قرر لاعبو النادي القنيطري مقاطعة تداريب فريقهم، كما هددوا بعدم إجراء مباراة الفريق المقبلة أمام الجيش الملكي في الدورة 13 من البطولة «الاحترافية» لكرة القدم. وأعلن اللاعبون بصوت مسموع أنهم لن يستأنفوا التداريب إلا بعد التوصل بمستحقاتهم المالية العالقة. ليس لاعبو «الكاك» الوحيدون الذين يطالبون بمستحقاتهم المالية، فلاعبو عدد من الفرق لديهم مستحقات مالية عالقة، بل إن بعضهم لا يتوصل برواتبه الشهرية بانتظام. «إضراب» لاعبي النادي القنيطري، لم يكن مفاجئا، ولكنه حلقة جديدة في مسلسل «عبث» الكرة المغربية. قبل بداية الموسم، أعلنت الجامعة عن إطلاق أول بطولة «احترافية»، وفرضت دفتر تحملات به الكثير من الشروط، وعشنا مسلسلا مكسيكيا طويلا، من أبرز عناوينه أن الجامعة ستتشدد في منح رخصة المشاركة في البطولة «الاحترافية»، ما لم يتوفر أي فريق على ميزانية قارة قدرها 900 مليون سنتيم، دون احتساب منحة الدعم التي تصرفها الجامعة للفرق. ساد الاعتقاد أن هذا الشرط سيجنب الفرق آفة العوز المادي، خصوصا أن وجود مليار سنتيم في الجيب قبل إعطاء إشارة الانطلاق، من شأنه أن يجنب كرتنا الكثير من أشكال الاحتجاج وسيجعل اللاعب يتفرغ للتداريب وللظهور بمستوى لائق في المباريات، وسيقدم صزرو براقة عن الكرة المغربية. نجحت فرق في الاستجابة لكل الشروط، بينما تاهت أخرى، وفي النهاية اضطرت الجامعة إلى الملاءمة، وإلى الدوس على الشروط التي حددتها، فمبلغ 900 مليون سنتيم، تحول إلى تعهدات بالدعم من بعض الجهات، وهلم جرا من شروط تم لي عنقها. انطلقت البطولة «الاحترافية»، غير أن الواقع أثبت أن مجموعة من الفرق تئن ماليا، وأن الجامعة لم تكن حازمة في تطبيق الشروط، حتى لو أدى ذلك إلى إنزال بعض الفرق إلى القسم الثاني، فأي تغيير لابد له من ضحايا. اليوم انتفض لاعبو النادي القنيطري، والمسؤولية يتحملها بالدرجة الأولى رئيسه دومو الذي يصر على أن يجعل الفريق ملكية خاصة له، دون أن يغادر ويترك دورة الطبيعة تقول كلمتها وتأتي بمسيرين جدد، وبأفكار جديدة. والجامعة أيضا مسؤولة لأنها تشجع العبث، وبدل أن تضرب بقوة، فإنها تتتفرج على ما يحدث، والخوف أن يتحول مسلسل إضراب اللاعبين إلى عدوى تضرب الكرة المغربية، وتكشف عورة مسيريها.