أثار حضور عدد من أئمة المساجد الإسبان في اجتماع جمعيات مسيري المساجد المغربية بإسبانيا وإيطاليا، الذي عقد السبت الماضي بمراكش والذي رفض عدد من الأئمة من إسبانيا حضوره، جدلا في إسبانيا بسبب ما أسمته عدد من الصحف الإسبانية ب«التدخل المغربي في الشؤون الدينية الإسبانية»، معيدا إلى الأذهان الضجة التي أثيرت في هولندا، قبل ثلاثة أسابيع، بعد استدعاء الرباط لأربعين إماما حيث طالب البرلمان الهولندي بتوضيحات حول هذا الشأن وأعلن وزير الخارجية الهولندي أنه سيتناول الموضوع خلال زيارته للمغرب. واعتبرت صحيفة «إلباييس» الإسبانية أن دعوة مراكش « تؤكد رغبة الرباط في السيطرة على الجاليات المغربية في الخارج، ولكنها قد كشفت عن قرب فقدان النفوذ الديني في سبتة ومليلة». وأضاف إغناسيو صامبريرو، كاتب المقال في الصحيفة والمتخصص في الشؤون المغاربية، أن اتحاد الجاليات الإسلامية في سبتة، التي تضم المساجد الرئيسية، لم تتم دعوته، مشيرا إلى أنه وإن فرضنا أنه تمت دعوته فإنه «لن يقبل»، حسب تصريحات رئيسه العربي ماتييس للصحيفة، والذي يرى أن الدعوة تشكل «تدخلا مغربيا» في حياة سبتة الدينية. «من سبتة- تضيف «إلباييس»- ذهب فقط إلى مراكش محمد علي، الذي يرأس جماعة أقلية تعتبر أقرب إلى الرباط. لكن محمد علي، رئيس الفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية (FEERI)، ومساعده، محمد خرشيش، حضرا هذا الحدث بصفة شخصية. ومع ذلك، فقد أعرب لهم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد توفيق عن رغبته في أن تصبح الفيدرالية بمثابة همزة وصل مع المسلمين في إسبانيا». وقالت مصادر للصحيفة الإسبانية إن عددا من الأئمة الإسبان قرروا الذهاب بصفتهم الشخصية لأن الفيدرالية الإسبانية لا يمكنها أن تستجيب لدعوة مغربية. وردا على ما أوردته إحدى صحف سبتة من أنه «إنسان غير مرغوب من قبل اتحاد الجمعيات الإسبانية بإسبانيا بسبب مساندته لاستقلال سبتة ومليلية»، أكد محمد علي، رئيس الفيدرالية الإسبانية، لصحيفة مغربية أن حضوره جاء بصفة شخصية وليس ممثلا لأي هيئة، وأن الصحف الإسبانية تشوش على كل ما يهم وحدة المسلمين، مشيرا إلى أن حضوره بصفة شخصية أو غيرها لا يهم، ولكن المهم هو توحيد الكلمة في قضايا تهم المسلمين. وتتابع الصحيفة أنه لم يذهب أحد من مليلية إلى مراكش، فقد رفض عبد الرحمان بن يايا، رئيس الفرع المحلي للاتحاد الإسباني للكيانات الدينية الإسلامية، الذي ينتمي إليه عدد كبير من مسلمي مليلية، الدعوة.