الإطار جمال فتحي كان من وراء إلتحاقي بالعسكريين أحب الريال ونيبت ولخلج وأحترم الدميعي هو الدور المفروض أن يضطلع به الإعلام الرياضي الوطني في إطار رصد اللاعب وتتبعه والوقوف على متغيرات في المجال التقني والتعاملي والتألقي.. دور دأبت جريدة المنتخب الإضطلاع به بالنسبة لمختلف الأنواع الرياضية. من العناصر التي شملها هذا الإهتمام مدافع الكوكب المراكشي سابقا والجيش الملكي حاليا صلاح الدين السعيدي الذي نستضيفه للحديث عن تجربته مع فريقه الأول الكوكب المراكشي ثم بعد إلتحاقه بالفريق العسكري وهو يطرق باب الدولية حيث راج الحديث عن إلتحاقه بالمنتخب المحلي بعد الصورة والمستوى الذي ظهر به خلال هذا الموسم.. - المنتخب: كيف شعرت وأنت تلتحق بفريق من حجم الجيش الملكي؟ السعيدي: شعوري كان هو أنني بمجرد الإلتحاق بفريق من الدرجة الأولى أكون قد حققت قفزة نوعية من مشواري الكروي وأن الإحتكاك بلاعبين متمرسين ومدرب أعرف مسبقا حجمه الوطني وإدارة تؤمن بالإحترافية كنمط تعاملي وكلها عوامل تفرض اللعب على الألقاب، وهو ما أتمنى إنجازه داخل هذه المجموعة التي لمست أنها متجانسة ولها نفس الطموح. هذا لا ينقص أي شيء من قيمة فريقي الأول الكوكب المراكشي الذي عشت معه التجربة منذ فئة الصغار وترعرعت في كنف أطره لأبلغ هذا المبتغى، فالكوكب هو الآخر له تاريخ وماضي حافل بالألقاب وأن تعتبره طارئ كما هو بالنسبة لكل الفرق، لذا أتمنى أن يستجمع قواه ويحقق العودة إلى القسم الوطني الأول. - المنتخب: كيف تقبلت خبر إنتقالك إلى الفريق العسكري؟ السعيدي: أول شيء فكرت فيه هو أنني سألعب على أعلى مستوى وفي فريق دأب على الصراع من أجل الألقاب وهذا مشجع للاعب كان بالأمس يعاني من غياب الثقة في مستقبله وهو يصارع في قسم لا يتلاءم وطموحاته، بالإضافة طبعا إلى ما يمكن لهذا الهرم الكروي أن يمنحه للاعبيه من استقرار إجتماعي ونفسي ورياضي.. - المنتخب: من هم الأطراف الذين ساهموا في هذا الإنتقال؟ السعيدي: أولا أشكر فريق الكوكب الذي تفهم الوضع وساهم بإدارته وطاقمه التقني الأول في تسهيل إنتقالي، والثاني في الدعم التقني الذي ساهم في إبراز مؤهلاتي، ثم هناك السيد جمال فتحي الذي أشار على الفريق العسكري بطلبي وإدارة الجيش الملكي التي لبت طلبات مكتب الكوكب تسهيلا لتحريكي. - المنتخب: هل يمكن إعتبارك نموذجا للاعب الذي قطع أشواط مساره الكروي بانتظام؟ السعيدي: هذا وارد بحكم أنني إلتحقت بنادي الكوكب المراكشي في صنف الكتاكيت ثم تدرجت إلى أن بلغت فئة الكبار بفضل حضور أطر لها دراية أمثال الإطار جمال فتحي ومن معه.. المحطة الموالية همت انتقالي الذي أفرزته وسط زملائه الآن وقد جاء اقتراحي للإلتحاق بلائحة المنتخب المحلي بعد أن بصمت على مستوى الشبان والأمل إنتظار الإحتراف والطموح إلى ولوج صف المنتخب الأول، حيث تكتمل النموذجية. - المنتخب: ما حكمك على المنتخب الحالي؟ السعيدي: بالنظر إلى التركيبة البشرية المعتمدة من طرف المدرب الوطني البلجيكي غيرتس فهي مكونة من لاعبين متمرسين ينتمون إلى خيرة الأندية الأوروبية وهذا كاف للقول أن لنا مجموعة ممتازة، من جهة أخرى هناك عناصر من البطولة المحلية بدأت تفرض وجودها في إطار الرسمية كلاعب الفتح عبد الفتاح بوخريص وقبله أيوب الخالقي الذي كان قد توقف بسبب الإصابة، إذن علينا نحن المحليين العمل على إستحقاق ثقة الناخب الوطني من منطلق تحسين مستوى البطولة الوطنية، وهو دور موكول لكل المتدخلين في اللعبة. إذن علينا أن نمحو صفحة الأمس ونبدأ جديدة في إطار العودة إلى القمة القارية والبحث على التأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة. - المنتخب: ما هو مركز اللعب الذي تفضل اللعب فيه؟ السعيدي: هو دور مشترك بين الدفاع ووسط الميدان باعتبار أن اللعب العصري يتطلب تكاملية اللاعب وقدرته على تقمص أكثر من دور. بدايتي كانت كوسط ميدان دفاعي ثم هجومي حسب منظور كل إطار تقني، وأخيرا جاء الإستقرار كمدافع متأخر بطريقة نورالدين نيبت وهو ما أبرزني للفريق العسكري ومدربه جمال فتحي الذي كان متتبعا لخطواتي، إذ كتب لي أن أدخل المنتخب المحلي سيكون الإختيار بين مدافع أيمن أو وسط دفاعي أو مدافع متأخر وهي أدوار تلائم تكويني. - المنتخب: من هم اللاعبون الذين طبعوا مسارك وأسلوب لعبك؟ السعيدي: بحكم أنني عشت تجربة الكوكب كنت ألاحظ تحركات الدولي الكبير الطاهر لخلج كما أن نورالدين نيبت كام من العناصر الذين أحلم ببلوغ مستواهم، كما أنني أحترم هشام الدميعي كلاعب طبع مسار الكرة المغربية بطابع النبل والإستقامة والأخلاق وأتأسف أنه لم يستفد من الإحتراف رغم مستواه العالي. - المنتخب: هل تفكر في الإحتراف؟ السعيدي: هو حلم كل لاعب له طموح وثقة في إمكانياته قادر على تحمل كل ما يفرضه هذا النمط طوال مشواره، والأكيد أن ولوج أكبر عدد من اللاعبين الإحترافي خارج الوطن هو ليد لعدة معطيات تتوفر خلال فترة، هناك سمعة الكرة الوطنية بحكم تألق الأندية الوطنية قاريا أو عربيا وهناك الصورة التي يظهر بها المنتخب الوطني في المحافل الدولية، حيث فريق وطني لا يتأهل لنهائيات كأس العالم أو لا يفلح على صعيد كأس إفريقيا لا يسهل مرور اللاعب المغربي إلى الإحتراف.. وهناك ظاهرة الإنتماء إلى أكبر الأندية الوطنية كمحطة مساهمة، لذا أنا سعيد بالإلتحاق بالفريق العسكري الذي يمكن أن يلبي لي هذه الرغبة بشرط أن أكون في المستوى لعبا وانضباطا. - المنتخب: جمال فتحي في الكوكب وجمال فتحي في الجيش، ما هي الفوارق في نظرك؟ السعيدي: نظرا لما قدمه هذا الإطار على الساحة الكروية الوطنية والدولية خاصة عندما أهل المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم بهولندا واحتل مع الشبان الصف الرابع عالميا، وما قام به مع الكوكب في إطار تدريب فريق رغم مشاكله المتراكمة وما يقدمه الآن على أرض واقع البطولة الوطنية مع الفريق العسكري الذي أعاد بناءه يمكن القول أنه يبقى الشخص والإنسان والإطار الوحيد الذي يتأقلم مع كل الأوضاع والظروف وهي شهادة من لاعب عاش معه كل هذه المراحل. - المنتخب: هل تشعر أن هناك تنافسية بين اللاعب المحلي والمحترف خارج الوطن لأخذ مقاعد في منتخب الأسود الذي يقوده الإطار البلجيكي غيرتس؟ السعيدي: أرى أن الصراع غير وادر باعتبار أنه منتخب كل المغاربة داخل أو خارج الوطن، المشكل ومكامنه هو أن ولوج هذا الإطار ينطلق من استحقاقات على مستوى النادي والبطولة أولا، وهنا يمكن اعتبار الإمتياز للمحترفين خارج الوطن والمبرر هو اللعب على أعلى مستوى مع نجوم العالم ويسهر عليهم مدربين كبار، فيما يمارس اللاعب المحلي في بطولة تنقصها العديد من المعطيات في مجال التركيبة والنظام وغياب الوسائل، لذا فالأمر جد صعب لكنه ليس بالمستحيل، وبالتالي فعلى اللاعب المحلي أن يتسلح بالصبر وأن يجتهد في إطار تكوينه الشخصي ومع الجماعة للرقي بمستوى البطولة إلى أفضل، وبالتالي أيضا الطموح إلى التنافس مع المحترف لولوج المنتخب الوطني وتقديم العطاء الذي يفرض استمراره وهو صراع رياضي محبذ. - المنتخب: الجمهور المغربي مهتم أكثر بالبطولة الإسبانية وعلى مستوى أوروبا عامة كيف تعيش أنت هذا الواقع؟ السعيدي: أنا محب لفريق ريال مدريد وهذا الإهتمام يبرره واقع كرة القدم في إسبانيا عامة وبالنسبة للغريمين ريال مدريد وبرشلونة، حيث نلاحظ أن ارتباط الجماهير في العالم بهذه البطولة وهذين الفريقين كبر وتزايد إلى درجة أن المجالات الإقتصادية على اختلاف مصادرها تستفيد، ونحن بالمغرب نلاحظ عن كثب هذا التحول الذي هو سائر في التزايد يوما بعد يوم وموسما كرويا بعد الآخر.. بالنسبة لي كلاعب في صفوف الفريق العسكري أهتم كثيرا ببرمج اللقاءات بين الوطنية والإسبانية لأعرف هل سأجد الوقت لتتبع لقاءات الريال وأستاء كثيرا عند تزامن لقاءاتنا مع لقاءات الريال. - المنتخب: كلمة أخيرة السعيدي: أشكر جمهور الفريق العسكري على دعمه لنا في إطار تنقلاته وحضوره وتشجيعه وهيكلته وسنعمل على إستحقاق هذا الإهتمام. حاوره: