انفردت فعاليات سياسية وجمعوية في هولندا بمحاولة استغلال لقاء مراكش، الذي جمع ممثلين عن جمعيات مسيرة للمساجد المغربية بأوربا والذي شارك فيه أزيد من مائة إمام يمثلون عدة دول مثل بلجيكا وألمانيا والسويد، للاسائة للمغرب مجددا. وتعالت أصوات اعتبرت أن مشاركة أئمة مغاربة يمثلون هولندا في هذا اللقاء كانت بالاكراه وخوفا من السلطات المغربية. ونشرت إذاعة هولندا تقريرا أوردت فيه تخوف إدارات المساجد في هولندا على الخصوص من مثل هذه اللقاءات، وأبدت فيه قلقها لمشاركة ما لا يقل عن أربعين إماما من هولندا في هذا اللقاء بدعوة من الحكومة المغربية التي تحملت نفقات سفرهم دون التشاور مع إدارت مساجدهم، على حد قولهم. ووصفت رابطة المغاربة في هولندا، بحسب ذات التقرير، بأن ما جرى غير مرغوب فيه، وأن تزايد تدخل المغرب في شؤون المساجد في هولندا غير مقبول. من جانبه قال ذهب نائب عن حزب العمل الحاكم إلى حد اعتبار ذلك تدخلا جديدا ومتكرر للرباط في شؤون هولندا، ودعا الحكومة الهولندية إلى طرح القضية على أعلى المستويات. وتأتي هذه التحركات السالفة الذكر في ظل أجواء توتر تخيم على العلاقات المغربية الهولندية خاصة بعد الكشف عن تورط ضابط هولندي من أصل مغربي في عملية تجسس على أنشطة الشرطة الهولندية لصالح الاستخبارات المغربية، وأسفرهذا الأمر عن سحب المغرب لديبلوماسيين من السفارة المغربية بطلب من الحكومة الهولندية. وكانت ضجة أخرى افتعلتها أحزاب سياسية ووسائل إعلام هولندية، دون غيرها من الدول الاوروبية، حول إرسال المغرب لأئمة والمرشدات في رمضان الماضي لتأطير الجالية المغربية هناك والتصدي لأية محاولة لنشر افكار متطرفة بينها، وكان الشيخ يس الفرقاني الرئيس المؤقت لاتحاد الأئمة المغاربة، قد عبر في خضم هذا الموضوع عن عدم فهمه لكل هذه الضجة، وقال إن المغرب ظل يرسل الأئمة إلى هولندا والدول الأخرى بمناسبة شهر رمضان لسنوات طويلة. وكان المشاركون في لقاء للجمعيات المسيرة للمساجد المغربية بأوربا قد جددوا خلال نهاية اجتماعهم بمراكش تشبثهم بالقيم الأساسية والأخلاقية للإسلام وتعبئتهم من أجل سد الخصاص المسجل في أماكن العبادة المغربية والنهوض بخطاب يحترم المواطنة القائمة على أساس العدل والمساواة في الحقوق واحترام الاختلاف.ا 170 مسجدا.