ودعت كرة القدم الوطنية أخيرا عالم الهواية، واستشرفت صباحا جديدا، في عالم الاحتراف بقص شريط بداية أول بطولة احترافية، أمس الجمعة، بمباراة المغرب الفاسي ضد فريق حسنية أكادير. نصف قرن أو بالأحرى خمس وخمسون سنة وكرتنا في مستنقع الهواية، مسيرون خالدون في مناصبهم، وملاعب هشة، وإنارة غائبة، وأشباه مدربين، ولاعبون حقوقهم مهضومة، وجمهور يبحث عن الفرجة الغائبة في دوريات أخرى وجد فيها متعته. انطلق التفكير في رسم خارطة طريق هذه البطولة الاحترافية منذ أن فوجئ الجميع برحيل الحرس القديم وتعيين رئيس جديد للجامعة، سمي حينها بعلي الفاسي الفهري، لتتحول رئاسة جامعة الكرة من جنرال إلى شخص يشهد له بالرجل الاقتصادي، حينها فسر الجميع هذا المعطى بأن هناك تحولا لمعانقة ما يعيشه كبار الكرة في العالم، أي ماركوتينغ كرة القدم، وهو بالفعل ما طبق بعدما ضخ وزير المالية مجموعة من الملايين لإصلاح المنظومة الكروية، وسن اللبنات الأولى للاحتراف، وبعدها الرد على مذكرة الفيفا التي تنص على كونها لن تتعامل مع أي اتحاد كروي لا يطبق الاحتراف، ليقرر رئيس الجامعة في أولى خرجاته مع رؤساء الفرق الوطنية، في نونبر عام 2009 بالصخيرات، الإعلان رسميا عن عزم الجامعة تبني أول بطولة احترافية. وهكذا توصل رؤساء الفرق الوطنية بمجموعة من المذكرات التي تشرح عملية هذا التحول والشروط التي يتطلبها هذا الاحتراف، وتم إحداث لجنة سميت بلجنة تأهيل الأندية والتي عهد إليها بضبط ملفات الأندية الراغبة في المشاركة في البطولة الاحترافية والاستفادة من الرخصة الاحترافية، وارتأت الجامعة أن تكون هذه اللجنة مستقلة بذاتها ولا تخضع لأي ضغوطات أو توجيهات، إذ ترأسها الإطار في وزارة الشباب والرياضة وخريج المعهد الملكي لتكوين الأطر، الذي أقدم بمعية مستشاريه على زيارات ميدانية للأندية دامت شهورا، للوقوف على إمكانياتها ومدى استجابتها لبنود دفتر التحملات، قبل أن يأتي الرابع من شهر يوليوز الماضي، ويعلن البكاوي، وباقي رجالات الجامعة كرشيد الوالي العلمي، رئيس اللجنة الخاصة لتسيير البطولة الاحترافية، وأحمد غايبي رئيس لجنتي البرمجة والتحكيم عن أسماء الفرق الستة عشر المعنية بالاحتراف في موسمه الأول. وبالنظر إلى دفتر التحملات وما فيه من بنود فالتنويه يبقى هو الغالب، خاصة من قبل مجموعة من رؤساء الفرق الوطنية الذين يرون أنه يودع السنوات التي كانت فيها فرقنا تعاني من أمور عدة، بل إن فرقا كانت لا تتوفر حتى على ملاعب صالحة لإجراء مباراة في كرة القدم، زد على ذلك أن دفتر التحملات كان واقعيا في أن لا مكان للفريق والمسير البعيد كل البعد عن التسيير الاحترافي، كما أن لاعبي البطولة، استبشروا خيرا بعهد الاحتراف الذي سيبعدهم عن سنوات البؤس، حين كانت حقوقهم تهضم من قبل مسيرين، لا يهمهم سوى الربح الشخصي. لكن أمام هذا وذاك ينظر آخرون إلى البطولة الاحترافية من زاوية المشككين في نجاعتها، فكيف يعقل، حسبهم، أن نطبق قانونا أوربيا على بطولة إفريقية ضعيفة، ينطبق عليها المثل المغربي «أش خاصك العريان خاصني خاتم أمولاي»، فالفرق الوطنية وجدت صعوبة في إيجاد سيولة مالية بقيمة 900 مليون سنتيم بل إن عددا منها استنجد بالسلطات المحلية حتى يوفر هذا المبلغ المالي المهم. كما أن البداية الأولى للبطولة عرت عن واقع ملاعب بدون إنارة، ففرق النادي القنيطري والمغرب التطواني، ستضطر إلى استعارة ملاعب من فرق أخرى بعدما تأخرت وعود الجامعة في تزويد ملاعبها بالإنارة الضرورية لإجراء مباراة عن البطولة الوطنية.
البرنامج العام للجولة الأولى الاحترافية الجيش........... شباب الحسيمة المغرب الفاسي......حسنية اكادير النادي القنيطري.......... الرجاء الدفاع الجديدي.... اولمبيك آسفي الوداد..اتحاد الزموري للخميسات شباب المسيرة .......الوداد الفاسي المغرب التطواني.............. الفتح النادي المكناسي...أولمبيك خريبكة