في خطوة مفاجئة، فرض خلدون الوزاني رئيس أولمبيك أسفي لكرة القدم على بعض مسؤولي الفريق أن يقوموا بجمع اللاعبين لتوقيع بلاغ ينفون فيه أن يكونوا على خلاف مع الوزاني، أو أن يكونوا قد هددوا بتنظيم أية وقفة احتجاجية للمطالبة بمستحقاتهم المالية العالقة في ذمة المكتب المسير. كل هذه «الزوبعة» من أجل الرد على خبر صغير نشرناه في «المساء» يشير إلى عدم توصل اللاعبين بمستحقاتهم المالية العالقة في ذمة المكتب المسير، وكذا وضع لوحات إشهارية للمؤسسة التي يعمل بها الوزاني بمحيط الملعب دون أن يستفيد الفريق من عائدات إشهارها، وهو الأمر الذي نبه له مسؤولو لجنة الاحتراف بجامعة كرة القدم معتبرين ذلك أمرا غير مقبول، وكذلك من أجل الرد على ما كشفته مصادر مقربة من لاعبي الفريق ل»المساء» بخصوص تلويحهم بتنظيم وقفة احتجاجية للحصول على مستحقاتهم. المثير في بلاغ بعض لاعبي أولمبيك أسفي، بما أن عددا منهم رفضوا التوقيع عليه، أو بلاغ الوزاني إن صح التعبير، أنه يعترف بأن لاعبي الفريق مدينون للمكتب المسير بمستحقات مالية، والمثير أكثر أن البلاغ المنسوب إلى اللاعبين يلح على أن ليس لديهم أي خلاف مع أعضاء المكتب المسير وعلى رأسهم رئيس الفريق خلدون الوزاني الذي لا يتوانى في دعمهم ومساندتهم بحسب قولهم، علما أننا في الخبر السالف الذكر لم نشر أبدا إلى خلافات الرئيس واللاعبين. إن «جذبة» الوزاني رئيس أولمبيك أسفي تكشف أن الرجل فقد البوصلة، فهو لا يتوانى باسم اللاعبين في إعطائنا الدروس في القواعد المهنية لممارسة الصحافة، مع أن من أفتوا عليه بهذه المصطلحات يجهلون قواعد هاته المهنة النبيلة التي يرغب بعض ممتهنيها في تحويلها إلى وسيلة لإبرام الصفقات مع المكاتب المسيرة والحصول على الأموال، معتقدين أن المتتبعين للفريق يعيشون في فلك آخر. إن على الوزاني رئيس أولمبيك أسفي المستقيل من مهامه برسالة إلكترونية أن يجيب الرأي العام عن الأسباب الحقيقية التي دفعته إلى عدم الإفراج عن أجور اللاعبين والعاملين بالفريق، ثم كيف يفسر لنا أنه استقال من مهامه برسالة إلكترونية وترك الفريق وفي رصيده ثلاث نقاط، ثم لما ضمن الفريق بقاءه في القسم الأول حرص على البقاء في منصبه. ولماذا لم يكلف»الحاج الوزاني» كما يحب أن يطلق عليه نفسه عناء توضيح أسباب وجود لوحات إشهارية للمؤسسة البنكية التي يعمل بها دون أن يستفيد الفريق من عائداتها المالية، ثم إذا كان هناك مقابل ستدفعه المؤسسة التي يعمل بها مستقبلا للفريق، فكم هو مبلغه مقارنة ببقية المؤسسات التي تضع لوحاتها الإشهارية بالملعب. إن المفروض في فريق كأولمبيك أسفي توفر له مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط دعما ماليا سنويا يقارب المليار و600 مليون سنتيم، أن ينافس على لقب البطولة وأن يكون نموذجا في التسيير، لكن للأسف فبعض المسيرين ينتعشون في الفوضى بل إن هناك من يرغب دائما أن يكون فريقه يعاني لأن ذلك يفتح له مغارة علي بابا لتحقيق امتيازات شخصية. وإذا كان منخرطو أولمبيك أسفي عجزوا عن إصلاح أوضاع الفريق، فإن على مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط أن تتدخل لوقف هذا العبث ومتابعة على الأقل مصير منحتها المالية السنوية وهل تجد طريقها الصحيح، خصوصا أن العقود التي تربط هذه المؤسسة بالفرق الرياضية تنص على مراقبتها رياضيا وإداريا.