عبر عبد الفتاح بوخريص، مدافع الفتح الرباطي والمنتخب الوطني، عن سعادته البالغة لتلقي الدعوة للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية التي ستحتضنها الغابون وغينيا الاستوائية بداية من أواخر الشهر الجاري، موضحا أن مشاركته في دورة "إل جي" الودية منحته الفرصة للتعبير عن مؤهلاته التقنية ومقوماته البدنية. وشدد بوخريص في حواره مع " المساء" على طبيعة الأجواء التي تميز محيط المنتخب الوطني، والتي وصفها ب" السليمة" مؤكدا على أن الرغبة في المنافسة على مكانته الرسمية بالمنتخب تعتبر من بين أهم الأسباب التي دفعته إلى ولوج عالم الاحتراف قبل أن تأتي المناداة عليه من بوابة الفتح. وأكد بوخريص على أن المناداة عليه للمنتخب الوطني للمشاركة في المعسكر الإعدادي بماربيا الاسبانية قبل خوض نهائيات العرس الإفريقي، و والنتائج التي يحققها رفقة الفتح بمثابة رسالة واضحة لمسؤولي ستوندار دولييج البلجيكي بعد فشله في الوهلة الأولى في التأقلم مع أجواء الفريق. - بداية، ما هو الشعور الذي ساورك كلاعب محلي بعد المناداة عليك في لائحة يغلب عليها المحترفون؟ لا أخفيكم سرا أنه كان شعورا مميزا جعلني أحس بفخر كبير وباعتزاز شديد، ذلك أنه ليس من السهل بما كان أن يضمن أي لاعب مكانته رفقة اللائحة النهائية التي ستخوض غمار الكأس القارية في ظل وجود وتألق مجموعة من اللاعبين سواء بالبطولة الوطنية أو بمختلف البطولات الأوروبية، وهي المنافسة التي يكون لها وقع إيجابي على مستوى المجموعة على اعتبار أن القاسم المشترك بين جميع اللاعبين هو ضمان المناداة للتواجد رفقة المجموعة التي ستوكل إليها مهمة الدفاع عن حظوظ الكرة الوطنية في هذا المحفل القاري. المشاركة في كأس إفريقيا حلم تحقق بالنسبة لي. - ظهرت بمستوى جيد في دورة «إل جي» الودية بمراكش، هل كان الأمر بمثابة رسالة لغيريتس ومسؤولي ستاندار دولييج البلجيكي؟ كما يعلم الجميع تمت المناداة علي في مناسبات سابقة للالتحاق بالتجمعات الإعدادية للمنتخب الوطني وخوض مجموعة من المباريات ذات الطابع الودي، غير أنه لم تمنح لي وقتها الفرصة كاملة للتعبير عما أمتلكه من مقومات بدنية ومؤهلات تقنية، وهو المعطى الذي استحضرته بقوة خلال دورة «إل جي» الودية بمراكش من أجل الظهور بمستوى جيد أؤكد من خلاله أحقيتي بحمل القميص الوطني والتواجد رفقة المجموعة التي ستشد الرحال صوب الغابون، ولله الحمد قدمت مستوى جيد شفع لي بالتواجد ضمن اللائحة النهائية التي سيعتمد عليها البلجيكي غيريتس، كما لا أنكر أنني عملت على استثمار الدورة الودية للتأكيد على أحقيتي بمواصلة الاحتراف بعد عودتي إلى البطولة الوطنية نتيجة بعض الظروف التي حالت دون تأقلمي مع أجواء الفريق البلجيكي. - نجحت في التواجد رفقة المنتخب من خلال بوابة الفتح عكس ما كان عليه الأمر رفقة فريقك البلجيكي، ما مرد ذلك في نظرك؟ أولا، دعني أوضح لكم أنه من بين الأسباب التي دفعتني إلى ولوج عالم الاحتراف هي الرغبة في المنافسة على مكانتي بالمنتخب الوطني غير أن العكس هو الذي حدث بسبب عدم تأقلمي مع ظروف الممارسة بالفريق، الشيء الذي عجل بعودتي إلى الفتح لاستعادة المقومات التي افتقدتها، ولله الحمد الأمور تسير معي بالشكل الجيد، الفريق يوقع على موسم نموذجي توجه بالفوز بلقب بطولة الخريف الفخري وهو ما ساهم في عودتي إلى الواجهة وعبد الطريق أمامي للظهور بمظهر خول لي تلقي الدعوة للمشاركة في نهائيات الكأس القارية، وهو مؤشر يدل على أنني في الطريق الصحيح. - ستباشرون استعداداتكم الأسبوع المقبل بماربيا الإسبانية، ألا تتخوفون من تباين الأجواء الأوروبية وتلك التي تميز القارة السمراء؟ لا أعتقد أن الاختلاف القائم بين طبيعة الأجواء التي تميز ماربيا الأوروبية التي ستحتضن المعسكر الإعدادي للمنتخب ومدن الغابون وغينيا الاستوائية التي ستحتضن مباريات العرس الإفريقي سينعكس بشكل سلبي على التحضيرات بشكل خاص وعلى مستوى المنتخب بشكل عام، على اعتبار أن الموقع ليس معيارا للحكم على النتائج بقدر ما أن الجدية في التداريب وتلاحم المجموعة ورغبتها في التوقيع على مشاركة، مميزة بعيدا عن ضغط الجماهير والصحافة، هي من سيحدد ذلك. - (مقاطعا) طالما اشتكت المنتخبات الوطنية في فترة سابقة من الأجواء التي تميز معسكراتها، هلا قربتنا من طبيعتها على عهد البلجيكي غيريتس؟ سأصدقكم القول وأؤكد أن المعسكرات الإعدادية للمنتخب تمر في أجواء سليمة يغلب عليها طابع التلاحم والتآخي بين جميع المكونات انطلاقا من كون الجميع على علم بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا والمتمثلة في الرغبة الجامحة التي تتملكنا كلاعبين من أجل تمثيل كرة القدم الوطنية على النحو الأمثل، والأصداء القادمة من محيط المنتخب والأجواء التي عشتها رفقته قبل وأثناء وبعد دورة «إل جي» الودية تعكس مستوى الإحساس بالمسؤولية التي ترفع درجاته تطلعات الجماهير المغربية التواقة لرؤية منتخب بلادها يقارع كبار القارة السمراء ويعود متوجا بلقب ما أحوج كرة القدم الوطنية إليه، خصوصا بعد عودة الأندية إلى منصات التتويج على الواجهة القارية، وأعتقد أن الفرصة مواتية أمامنا للتوقيع على مشاركة مميزة تعكس العمل القاعدي الذي يقوم به غيريتس رفقة أطقمه التقنية والطبية والإدارية، وأيضا لتكريس الصورة الجيدة التي رسمها المنتخب خلال المسار الاقصائي بعدما نجح في الجمع بين التأهل والإقناع على مستوى الأداء والنتيجة. - هلا قربتنا من وضعيتك الراهنة مع فريقك البلجيكي؟ عقدي لا زال ساري المفعول مع فريق ستاندار دولييج، الذي وضعني تحت المجهر ويراقب عن كثب مستواي رفقة الفتح، وأعتقد أن المناداة علي للمنتخب سترفع من معنوياتي وستدفعني للعمل أكثر بغية مواصلة المشوار وتأكيد أحقيتي بخوض تجربة احترافية ثانية، وذلك بالقدر الذي تعتبر فيه رسالة إلى مسؤولي الفريق البلجيكي بخصوص جاهزيتي حتى أعود من جديد إلى الملاعب البلجيكية وأضمن مكانتي الرسمية رفقته، ولما لا الظهور بمستوى أفضل يخول لي تلقي عروض أحسن للرفع من أسهمي كلاعب ومن قيمة فريقي الرباطي.