40 مدربا تعاقبوا والأجانب على الرحيل تناوبوا شهران من التوقف والهداف بعلامة تحديد السرعة رؤوس تينع ونجوم تسطع والبرمجة بعبع
فيما يشبه إستراحة المحاربين، يلتقط فرسان البطولة نهاية الأسبوع الجاري أنفاسهم فاسحين المجال أمام السفراء القاريين كي يناقشوا حظوظهم في عمق الأدغال ومعها فرصة سانحة لتدبير الزاد و تكييف ما تبقى من جولات مع واقع الأحلام. واستغلالا لظرف العطالة القصير، «المنتخب» ترصد في المتابعة التالية بعضا من الظواهر اللافتة التي ميزت البطولة هذا الموسم والتي لا يمكن أن تجدها في غيرها..
40 مدربا ل 16 ناديا؟ رقم مهول لا يمكن إلا أن يعكس واقع الإرتجال والتخبط التقني الملازم للبطولة الوطنية، وحالة تحمل من الغرابة ما يؤكد أن العشوائية لا تقود سوى لنتائج بمثل هذا النوع الذي يسيء أكثر مما يخدم هذا المنتوج الذي يراد له الإحتراف. حالة فريدة من نوعها تكشف الشكل الذي تدبر من خلاله الأمور التقنية داخل الفرق الوطنية وغياب عنصري المطابقة والكفاءة في الإرتباطات، بغياب «المانادجر جينرال» القادر على تكييف «البروفيل» الصحيح مع ناديه بعيدا عن لغة العشوائية والإحتكام لمعايير خارجة عن النص. بمعدل أكثر من مدربين للفريق الواحد وفي مشهد عاكس لحالة التوتر التي تطبع العلاقة بين الأطر والنوادي وجعل النتائج الآنية هي المتحكم في معادلة الإستمرارية، نكون أمام ظاهرة لها انعكاساتها السلبية على مسألتي التكوين وتخريج أفواج مؤهلة من لاعبي المستقبل. أن يشهد فريق شباب قصبة تادلة الفتي وحديث العهد بقسم الصفوة توافد 6 مدربين على عارضته التقنية، المسألة تبدو طبيعية ومقبولة إلى حد ما، لكن أن يشهد الكوكب المرجعي ومعه فارس دكالة المرتبط بمحتضن كبير ب 4 مدربين، فالحالة تتحدث عن واقع لا يرتفع أبدا.. الخمسة المحصنون وهم الفرق التي لم تتأثر برياح التغيير ولا حتى الثورات التي جرفت معها وجوهًا ظلت صامدة حتى حين. الأمر يتعلق بأندية أولمبيك خريبكة الذي حافظ على مدربه يوسف لمريني ومعه المغرب الفاسي الذي ساير تطلعات رشيد الطوسي وهما من فرق الطابور الأمامي ما ينسجم مع مردودهما الطيب الذي شفع الإستمرارية للإطارين.. مرورا بفريقي الفتح الرباطي مع الحسين عموتا وحسنية أكادير مع جمال السلامي وهما من فرق الوسط التي اشتغلت بلا صخب ولا ضجيج واحتكمت لمشيئة العقد القائل ببناء فريق للمستقبل. واللافت هو فريق الوداد الفاسي ومعه مدربه عبد الرحيم طاليب والذي يواصل للموسم الثاني على التوالي رفقة الفريق برغم كل الهزات والقلاقل التي واجهها والتي لم تغير قناعات لا رئيس الفريق ولا المشرف على أموره التقنية، أما البقية المقدرة ب 11 فريقا فلم تسلم من هبات الرياح القوية. جلاء الأجانب الأطر الخمسة التي بدأت البطولة وكلها أجنبية لم يكتب لها مواصلة المشوار ولنشهد موسما استثنائيا لا يرضى بالماركة الخارجية ومارس الرؤساء عملية جلاء بدت وكأنها ممنهجة للقادمين من خلف الضفة الأخرى، مانحين زمام القيادة للمدربين المغاربة في مشهد قلما عشناه بالبطولة. هنري ميشيل كان أول الضحايا تاركا قمرة القيادة لفاخر، كوجي لوران أنيس من أولمبيك آسفي لحق به والوداد لم يرحم لا شيب دوس سانطوس ولا تاريخ كارزيطو الذي يحمله وراءه وأحالهما على أول طائرة كي يرحلا، جودار بدوره عاش نفس المصير بالمغرب التطواني وأوسكار فيلوني تأكد أن اليوم لا يشبه البارحة أبدا وأن مقامه بسبو لم يطل بعد أن أصبح ماءه أجاجًا غير سائغ ولا هو لذة لشاربه الأرجنتيني. النقاد اعتبروا الظاهرة سلبية في دلالاتها وأن غياب المدربين الأجانب عن البطولة جعل الأخيرة تفتقد لخصوصيات وغنى التنوع التكتيكي المطلوب. الهداف ب «بلاكة» 90 موسم بعد آخر يتأكد أن إنجاب هداف خرافي مثل البوساتي يعتبر ضربا من الخيال ومراهنة غير مضمونة. مهاجمون على مقاس خاص وخاص جدا وكأنهم حاصلون للتو على رخصة التهديف محددة للسرعة أو ما يعرف ب «بلاكة» 90 وتأكد للجميع على بعد 270 دقيقة من إسدال الستارة على البطولة أن الهداف لن يتجاوز رقم الموسم الفارط في أكثر الحالات نجاعة (13 هدفا) وحظوظ حاسي في الحفاظ على تاجه حتى وهو بسن 36 سنة أكثر من قائمة ولن يكون هناك فارس جديد بإمكانه دخول سجل الهدافين التاريخيين، إذ أن وادوش هو الثاني على القائمة وسبق له التتويج سابقا بنفس الجائزة وبورزوق من المغرب الفاسي الوحيد القادر لمنازعة اللاعبين على الوشاح. القادم القوي هو فابريس أونداما لكنه ب 7 أهداف وإن بلغت فاعليته مداها فإنه لن يسقط رقم الموسم السابق لأنه يحتاج لمجهود مضاعف. والحالة هاته فإننا أمام ظاهرة تعكس انقراضا للعملة المسماة «الهداف» وذلك غيض من فيض.. مهلا إننا في عطلة ظاهرة أخرى عاشتها البطولة في منتصف الطريق وأثارت كثيرا من اللغط وهي ظاهرة التوقف البيولوجي خريفا، والذي طال لشهر ونصف واقترب من الشهرين بعد دخول التباري الجديد المسمى دوري تحدي المستقبل أو «شالنج». فقد أعقبت فترة الميركاتو الخريفي فترة بيات شتوي طال وعطل آليات عدد من الفرق وفرمل بعضها بعد أن أتاح بالمقابل الفرصة لأخرى لتستعيد الأنفاس وتلتقطها وترتب البيت. بشعار مرفوع عنوانه «لا داعي للسرعة فنحن في عطلة» أمكن الفرق الإستفادة من عطالة طويلة سجلت خلالها العديد من المؤاخذات، لكن بعد استئناف النشاط، تبين أن لاعبينا بمحرك يشتغل بالديازيل، إذ تحسن المردود عقب الراحة وعادوا بلياقة أفضل مما كان وتأكد أنهم ممن يقدس شعر وما فاز إلا النوام.. برمجة أسواق أم برمجة أبواق؟ شبه بعض رؤساء الفرق البرمجة الجديدة التي لم يألفوها في سابق تجاربهم على انها برمجة أسواق نسبة لامتدادها على كل أيام الأسبوع التي ترتبط في الغالب بأسماء الأسواق في البوادي والمداشر، في حين ذهب البعض لتسميتها ببرمجة أبواق لكونها أثارت سجالا كبيرا في كل المحطات الإذاعية وحتى التلفزونية ومعها صخب كبير. غير أنه إحقاقا للحق وبرغم كل الإكراهات المرافقة لهذه البرمجة وبرغم كل المؤاخذات المسجلة استطاعت الإرتقاء لمشهد غير معتاد ومظهر غير مألوف ومعه نهاية رزنامة البطولة قبل متم ماي برغم مشاركة 5 أندية في المنافسات القارية. البرمجة التي صنفتها بعض الفرق ضمن خانة المنافس والخصم أو «البعبع» خرجت فائزة في نهاية المطاف بتحقيقها الغاية التي راهنت عليها نزولا عند توصيات الفيفا. الويكلو عادة على الرغم من كثرة الأصوات المنادية بتغيير المقاربات التي تسعى للحد من ظاهرة الشغب والبحث عن بدائل مثالية في صورة الغرامات المالية غير عقوبات الويكلو التي تفقد الملاعب والمدرجات كثيرا من مزاياها، فإن الظاهرة الشاذة استمرت في الظهور في عدد من الملاعب من (الحسيمة للدار البيضاء فمراكش وآسفي ثم قصبة تادلة)، مظهر وحالة لا توجد في غير البطولة الوطنية، وإساءة واضحة لمنتوج تراهن الجامعة على تسويقه بشكل أفضل خارجيا، ولا يوجد تلفزيون عاقل في العالم قادر على شراء بطولة كسيحة تلعب أمام مناديب المباريات و يشهد على وقائعها الصحفيون في ظل غياب ملحها الكبير الذي هو الجمهور. دفتر بلا تحملات 13 فريقا لم تستجب لمقتضيات دفتر التحملات وكشف صريح وواضح على أن ما ظل يهلل به وله رؤساء الفرق هو مجرد فزاعة ومجرد بروباغندا سخيفة سرعان ما تأكدت وظهرت مع الإستمارة التي عجز عن ملئها أغلبية هذه الفرق.نفس الشكوى ونفس التذمر ونفس البكاء الكلاسيكي على أطلال بائدة. الوداد الفاسي طالب بسلفة والمغرب الفاسي قبله نالها لتدبير إشكال يخص المال العام وهو الإشكال الضريبي. وبتطوان التمرد والعصيان في أبرز صوره من خلال إضراب 14 لاعبا من الحمامة البيضاء و شق عصا الطاعة على رئيس مستقيل. الملاعب بلا إنارة ومطابقة معايير السلامة في خبر كان ومدن بلا فنادق مصنفة.. هذه بعض من تجليات موسم كروي لا يبشر بمقدم هلال الإحتراف. التحكيم مدان إلا.. ككل موسم لا يمكن أن نشاهد موسما كرويا بلا لوم أو عتاب لقضاة الملاعب وتحميله مسؤولية كل الإفلاس الحاصل والتردي القائم. أكثر من 45 شكاية مقدمة ضد أسماء منها ما يحمل الشارة الدولية ومنها من تألق قاريا.. توقيفات في السر والعلن وتعيينات محط جدل كبير. تقارير سرية أنجزت أطاحت بوجوه وأخرى مضادة سفهت شهاداتهم مثل ما حدث مع (التيازي والباعمراني). آخر مظاهر الإحتجاج الصارخة كان بطلها الحكمان جيد وعبد الله بوليفة بالدار البيضاء والمصادفة أن القطبين الكبيرين (الوداد والرجاء) كان طرفين في صك الإتهام. باختصار ظل التحكيم في قفص الإتهام وطرفا مدانا بشكل دائم ما لم يثبت العكس ويبرز أن ذمته نظيفة. على الرغم من كون أخطاء ونتائج فرق كثيرة أظهرت أن أصحاب الصافرة أبرياء منها براءة مطلقة. مطرب الحي أطرب ورقص هذه المرة أكد مطرب الحي أنه بإمكانه أن يطرب وأن يرقص ويغني وينشد كل المواويل بعدما ظل فيما مضى حائط المبكى والشماعة التي عليها يتباكي المسيرون وينسبون جزءا كبيرا من أخطائهم. محمد فاخر هو أكثر من جسد هذا الطرح في موسم يقترب من الأنطولوجية رفقة الفريق الذي شب وتربى داخل صفوفه. فاخر الذي هو في طريق سالك ومعبد لمنح الرجاء نجمتها الأولى ولقبها العاشر ولو يحالفه الحظ الإفريقي فأكيد سيدخل كتاب الأرقام الرجاوية الخالدة، لم يكن الوحيد الذي حالفه التوفيق وهو المحسوب على نفس الفريق الذي تدرج فيه، هناك جاره فخر الدين بالوداد والذي نجح في تحقيق ما عجز عنه من سبقه، وهناك عموتا حتى وإن لم يكن ابنا شرعيا للفتح إلا تدرج في صفوفه ومعه أصبح ربانا ناجحا في قيادته لواحد من أنجح مواسمه. من أينع ومن سطع؟ اليانعون معدودون بالعشرات ومنهم من لم يواصل المغامرة وتعطل به المسير في وسط الطريق وعلى رأس القائمة يبرز الهداف بيضوضان والذي وجد نفسه بدون فريق. ثم عتيق شهاب الذي عاش نفس الوضع بعد 6 سنوات بالجيش الملكي وأفل نجم عيني بالكوكب ومعه جيفرسون، وفقد حيسا الأكاديري كثيرا من بريقه، بالجيش الملكي الإحصاء بالجملة وليس بالفرد، الرياحي من الجديدة واللويسي من الوداد فرملت مسارهما المضيء الإصابة وتيغانا الماصاوي بعد بدايته الألمعية خفث بريقه بعدها.. أما الساطعون فعلى رأسهم ياسين لكحل التطواني المطلوب لأكبر الأندية الفرنسية وبرابح الرجاوي على شاكلته، العروي من النادي القنيطري، الحمودي والكاس من الجيش الملكي حمد الله الآسفي الصواري من النسور الخضر رامي السوسي نوصير الفتحي وفابريس أونداما الودادي.. هكذا باحت البطولة ببعض أسرارها في انتظار أن تفرز لنا شكلا نهائيا يعلن سعيد الحظ المتوج بالدرع ومعه أصحاب البطاقات الخارجية، وإعلان من سيوثق شهادة ميلاد جديدة بمظاليم القسم الثاني والفيصل هو الجولات المتبقية بأطوارها المثيرة.. رصدها: منعم بلمقدم
المدربون المتعاقبون على الأندية الرجاء البيضاوي: هنري ميشيل محمد فاخر المغرب الفاسي: رشيد الطوسي أولمبيك خريبكة: يوسف لمريني الوداد البيضاوي: دوس سانطوس الصحابي كارزيطو فخر الدين أولمبيك آسفي: أنيس لوران عبد الهادي السكتيوي الفتح الرباطي: الحسين عموتا حسنية أكادير: جمال السلامي شباب الحسيمة: عبد القادر يومير حسن الركراكي الجيش الملكي: عزيز العامري مصطفى مديح المغرب التطواني: فرانسوا جودار بنحساين عزيز العامري النادي القنيطري: أوسكار فيلوني هشام الدكيك عبد الخالق اللوزاني شباب المسيرة: فخر الدين رجحي العروسي الريكع عزيز الخياطي الدفاع الجديدي: جمال فتحي منعم خالد كرامة الشريف جواد الميلاني الوداد الفاسي: عبد الرحيم طاليب الكوكب المراكشي: جواد الميلاني الزاكي بادو جمال فتحي هشام الدميعي شباب قصبة تادلة: عبد المالك العزيز خوخشي محمد سهيل فؤاد الصحابي سعيد ميمي المجموع: 40 مدربا تناوبوا على 32 فريقا.