زمن العاطفة إنتهى ومن لم يستجب فمصيره معروف رؤساء الأندية شركاء إيجابيون ولا نمارس الوصاية على أحد زيادة الموارد المالية للجامعة وتوزيعها على الأندية يلخص فلسفتنا وفرنا كل شيء للفريق الوطني ليسعد المغاربة بالجزائر في هذا الحوار يقف السيد رشيد والي علمي رئيس اللجنة الخاصة لتسيير البطولة الوطنية على أهم الخطوط العريضة التي ترجمها المكتب الجامعي على أرض الواقع منذ توليه مسؤولية تدبير الشأن الكروي منذ سنين، ويرى والي علمي الرجل الثاني في الهيكل العام للمكتب الجامعي بأن المغرب على موعد مع محطة تاريخية في السنة المقبلة عندما تتحول البطولة إلى بطولة إحترافية كاملة الأوصاف، وأكد بأن الجامعة تحملت كل مسؤوليتها لترجمة كل الأوراش على أرض الواقع وبسرعة فائقة مع إستجابة مطلقة لكافة رؤساء الأندية الذي إنخطروا بعفوية وتلقائية مع بنود دفتر التحملات الذي حدد الطريق للإستفادة من الرخصة الإحترافية. وفيما يلي أهم ما أنجزته الجامعة بعد مرور سنتين مع عراب البطولة رشيد والي علمي.. تابعوا التفاصيل.. - المنتخب: سنتان مرت على المكتب الجامعي الجديد، ماذا أعددتم للمشهد الكروي الوطني؟ وهل نجحتم في معالجة أمراض الممارسة الكروية؟ والي علمي: بسم الله الرحمن الرحيم، لن أقول إننا نجحنا بالشكل المطلوب، ولكن النجاح يأتي بعد تخطيط لمدد متفاوتة، يعني على المدى القصير والمتوسط والبعيد، لكن ما تتميز به جامعتنا أو بالأحرى المكتب الجامعي الجديد هو عمل اللجان، بحيث تلاحظون بأن المكتب الجامعي لا يجتمع في كثير من الأحيان، ولكن اللجان الجامعية تنوب عنه في الإجتماعات والقرارات، فهناك اجتماعات مستمرة، وهناك تواصل دائم برئيس الجامعة السيد علي الفاسي الفهري لإبلاغه بكل خصوصيات هذه الإجتماعات، هذه الآلية مكنتنا من تحقيق مجموعة من الأهداف في وقت وجيز، فلو عدتم إلى ما قاله الرئيس غذاة توليه رئاسة الجامعة قد تم إنجازه، وهناك أمور ما زالت مفتوحة نحن في طور الإشتغال فيها، خذ مثلا ورش المنتخبات الوطنية وهي اللجنة التي يرأسها رئيس الجامعة، هناك تغيير ملحوظ يبعث على التفاؤل والطمأنينة، وإن كنا لم نحصد بعد النتائج المرجوة ولكن بداية الطريق تؤكد بأننا نسير في الإتجاه الصحيح، إضافة إلى مجال التكوين، حيث عملنا من خلال مديرية التكوين على تنظيم عدة دورات لفائدة الأطر الوطنية في مختلف المجالات، وهناك تحول كذلك على مستوى أداء بطولة القسم الوطني الأول والثاني، دون أن ننسى الدينامية التي عرفتها بطولة الهواة عند تشكيل اللجنة الخاصة التي يرأسها السيد كريم عالم، دون أن ننسى أيضا الأوراش الأخرى التي سنتحدث عنها في هذا الحوار.. صحيح قد يظهر للبعض أن هناك بطء، ولكن يجب التأكيد بأننا وضعنا الثوابت الأساسية لما قلناه في برامجنا وخضنا سباقا بوثيرة سريعة ساعدنا على العمل بحماس كبير.. - المنتخب: قدمتم أمام رؤساء الأندية في السنة الماضية الإستراتيجية الكبرى لهيكلة المنظومة الكروية أشبه بالوعد الإنتخابية، ماذا تحقق من هذه الإستراتيجية، وهل كسبتم رهان التحدي؟ والي علمي: خلال هذا اللقاء الذي عقدناه مع رؤساء الأندية بالصخيرات في السنة الماضية، كنا قد أخذنا على عاتقنا مجموعة من الإلتزامات أبرزها قانون اللاعب الذي أصبح ساري المفعول ، ولا أكتمك السر كنا سعداء جدا بالمرور إلى هذه المرحلة، لما يشكله اللاعب في المنظومة الكروية، إضافة إلى القانون الداخلي للفرق والعقد المبرم بين الفريقين فيما يتعلق بتفويت وانتداب اللاعبين، وقانون العقوبات الذي قدمت فيه جميع الفرق إقتراحاتها والذي دخل هو الآخر حيز التنفيذ، والواقع عندما ثم العمل به إنخفضت درجة هذه العقوبات، إضافة إلى تقلص الأوراق الصفراء والحمراء، واليوم لدينا كذلك إحصاءات مدققة بخصوص اللاعبين المحترفين والهواة، بحيث أن المرور من العمل الكتابي إلى العمل الإلكتروني يختصر كل المسافات، لذلك سهل علينا هذا العمل الكثير من الأشياء بعد أن أصبحت الفرق تتوصل بسرعة فائقة بجميع المعلومات عبر النظام المعلوماتي كل أسبوع، وهذه الأوراش كنا قد أشرنا إليها في الإستراتيجية الكبرى في ندوة الصخيرات وتعهدنا على أننا سنترجمها على أرض الواقع موسم (20102011) والحمد لله تحقق ذلك، كنا قد تحدثنا عن البطولة الإحترافية وهناك فرق بينها وبين العصبة الإحترافية، وتتجلى في أن الفرق ستتوصل برخصة إحترافية وفق دفتر التحملات الذي يتضمن خمسة بنود وهي : التوجهات الرياضية، البنيات التحتية، الأمور القانونية، الجوانب المالية والإدارية، لذلك ستنطلق إن شاء الله بالبطولة الإحترافية وسنعمل على تسليم الرخص الإحترافية للأندية التي ستنخرط في هذا المشروع وستطبق بنود دفتر التحملات. مسألة مهمة وأساسية تعهدنا بها أمام رؤساء الأندية وتتجلى في إعادة توزيع المداخيل المادية المتعلقة بالنقل التلفزي، عندما جئنا للجامعة وجدنا رصيدا ماليا يقدر ب 49 مليون درهم، فرفعنا السقف إلى 62 مليون درهم، وهي قفزة نوعية تقدر ب ٪27 من سنة إلى أخرى وحددنا الظرف الزمني لتوزيعها وختمناها بالحفل الذي نظمته الجامعة، حيث سلمنا الأندية منح المردودية أو التراتبية وهذا يؤكد بأننا جامعة القول والفعل. - المنتخب: هل كان هناك تجاوب بينكم وبين رؤساء الأندية، خاصة وأن الأوراش التي جئتم بها كان من الصعب ترجمتها في ظرف وجيز؟ والي علمي: سأجيبك بصفة شخصية، إذ كلما أتيحت لي الفرصة فإنني أشكر جميع رؤساء الأندية من صميم القلب على تجاوبهم الكبير مع الجامعة الذي أعتبره تجاوبا مسؤولا وإيجابيا وتأكد لهم بأنهم يعملون مع جامعة ذات مصداقية، وهنا لا أنفي أنه كانت هناك عثرات وأخطاء بسيطة، وهناك طبعا من عارض سياستنا، وهذا شيء عادي وطبيعي لأن الكمال لله سبحانه وتعالى، وأنا على إتصال دائم برؤساء الأندية بقسميها الأول والثاني ونحاول حل بعض مشاكلهم حتى الخاصة، لذلك توصلنا كجامعة عند نهاية سنة 2010 بجميع طلبات أندية الدرجة الثانية باستثناء ثلاثة، وهذا يؤكد التجاوب الكبير لرؤساء الأندية، حيث قمنا بزيارات ميدانية وقدمنا شروحات بخصوص آليات الإنتقال إلى الإحتراف. - المنتخب: هل مبادراتكم لدعم الأندية ماديا ولوجيستيكيا تتوخون منها مشاركة الجميع في البطولة الإحترافية؟ والي علمي: هذا سؤال في الصميم، كان ممكنا أن نسلم الأندية دفتر التحملات ونتركها وشأنها من إستجاب فمرحبا به ومن لم يستجب فإنه سينزل للقسم الثاني، لذلك كانت رغبتنا كبيرة لمرافقة الأندية خلال الفترة الإنتقالية، فمثلا دفتر التحملات يحدد أن يكون لك ملعب به شبكة إنارة بالمواصفات الدولية، ولاحظنا أن عدة مدن توجد بها ملاعب بدون إنارة، مثل تطوان، القنيطرة، العيون، مركب مولاي الحسن وغيرها، فوقعنا عقد شراكة مع وزارة الشباب والرياضة لتمويل كهربة هذه الملاعب، وستكون جاهزة إن شاء الله في شهر غشت القادم.. مع الأسف أن السلطات المحلية لم تقم باللازم في هذا الصدد، وكجامعة تحملنا المسؤولية للتخفيف عبء الأندية، إضافة إلى مراكز التكوين والملاعب المكسوة بالعشب الإصطناعي التي تستفيد منها هذه المراكز وملاعب التدريب، أما أندية الدرجة الثانية التي لا تتوفر على أرضية جيدة فإنها ستستفيد من العشب الإصطناعي في السنة الماضية.. وقد أطلقنا بطولتي الشبان والفتيان عبر أربع جهات، هذه السنة إكتفينا بجهتي الشمال والجنوب، وذلك حتى يتسنى للاعبين إجراء أكبر عدد من المباريات خدمة للمنتخبات الوطنية.. ولتخفيف العبء مرة أخرى على الأندية إرتأينا شراء حافلات من الطراز الرفيع يتم توزيعها على أندية الدرجتين الأولى والثانية، ونحن بصدد الإجراءات الأخيرة لإخراجها للوجود، كل هذا من أجل دعم الفرق للدخول إلى البطولة الإحترافية بطريقة سلسلة وفي أحسن الظروف، وتسعى الجامعة من خلال هذه الأوراش تقوية أنديتنا قاريا حتى يعود المغرب للمكانة التي يستحقها إفريقيا.. - المنتخب: تعودنا على أن تجرى بطولة الشبان في رفع الستار، مع الأسف لم يعد ذلك قائما، اليوم لدينا بطولة الأمل، ماذا أعددتم كلجنة خاصة للإرتقاء بهذه البطولة؟ والي علمي: عندما كنت أتابع باستمرار مباريات فريق المغرب الفاسي سواء لاعبا أو مسيرا، كنت أحرص على متابعة مباريات الشبان، فاتضح آنذاك بأن عشب الملعب لم يكن يتحمل عبء مبارتين متتاليتين خلال كل أسبوع، ناهيك عن الحصص التدريبية، فما بالك إذا سقط المطر.. لماذا أحدثنا بطولة الأمل؟ لأننا لاحظنا بأن الشبان الذين سنحتاجهم للفريق الوطني الأولمبي يظلون في بطالة لا هم في الشبان ولا هم مع الكبار، لهذا أحدثنا لهم بطولة وطنية، بحيث بمقدور أي فريق أن يشارك بفريقين من الفتيان والشبان في البطولة الوطنية وأيضا في البطولة الجهوية التابعة للعصبة، كل هذا من أجل فتح المجال للشباب للعب أكبر عدد من المباريات، بدل أن يبتلي بأشياء أخرى، ولهذا الغرض قررنا تخصيص حافلات للأندية كي نخفف عنها عبء المسؤوليات المنوطة بها. مسألة مهمة جدا وهي أننا مقبلون على تنظيم كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة، لذلك سينصب إهتمامنا حول الشباب البالغ من العمر 14 سنة، إذ يجب من الآن تهييئهم وتحضيرهم حتى يكونوا جاهزين لهذا الحدث، وقد بدأنا في هذه العملية ، حيث نتوخى أن نعد منتخبا وطنيا قادرا على المنافسة الإفريقية. المنتخب: لنتحدث عن بطولة الهواة، ما هو نصيبها من الدعم، وهل هناك منظور جديد لاحتراف أندية الهواة؟ والي علمي: أولا يجب أن نعترف بأن الأمور تطورت كثيرا في بطولة الهواة، إذ هناك مكتسب مادي واضح، مع العلم أنني كنت عضوا في اللجنة التي كلفها رئيس الجامعة والتي كان يرأسها السيد عبد الله غلام قصد النظر في ملف الهواة، مسألة أخرى وهي مهمة تتعلق بمصاريف التحكيم، بحيث الآن تخصص منحة سنوية مع مصاريف التحكيم، بكل صراحة بطولة الهواة هذا الموسم أحسن بكثير من المواسم الماضية، إنما هناك مشكل عويص يتجلى في غياب البنيات التحتية، لا بد كجامعة أن نعمل على تطوير هذه البنيات بأقصى سرعة ممكنة، إضافة إلى أن الوزارة ستعمل على تكسية عدة ملاعب للهواة بالعشب الإصطناعي. - المنتخب: ستلتقون مرة أخرى مع رؤساء الأندية، هل هذا اللقاء يمكن إعتباره أشبه بالإختتام المدرسي يعني من جد وجد ومن زرع حصد، وهل سيكون تأشيرة أخيرة للتوقيع على وثيقة الإحتراف؟ والي علمي: يجب التذكير بأنه في الموسم الماضي صرفنا للأندية منحة 62 مليون درهم، هذه السنة سنصرف 80 مليون درهم للقسمين الأول والثاني، مع منحة كأس العرش وهي 6 ملايين درهم، وهذه قفزة نوعية كبيرة، إذ في ظرف سنتين نمر من 49 مليون درهم إلى 83 مليون درهم، وكانت هذه المنح من ضمن الوعود التي قدمناها للرؤساء وتتجلى في تقوية الموارد المالية، دون أن نتحدث عن الأمور الأخرى التي تحدثنا عنها في هذا الحوار، مع الإضافة إلى المعدات البدنية التي ستقتنيها الجامعة والتغطية الصحية لجميع اللاعبين والمؤطرين الإحترافيين الذين يحترفون كرة القدم إلى جانب عائلاتهم، وقد أخذ رئيس الجامعة على عاتقه أنه في السنتين الأوليين ستتكلف الجامعة بجميع مصاريف الضمان الصحي في شكل أجير في شركة خاصة، بحيث من المنتظر أن يتم التعويض ب ٪80 من المصاريف، وأود أن أشير كذلك إلى مصاريف أخرى تؤديها الجامعة، بغض النظر عن 83 مليون درهم، هناك مصاريف التحكيم وأجور العاملين في اللجنة الخاصة لتسيير البطولة، تنقلات الفرق المشاركة في الكؤوس الإفريقية.. ولم يدرك الرؤساء بأننا نصل إلى تحقيق هذه الأهداف، وبالمناسبة ما زلت ألح على ضرورة الرفع من الميزانية العامة التي تدار بها الأندية، وفي هذا الصدد فتحنا بابا آخر مع وزارة الداخلية. - المنتخب: هل في إعتقادك أن المنتوج الكروي إرتقى بعد سنتين من توليكم المسؤولية بالمكتب الجامعي؟ والي علمي: لا أظنه إرتقى، ولكن هناك تطور ملموس، وأقول لك بكل صراحة هناك مباريات في البطولة الوطنية أحسن بكثير من بعض مباريات الدوري الفرنسي أو البرتغالي، وذلك من خلال مشاهدتي لعدة مباريات سواء بالدارالبيضاء أو فاس، كما أن عدد الجمهور إرتفع بنسبة ٪22 مقارنة مع مباريات ذهاب الموسم الماضي وهناك زيادة في بيع التذاكر بنسبة ٪12 ، أملي أن يكف البعض عن النقد من أجل النقد، نحن بحاجة إلى نقد بناء يخدم المصلحة العامة. - المنتخب: الملاحظ أننا غائبون عن التمثيلية داخل الأجهزة المسيرة لكرة القدم عربيا، إفريقيا ودوليا، لماذا؟ والي علمي: كثير من الناس يشتكون من هذا المشكل، لكن من وجهة نظري أقول إنني أحبذ فكرة تحقيق النتائج المرجوة إفريقيا، إذ ما الفائدة من وجود تمثيلية للإنتاج للمنتخبات الوطنية والفرق؟ وأظن بأنه بشكل تلقائي ستطلبنا هذه المؤسسات بمجرد عودتنا القوية للواجهة الإفريقية. - المنتخب: نحن مقبلون على مباراة هامة أمام المنتخب الجزائري، ماذا أعددتم كجامعة؟ والي علمي: هي مباراة في كرة القدم، هناك مبارتان واحدة بعناية وأخرى بالمغرب، يعني أننا أمام حدث رياضي لا أقل ولا أكثر.. الجامعة وفرت جميع الإمكانيات والظروف للفريق الوطني بدء من المعسكر بمراكش حتى الوصول إلى عنابة.. كمغربي بطبيعة الحال أتمنى التوفيق لفريقنا الوطني وأن يحقق الفوز الذي يسعد جميع المغاربة الذين إشتاقوا لإنجازات فريقنا الوطني. - المنتخب: ماذا تقولون في كلمة ختامية؟ والي علمي: نحن جميعا في مركب واحد وكلنا معنيون بكل هذه الأوراش، وإذا أخطأنا فذلك دون قصد، نريد أن نجعل من كرة القدم فرصة لمعانقة الإحتراف وعودة الجماهير إلى الملاعب بلا شغب ولا تكسير الكراسي، نريد أن يكون يوم الأحد بمثابة سهرة إحتفالية، وأتمنى بالمناسبة من جميع المتداخلين أن يركبوا معنا هذا القطار وبخاصة رجال الإعلام الذين لهم دور كبير في التنوير والتحسيس والبناء، لأننا جميعا نخدم هذا الوطن العزيز رياضيا. حاوره: