رغم أن الشطر الأول من البطولة «الاحترافية» لكرة القدم لم يختتم إلا أمس الإثنين بمباراة فريقي اتحاد الخميسات وشباب المسيرة، إلا أن الملاحظ هو أن مرحلة ذهاب أول بطولة «احترافية» في تاريخ الكرة المغربية «حفلت» بالكثير من نقاط السواد. قبل انطلاق البطولة سارعت الجامعة إلى فرض دفتر تحملات بشروط محددة من أجل منح رخصة المشاركة للفرق، وعقدت الكثير من الاجتماعات، وكان أبرز عنوان لنيل الرخصة هو التوفر على ميزانية تصل إلى 900 مليون سنتيم، دون احتساب منحة الجامعة. نالت جميع الفرق ترخيص المشاركة، وانطلقت البطولة، على أساس أن جميع الفرق لديها الحد الأدنى من الإمكانيات المالية التي تسمح لها بخوض منافسات البطولة، لكن مع مضي الدورات تحول دفتر التحملات إلى خيط دخان، فعدد من الفرق عاشت على وقع الأزمة المادية. النادي القنيطري، ذهب أبعد من ذلك وهدد لاعبوه بالإضراب عن اللعب، لأنهم لم يتوصلوا بمستحقاتهم المالية. المغرب الفاسي المتوج بلقبي الكاف وكأس العرش، حمل لاعبوه شارات سوداء في مباراتي الفريق أمام الوداد الرياضي وشباب الحسيمة احتجاجا على عدم توصلهم بمستحقاتهم المالية، وفي فرق أخرى كان القاسم المشترك هو الضائقة المالية. في بعض الفرق، تابعنا مسيرات للجمهور وهو يطالب بالتغيير، و ينوب عن المنخرطين في القيام بالدور المنوط بهم، لذلك عشنا مسلسلا من الاحتجاج للمطالبة بوقف ما يعتبره الجمهور»نزيفا» يطال فرقه المفضلة. الجامعة بدل أن تطبق القانون كما هو منصوص عليه، فإنها تعاملت مع بعض الملفات بقانون جبر الخواطر، فهذا رئيس يعتدي على مدرب ويواصل التسيير وكأن شيئا لم يقع، وهذا لاعب يبصق على زميله، وبدل أن يعاقب بالتوقيف لست مباريات، يتم تخفيض ذلك إلى ثلاثة، ومثلها موقوفة التنفيذ. أما المدربون، فإنهم يتنصلون من وعودهم تحت وقع تهديدات «وهمية» بالقتل تطالهم وتمس أفراد عائلتهم، في الوقت الذي أدمن بعض الرؤساء، لعبة الاستقالة والتهديد بها دون أن يباشروا إجراءاتها القانونية. فهذا عبد الرزاق السبتي يقسم أنه لن يسير، وفي الغد تحده يقود وداد فاس، وهذا حكيم دومو(النادي القنيطري) يتمسك بمنصب المسؤولية، بل ويطالب باسترداد ما يعتبرها ديونا له على الفريق. وهذا رئيس أولمبيك اسفي(خلدون الوزاني) يستقيل برسالة إلكترونية بدون معنى قانوني لها. أخشى أن يتحول الاحتراف المزعوم إلى «احتراق».