أثار استدعاء المغرب لخمسين من أئمة المساجد الهولندية، الجمعة الماضية، جدلا واسعا في هولندا حول تدخل السلطات المغربية في شؤون الجالية المغربية الهولندية، حيث طلب البرلمان الهولندي توضيحا لسبب هذا الاستدعاء المفاجئ «للمشاركة في محادثات دينية غامضة في المغرب» وذلك حسب ما ذكرته صحيفة «تراو» الهولندية. وذكرت إذاعة هولندا العالمية التي أوردت الخبر أن هؤلاء الأئمة سافروا إلى المغرب دون التشاور مع إدارات مساجدهم وعلى نفقة الحكومة المغربية، ونقلت عن فريد ازركان، رئيس رابطة المغاربة في هولندا قوله: «عندما توافد المصلون على المسجد لأداء صلاة الجمعة لم يجدوا أحدا. لقد غادر الأئمة متجهين إلى المغرب، وتركت المساجد بلا أئمة»، مضيفا أن الأئمة يحصلون على رواتبهم من المساجد، «ومع ذلك فإن التأثير الذي يمارسه المغرب من القوة بحيث أنهم سارعوا بحزم حقائبهم بمجرد ما استدعتهم الرباط. وقد فعل بعضهم ذلك بدافع الخوف فقط.» أما النائبة البرلمانية عن حزب العمال يروين ديسيلبلويم فقد عبرت عن قلقها للجريدة قائلة: «لقد أخبروني أنه تم استدعائهم لتلقي تعليمات. من غير المقبول أن يسمح للمغرب بالتدخل في شؤون المغاربة المقيمين في هولندا. فالعديد من هؤلاء المغاربة لا يرغبون في هذا. إنهم يسعون للاندماج.» أما النائبة عن الحزب المسيحي الديمقراطي مادلين فان تورينبورخ، فاعتبرت أن استدعاؤهم الأئمة يعتبر «دليلا آخر على أن الحكومة المغربية تحكم قبضتها على الجالية المغربية في هولندا». واعتبرت إذاعة هولندا الدولية أن «تدخل السلطات المغربية في شؤون المغاربة القاطنين بالخارج يثير حفيظة المنظمات والهيئات المدنية التي تعمل على توفير الأجواء الملائمة للاندماج في كافة أوجه الحياة؛ اجتماعية وسياسية واقتصادية وما إلى ذلك. ولذلك ترى أن مثل هذه الممارسات لا تخدم البتة قضية المغاربة في أوطانهم الجديدة». وأضافت الإذاعة أنه قد سبق لبعض المغاربة أن أصدروا ما أسموه «بيان المواطنة» يدعون فيه إلى المواطنة الكاملة في هولندا، بدل اعتبارهم «رعايا» تابعين للمغرب. أما صحيفة «تراو» فترى أن هذه السياسة التي يتبعها المغرب ناتجة عن المخاوف من أن يتوقف تدفق الأموال من الخارج في حال ضعفت علاقات المهاجرين مع وطنهم الأم، إضافة إلى رغبة الرباط في مكافحة التطرف الديني بالإبقاء على علاقات مع مواطنيها في الخارج.