أكد مصطفى لمراني، مدافع المنتخب الوطني والمغرب الفاسي، أن جميع المباريات تتطلب التعامل معها وفق ما تقتضيه من واقعية بعيدا عن كل استصغار بعد نجاح منتخبات مغمورة في قطع الطريق على رواد اللعبة بالقارة السمراء، موضحا أن مباراة تونس تعتبر ديربي حارق بجميع المقاييس. وكشف لمراني في حواره مع" المساء" أن المنتخب الذي سيخرج منتصرا سيقطع مراحل مهمة من أجل المرور إلى الدور الموالي، مبرزا أن الأسود تنتظرهم ثلاث مباريات مهمة سيحاولون التعامل معها بكل ما تقتضيه كل مباراة على حدة. وأوضح مدافع المنتخب الوطني أن المعسكر الإعدادي الذي سيستهله الأسود بماربيا الإسبانية سيشكل فرصة سانحة لوضع النقاط على الحروف والتحضير بالشكل المطلوب للظهور بمظهر قال إن العناصر تتمناه أن يكون عند حسن ظن وانتظارات الشعب المغربي. - ماذا يعني لك إدراج اسمك رفقة بوخريص، إلى جانب الحارسين لمياغري وبادة، ضمن قائمة يغلب عليها المحترفون؟ صراحة أحسست بشعور جميل بعد إدراج اسمي ضمن اللائحة النهائية التي ستوكل إليها مهمة الدفاع عن حظوظ المنتخب الوطني في نهائيات كأس الأمم الإفريقية، وهو لا يمنع من كون الاعتزاز بشرف حمل القميص الوطني كان مصحوبا بمسؤولية تمثيل اللاعب المحلي بالشكل الأمثل رفقة زميلي بوخريص، وهو معطى سيزيد من إصراري على التحضير بشكل جيد لتأكيد أحقية ومكانة اللاعب المحلي بالمنتخب الوطني، الذي يعتبر بمثابة مرآة عاكسة لمستوى البطولة الوطنية، وعليه فأعتبر المناداة علي تشريفا أكثر منه تشريف، أولا لحمل القميص الوطني وثانيا لتمثيل البطولة الوطنية. - على ضوء المباريات الإقصائية، كيف تتوقع المشاركة الوطنية في هذا المحفل القاري؟ لا يختلف اثنان في كون القاسم المشترك بين جميع المغاربة يتمثل في الرغبة في بلوغ العناصر الوطنية منصة التتويج والعودة باللقب الغالي، خصوصا في ظل غياب وازن لمنتخبات كانت تدخل دائما النهائيات كطرف أساسي في معادلة التتويج، وهو ما لا أعتبره استصغارا ولا تنقيصا من قيمة باقي المنتخبات المشاركة، طالما أنها هي من نجحت في إقصاء المنتخبات الكبيرة الغائبة عن هذا العرس الرياضي، فضلا عن كون كرة القدم الحديثة لم تعد تعترف بمنتخبات قوية وأخرى ضعيفة لأن زمن الهيمنة لمنتخبات بعينها ولى بعدما قطعت المنتخبات، التي كانت تصنف فيما مضى ضمن خانة الضعفاء، أشواطا طويلة في درب التقدم والتطوير الشيء الذي خول لها قلب المفاهيم وتصحيح وضعها الاعتباري ضمن الخارطة الكروية على الساحة الإفريقية، وهي كلها معطيات تجعل عنصر المفاجأة واردا، الشيء الذي بات معه منح كل منافس القيمة التي يستحقها لخوض المباريات بكل الجدية التي تحتاجها ضرورة ملحة. - هذا يعني أن مهمة «الأسود» لن تكون سهلة؟ هذا مما لاشك فيه، وأظن أن الواقعية في اللعب وعدم استصغار المنافس الذي قد يبدو على الورق ضعيفا معيار أساسي لتحقيق المبتغى. تنتظرنا ثلاث مباريات قوية سنحاول التعامل مع كل واحدة منها بما تقتضيه من استعداد وتعامل وفق خطط مدروسة تحت إشراف الناخب الوطني، الذي أبان عن حس عالي فيما يخص مناقشة المباريات والتعامل بالشكل الجيد مع أطوارها، وأظن أن المعسكر الإعدادي الذي سنستهله بماربيا الإسبانية سيشكل فرصة سانحة لوضع النقاط على الحروف والتحضير بالشكل المطلوب للظهور بمظهر نتمناه أن يكون عند حسن ظن وانتظارات الشعب المغربي، الذي يراهن علينا، وبشكل كبير، لإعادة أمجاد الكرة الوطنية من خلال الفوز باللقب الغالي. - ستستهلون النهائيات بمواجهة المنتخب التونسي، كيف تتوقع السيناريو المرتقب لهذه المواجهة؟ لا شك أن المباراة ستكون قوية وحارقة بجميع المقاييس على اعتبار أنها ديربي مغاربي يستأثر بأهمية بالغة بالنظر إلى طبيعة المنافسة التي يكون طرفاها فريقين أو منتخبين من المغرب وتونس، ولنا في النهائيين الأخيرين لعصبة الأبطال وكذا كأس الاتحاد الإفريقي على التوالي بين الوداد والترجي والمغرب الفاسي والنادي الإفريقي خير مثال على الندية التي تكون العنوان الأبرز لمباراة يصعب التكهن بهوية الفائز بها، كان دائما هناك تنافس قوي بين البلدين لتأكيد الريادة، وأظن أن هذا التنافس سيظل قائما وهو ما سيفرز مباراة لن يقبل الطرفان بإضاعة نقاطها، خصوصا إذا ما علمنا أن المتوج بها سيقطع مراحل مهمة من أجل بلوغ الدور الموالي، وذلك بالقدر الذي ستمنحه الثقة المطلوبة لخوض باقي المباريات بمعنويات أفضل من خلال ضخ جرعات إضافية من الثقة في صفوف لاعبيه وطاقمه التقني، بل وأيضا جماهيره التي تمني النفس بالفوز في مثل هذه المباريات. - هل من أشياء ستحاولون التركيز عليها؟ أظن أن من بين الأشياء التي بات متعارف عليه في مثل هذه المباريات ضرورة الحضور البدني والذهني منذ البداية حتى صافرة النهاية، وذلك بالقدر الذي سنحرص فيه على الالتزام بالواقعية وتطبيق ضوابطها بحذافيرها من خلال التعامل مع كل مرحلة بما تقتضيه من عمل وتركيز من أجل بلوغ الأدوار الموالية، وهو ما يجعل التفكير في التتويج أمر سابق لأوانه رغم أنه يبقى مطمح الجميع. - المنتخب يعبد الطريق أمام اللاعبين من أجل الاحتراف، هل يراودك تحقيق هذا الحلم عبر بوابة «الأسود»؟ لا أحد يمكنه إنكار الدور الكبير الذي يلعبه المنتخب في مسار أي لاعب، والقيمة التي يضيفها له من خلال الرفع من أسهمه وهو ما يجعل الجميع يرغب في جعله بوابة يحسن من خلالها مستواه ويرفع من قيمته كلاعب، طبعا إلى جانب الرغبة في الدفاع عنه وتمثيله بالشكل اللائق، وشخصيا توصلت بمجموعة من العروض من بينها فريقي بني ياس الإماراتي والقادسية الكويتي، للأسف هناك أندية تساعد لاعبيها وتعبد الطريق أمامهم من أجل الاحتراف من خلال مد يد العون وهناك فرق «عندها زايد ناقص. - ( مقاطعا) ماذا تقصد بكلامك، هلا وضحت لنا أكثر؟ ما ينقص هو تلك الدفعة المعنوية من خلال تسخير كل السبل للعمل على إنجاح الصفقة بعدما أحسست أن الفريق لم يساعدني كما تساعد باقي الفرق لاعبيها من أجل ولوج عالم الاحتراف، باقي الفرق تتحرك من أجل إنجاح صفقة انتقال لاعبيها بخلاف ما يقوم به مسؤولو» الماص» الذين ينتظرون إلى حين إلحاح الفرق من منطلق أنني لاعب في المنتخب الوطني وعديدة هي الفرق التي ستخطب ودي «وخصني نمشي براسي مرفوع وبثمن عالي»، وحاليا أفكر في المنتخب والكأس القارية ولا شيء غير ذلك في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، وعسى أن يكون ما يخبئه لي القدر أفضل بكثير مما كان سيقدمه لي فريقي بني ياس والقادسية. - بالعودة إلى المنتخب، هل تظن أن عشرة أيام ومباراة ودية واحدة كافية للتحضير الجيد، خصوصا إذا ما علمنا أن المنتخب التونسي برمج أربع مباريات ودية؟ لكل مدرب خطته وطريقته الخاصة في الاشتغال، لأن كل واحد يرى الأشياء من منظوره الخاص ووفق تصوراته وقراءاته لمتطلبات المرحلة، الرأي الأول والأخير يبقى للناخب الوطني الذي يعي جيدا ما يقوم بها وكلنا ثقة بأنه يدرك جيدا ما يفعل، مجموعتنا منسجمة ومتكاملة وتضم لاعبين ممتازين، وبخصوص اقتصارنا على مباراة واحدة فالمدرب أدرى بدوافع هذا الاختيار، الذي لا أظنه سيؤثر على المجموعة التي تعرف عناصرها بعضها البعض بشكل جيد بفضل المعسكرات العديدة التي خاضتها والمباريات التي أجرتها. - فريقك المغرب الفاسي برغم فوزه بلقبي الكاف وكأس العرش، فإنه يعيش على إيقاع عدة مشاكل؟ للأسف المشكل ليس وليد اليوم بل هو امتداد لمشاكل نعيشها منذ قرابة خمس أو ست سنوات واعتدنا أن نسمع بأن شخصا أو شخصين هما اللذين يؤديان الواجبات الشهرية للاعبين أو مصاريف الفندق وغيرها من المتطلبات في خطوة لا تليق بقيمة الفريق الذي أنجب لاعبين كبار ويتوفر على قاعدة جماهيرية كبيرة، دون الحديث عن المشاكل التي تصادفنا في ظل عدم وجود ملعب للتداريب وبعض التجهيزات الضرورية، وما يحز في أنفسنا هو أن إنجازنا على الصعيد القاري من خلال الفوز بكأس» الكاف» والمحلي من خلال الظفر بلقب كأس العرش لم يغير من واقع الحال شيئا ولو أن» هاذ الفرقة طاحت فشي مدينة أخرى كون غناها الله». - هذا يعني أن هناك استياء كبيرا في صفوف كل اللاعبين؟ الأمر أكثر من استياء، هناك حالة تذمر ليس فقط نتيجة المشاكل المرتبطة بالشق المالي وإنما، أيضا، من خلال طريقة التعامل مع اللاعبين، وكمثال على ذلك تم صرف الراتبين الشهريين مخافة أن يصبح اللاعبون أحرارا ويغادروا الفريق نحو وجهات أخرى، الكل داخل المدينة معني بالأمر ومطالب بتكثيف الجهود من أجل دعم الفريق لانتشاله من حالة المعاناة التي يعيش على إيقاعها لأن ما يحدث لا يشرفه بتاتا.