الأوروبية لكن الأكيد أنه لن يكون الدوري البلجيكي.