مع جمال السلامي وجدت الدعم والتفهم أحلم بتحطيم رقم الدولي البوساتي الأب تيتا لا يبخل عليّ بالنصح هل وجد فريق الفتح الرباطي في اللاعب بدر قشاني على الطائر النادر والهداف الذي يغيب عن تركيبة الفريق الرباطي منذ إعتزال الدولي رشيد روكي؟ هذا ما يبدو من خلال الحضور المتميز لقلب هجوم المنتخب الفركوفوني الذي شارك في دورة لبنان الأخيرة وبرز كهداف بصم في شباك ممثل فرنسا خلال هذه الدورة التي أبرزته للكرة الوطنية وهو يحمل إسما ثقيلا باعتبار مسار والده الذي عاش تجربة جمعية سلا ونهضة سطات والذي كان ملقبا ب «تيتا». أربعة أهداف بين البطولة والكأس رصيد محترم بالنسبة للمقابلات التي خاضها مع فريق الفتح ومؤشرات المزيد تظهر من كلام لاعب أصبح يؤمن بالعمل والإنضباط كأنسب وأنجع سبل لدخول تاريخ الهدافين في البطولة الوطنية. فكيف تخطى بدر قشاني عقبة الشك إلى سهل الحقيقة ؟ المنتخب: مع إنطلاق الموسم الكروي، عدت إلى التشكيلة الرسمية لفريق الفتح بميزة هداف.. فما السر في هذا المتغير؟ قشاني: باسم الله الرحمان الرحيم.. السر يكمن في حضور مدرب من مستوى الإطار الوطني جمال السلامي الذي له طريقته الخاصة في التعامل مع اللاعبين، لذا جاءت عودتي إلى صفوف الفريق الأول مطابقة لمنظوره لكل عنصر يوجد في الطاقم البشري الذي اختاره لمواكبة الموسم الحالي بقناعات الإعتماد على مدرسة النادي بنسبة مهمة، إذن التغيير ساهم في عودتي والأسلوب الجديد الذي إعتمده الإطار السلامي على مستوى إعداد الفريق وبناء المجموعة بمنهجية علمية وإحترافية مكنني مع زملائي من تحسين المردود واكتساب الثقة التي هيأت لي الظروف المواتية لإستئناف نشاطي كهداف والتطلع إلى ما هو أفضل. المنتخب: أين تضع الإطار السلامي في معادلة العودة؟ قشاني: إفرض أن الإطار الجديد بنى اختياراته على ما يشاع وأعطى الفرصة للآخرين للحكم عوض الإعتماد على أسلوب المنظور والملموس خاصة من خلال المعايشة اليومية للاعبين. وقتها سأجد نفسي في بحث عن آفاق جديدة لمتابعة مشواري بدون الإقتناع بالطرف الجديد. لذا فإنني محظوظ لقدوم الإطار السلامي للفتح. المنتخب: هل حقيقة أن العرض الذي جاء من نادي «لوريون» الفرنسي هو السبب في تهميشك؟ قشاني: أظن أن خلفية العروض التي انهالت علي من أندية فرنسية وخليجية، جاءت بعد مشاركتي مع المنتخب الفرنكوفوني في دورة لبنان التي عرفت حضور عيون هذه الأندية التي اتصلت مع رجل أعمالي. هذا الإجراء لم يرق المدرب عموتا الذي كنت سأفاتحه في الموضوع عندما يحين الوقت لذلك، ورد فعل المدرب جاء في غير صالحي بحكم قرار تهميشي وإبعادي عن الفريق الأول وإلحاقي بفريق الأمل إلى نهاية الموسم. المنتخب: أين تكمن في نظرك مخلفات هذه الحالة؟ قشاني: كما تعلم فأنا لاعب محترف في صفوف الفتح ويربطني عقد مع النادي ورئيسه الأستاذ علي الفاسي الفهري الذي أحترمه.. وبالتالي فإن كرة القدم هي مهنتي ومصدر رزقي، لذا أعتبر تهميشي الذي طال أسفار الفريق خلال المشاركة في كأس إفريقيا وما ترتب عنه من مكاسب مادية وكذا بالنسبة لممقابلات البطولة والكأس، مبالغ حرمت منها حيث لم أحتفظ إلا براتبي الشهري. هذه هي المخلفات وأحمد الله أنها لن تتكرر بدليل إلتزام مكتب وإدارة الفتح بكل حقوقي. المنتخب: خلال الأزمة، هل حاولت الإتصال بالرئيس؟ قشاني: كما تعلمون فإن فريق الفتح أصبح ينهج أسلوبا تعامليا إحترافيا مع كل اللاعبين، لذا استمر الحوار مع مدير النادي فقط. المنتخب: ما هو الحوار الذي دار بينك وبين جمال السلامي؟ قشاني: كما جرت العادة بذلك وفي إطار تسلم المدرب الجديد مهامه، فإنه يخلق حوارا مع كل الأطراف لمعرفة كل الحيثيات التي تحيط باللاعبين لتكوين رؤيا واضحة وكان موضوعي في مقدمة مخلفات الموسم الماضي، لذا جالست جمال السلامي الذي طلب مني فتح صفحة بيضاء وجديدة في علاقاته مع زملائه والطاقم التقني، سيما وأن من الأهداف التي سطرها «الكوتش» الجديد مع المكتب إعطاء الأسبقية لإدماج العناصر الشابة في الفريق الأول لبناء مجموعة متكاملة وهي الفرصة التي لم أضييعها لتبرير الثقة التي وضعها في المدرب الجديد. المنتخب: هل كان منتظرا أن تكون ضمن لائحة الإنتقالات.. وكيف كان سيكون موقفك؟ قشاني: الواقع أن كل لاعب وجد نفسه في هذه اللائحة إلا وينتابه الشك عن مستقبله، وأحمد الله أنني وجدت في المدرب السلامي الإطار المحنك بأسلوب إحترافي وتفهم كل ظروف اللاعبين والسر في ذلك كونه عاش تجربة كبيرة وناجحة في البطولة التركيبة ومع المنتخب الوطني في كأس العالم (98).. والأكيد أن جمال السلامي كانت له معلومات عن كل اللاعبين خاصة الدوليين منهم قبل إلتحاقه بالفتح. المنتخب: هل تجد أن أسلوب السلامي مخالف لأسلوب حسين عموتا؟ قشاني: هذا جد وارد وواضح فلكل مدرب أسلوبه الذي يميزه عن الآخر، فكما يعلم الجميع فإن حسين عموتا يلعب بخطة مغايرة للسلامي حيث اعتماده على التكتل الدفاعي والمرتدات والكرات الثابتة للتسجيل، في حين برز السلامي باللعب الجماعي اعتمادا على الأجنحة والتسربات التي ساهمت في إبرازي كهداف أكمل العمليات المبنية على الأجنحة. نعم حقق الفتح نتائج مهمة مع الإطار الوطني عموتا، لكن الفريق عرف بعض الفتور في نهاية البطولة بدليل الرتبة التي احتلها الفريق في نهاية المطاف. المنتخب: كيف تحكم على المجموعة الحالية لللفتح حيث حضور وازن للاعبين شباب. قشاني: كما سمعنا من توجيهات المدرب كون الهدف الذي رسمه مع المكتب هو بناء فريق للمستقبل، لذا فإن عملية تعزيز الفريق بعناصر جديدة جد وارد خلال المركاتو وقتها سنطمح إلى تحقيق موسم في المستوى. المنتخب: ماذا يمكن القول عن وضعيتك في صفوف الفتح؟ قشاني: هي في تحسن على مستوى مادي ومعنوي وكروي ومرشحة للتحسن مع ما سنفرزه كمجموعة من نتائج ستعود علي وعلى زملائي بالمنفعة، أنا أعيش أسعد أيام في حياتي باعتبار أنني عانيت الأمرين خلال الموسم الماضي بسبب التهميش، لكنني تسلحت بالعمل والصبر لأعود إلى الواجهة بفضل الإطار الوطني جمال السلامي. المنتخب: الإطار السلامي، أعلن أنه لا يلعب على الألقاب، بل بناء فريق للمستقبل قادر على تحقيق هذا المطلب.. ما رأيك في هذا الإختيار؟ قشاني: كما يعلم الجميع فإن الأهداف المسطرة بين المكتب المسير للفتح وبين الإطار جمال السلامي ترمي إلى بناء فريق اعتمادا على العناصر الشابة الموجودة بالفريق ضمانا للربح وتلافيا من الإكثار في جلب عناصر خارجية. وككل عمل ينبني على الإحترافية والموضوعية جاء الإتفاق الثنائي في ثوب 50٪ من منتوج الفئات الصغرى في أول موسم ثم المرور إلى 80٪ في الموسم الموالي. وكما لاحظ الجميع فإن النتائج بدأت تظهر بجلاء من خلال ترسيم بعض اللاعبين الذين ولجوا المنتخب الوطني للكبار. والأمل والشبان إذن فإنه لا خوف على الفتح. المنتخب: أنت ابن البط الذي بدأ يبرز كعوام.. والأمر مرتبط بوالدك محمد قشاني الملقب ب «تيتا» الذي ألهب حماس أنصار فريقي جمعية سلا ونهضة سطات في الثمانينيات وكذا مع منتخبي الشبان والأمل.. كيف تعيش تحت برنوص هذا الهرم؟ قشاني: حمودة، وكما يعلم الجميع لاعب خبرة كبيرة كهداف نموذجي خلال مشواره الكروي الحافل، وبالتالي يشكل مرجعية أستفيد منها ومن النصائح التي لا يبخل بها علي. ولقد ساعدني كثيرا أيام أزمتي وأن أتحلى بالصبر، لذا أحترمه كلاعب وهداف وأب. والهدية التي يمكن أن أقدمها له هي تحطيم الرقم 25 الذي مازال قائما في حوزة النجم السابق القنيطري البوساتي. المنتخب: في أي إطار تندرج مشاهدتك للمباريات خاصة عبر الشاشة الصغيرة؟ قشاني: أولاً فمادمت قد اخترت كرة القدم كممارسة في بداية المطاف ثم كمهنة تساعدني على ضمان مستقبلي في إطار العيش الكريم، فالميول إلى مشاهدة مباريات كرة القدم تتوزع بين حضور المباريات في الملاعب بالنسبة للبطولة الوطنية وتحركات المنتخب الوطني ثم على الشاشة الصغيرة في نفس الإطار. ما يفصلني عن المشاهد العادي هو أنني بفكري وليس بقلبي وبالتالي تكون لي رؤيا عامة عن مجريات اللقاء وخاصة بالنسبة للمدافعين كطرف تنافسي وللمهاجمين في إطار جمع الخبرة لمواجهة كل ظرفيات المباريات كجزء مكمل لمتاعي الكروي والتقني، لذا تراني أقضي أهم وقت فراغي في المشاهدة والإعادة لأجمل اللقطات التي تنتهي بأهداف. المنتخب: من هو اللاعب الذي تتمنى أن تمتص منه أكبر عدد من التقنيات لتوظيفها كمتاع تقني في المباريات مع الفتح؟ قشاني: أظن أن حلم كل مهاجم هو أن يصبح هدافا باعتبار أنه الدور المنوط به داخل المجموعة والملعب، لذا أعتبر المهاجم الذي لا يسجل أهدافا عنصرًا فاشلاً في المعادلة. من جهة أخرى سيكون من الصعب مقاربة ما يجري ببطولتنا مع ما نعيشه خارج الوطن، حيث سيطرة ريال مدريد واف س برشلونة على عقول الجماهير عبر العالم، وبالتالي أجد نفسي أميل لأسلوب اللعب الذي يميز البرتغالي «رونالدو» بحكم أن سلاحه هو: القوة والسرعة والقذف المركز والذكاء وشخصية متميزة داخل الملاعب. أقف عند هذا الحد حتى لا أكون مغاليا. المنتخب: ما هو شعورك كلاعب ناشئ يغادر المنتخب الفرنكوفوني بدون مبرر التراجع أو الجانب الأخلاقي وغيره؟ قشاني: ها أنت قلتها، حيث قمت مع زملائي بدور جيد بالدورة المنظمة بلبنان وسجلت هدفا نال إعجاب حتى الخصم الفرنسي، إلا أن ما تحت الصخرة هو تعامل من طرف الطاقم السابق للفتح خاصة المدرب حسين عموتا الذي ارتأى أن يهمشني وهو الإجراء الذي دفع بالناخب الوطني أن يتحفظ مادامت أرضية الإختبار داخل البطولة قد انعدمت وله الحق في ذلك. المنتخب: بالعودة بالذاكرة إلى الوراء، عشنا حضورا وازنا لعناصر من المنتخب الأولمبي بقيادة مصطفى مديح، تمكنوا من فرض رسميتهم مع منتخب الكبار بقيادة المدرب الزاكي بادو أمثال زاييري، القيسي والشماخ، فماذا يعني غياب الظاهرة حاليا؟ قشاني: كل ساحة قتال وجنودها وكل فترة ومميزاتها، هناك عوامل ألخصها فيما يلي: هناك عامل تواجد مدرب له قناعات بهذا الصنف من اللاعبين هو الزاكي بادو الذي نجح في مشواره. ومدرب وطني في شخص غيريتس يحاول تأمين مساره بوضع أنسب مجموعة في المحك الإفريقي بحكم أن الوقت لا يتهيأ للمجازفة. هناك عامل أساسي يكمن في ظهور هذه الطاقات في الوقت المناسب، حسب النضج، إذ نتذكر أن المجموعة كانت لا تتعدى معدل العمر فيها 22 سنة، حيث حضور وادو والشماخ وخرجة والزاييري والقيسي وبصير. إلا أن الظاهرة تبقى إيجابية باعتبار تعددية بؤر التباري القاري والعربي والجهوي. المنتخب: بالنسبة لولوجك الإحتراف، هناك من يقدم أطروحة عامل السن والنضج، وهناك من يعزو تعثر العملية بسبب رفض النادي. ما الأرجح؟ قشاني: أنا مؤمن، وبالتالي أرى أن عدم إلتحاقي بالإحتراف قدر. والخير فيما اختاره الله. المنتخب: ماذا تفضل، الإحتراف أو دخول المنتخب الوطني؟ قشاني: الجواب جد سهل، باعتبار أن حلم كل لاعب هو ارتداء القميص الوطني.. وكما تلاحظون فإن اللاعب المحلي بدأ يثبت ذاتيته والدليل ثلاث فتحيين بالمنتخب أسامة غريب، عبد الفتاح بوخريس وأيوب الخالقي الذي أعتبره دائما من أسرتنا. من جهة أخرى فلا أجد فرقا بين عطاء اللاعب المحترف خارج الوطن والمحلي وهذا بدأ المدرب الوطني غيريتس يستوعبه. المنتخب: الفتح في الصدارة، ماذا يعني لك ذلك؟ قشاني: عادي.. لأن العمل الجاد لابد أن يفرز النتائج التي ينتظرها الجميع. حاوره: