اصطف معظم نجوم هوليوود خلف المرشح الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة داخل الولاياتالمتحدة باراك أوباما، وشاركوا بكثافة في حملات دعائية لصالحه، كما تبرعوا بسخاء لحملته، وقالوا إن هوليوود لن تكتفي بدور الكومبارس في هذه الانتخابات التاريخية. اختارت نجمة موسيقى البوب مادونا أن تُقحم الصراع السياسي بين الجمهوريين والديمقراطيين في جولتها الغنائية العالمية التي كانت قد بدأتها من عاصمة ويلز قبل أشهر، عندما قررت افتتاح وصلتها الغنائية بشريط فيديو يهاجم المرشح الجمهوري جون ماكين ويشبّهه بالزعيم النازي أدولف هيتلر. ومازالت مادونا تحرص على مهاجمة ماكين والمرشحة لمنصب نائب الرئيس على البطاقة الجمهورية، سارة بيلين، التي تناديها مادونا بالعاهرة. حيث قالت خلال حفل موسيقي حاشد: «هل تعرفون من هم الأشخاص غير المرحب بهم في حفلاتي؟ ماكين غير مرحب به في حفلاتي... العاهرة بيلين غير مرحب بها في حفلاتي، وإذا ما صادفتها في الشارع فإنني سأضربها حتى تحمر مؤخرتها»! ميول هوليوود الديمقراطية ومادونا ليست الوحيدة من نجوم الموسيقى داخل أمريكا التي تجاهر بعدائها الصريح للجمهوريين وخصوصا لسارة بيلين المُحافظة، فالغالبية الساحقة من نجوم موسيقى الهيب هوب، ومعظمهم أمريكيون من أصل إفريقي، أعلنوا دعمهم للمرشح الديمقراطي باراك أوباما وأطلقوا حملات دعائية لصالحه وسجلوا أغاني شبابية تُمجّده وتشيد بخصاله. حتى إن قناة الترفيه المخصصة للسود والمعروفة اختصارا بBET أطلقت حملة دعائية ضخمة يظهر فيها نجوم الهيب الهوب من أمثال «فيفتي سانس» و«آشر» و«كيني ويست» يحذرون فيها ال«باب من عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة ويُنهون وصلتهم الدعائية بجملة «صوّت وإلا فإنك ستموت»، في إشارة إلى أن عدم التصويت لصالح أوباما الديمقراطي سيمنح الجمهوريين فترة رئاسية جديدة قد يشنون خلالها حربا أو حروبا جديدة قد تزهق أرواح الشباب الأمريكي. ومعروف أن هوليوود تتنفس الهواء الليبرالي المُثقل بالمواقف السياسية «اليسارية»، حيث يصفها المُعلقون على شبكات الأخبار بأنها تميل دائما إلى اليسار. إلا أن نجاح سياسي أسود البشرة في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الحالية حمّس نجومها على الانخراط بشكل مكثف في الحملة الانتخابية الديمقراطية، وجعلهم مُصمّمين على استعمال شعبيتهم وسلطتهم الرمزية للدفع ببطاقة أوباما. ولهذا ظهرت النجمة «جسيكا ألبا» عارية وباكية في إعلان فيديو تم إطلاقه على موقع يوتوب، فيما كانت شفتاها مُحاطتين بسلك شائك ومكتوب على الإعلان جملة: «لا تستسلم للخوف، عبّر عن رأيك وانتخب لصالح التغيير الذي نحتاجه». ويهاجم الإعلان سياسة التخويف التي انتهجها الجمهوريون وخصوصا جورج بوش الابن في حملته الانتخابية الماضية، ونجحت في منحه ولاية رئاسية ثانية. كما هدّد بعض النجوم الكبار في هوليوود بمغادرة الولاياتالمتحدة والهجرة إلى الخارج في حال فاز الجمهوريون بولاية رئاسية جديدة، ومنهم النجمة «سوزان سوراندان» الفائزة بجائز الأوسكار والتي كتبت في مقال صحفي «سأذهب إلى أي مكان آخر... أي مكان في هذا العالم سيكون أفضل من أمريكا إذا فاز الجمهوري جون ماكين»! ملايين هوليوود في جيب أوباما قبل فترة، ظهرت النجمة جينيفر أنيستون إلى جانب النجمين توم هانكس ودانزل واشنطن في باحة استراحة فندق فخم بمدينة لوس أنجلس، حيث نظم أنصار باراك أوباما سهرة باذخة لجمع التبرعات لحملته الانتخابية. ولم يتجاوز عدد المدعوين 300 شخص إلا أنهم تبرعوا بأكثر من مليون ونصف دولار لصالح أوباما الذي بدا منشرحا في الحفل، وحرص على تبادل بعض الكلمات والابتسامات مع كبار المنتجين والمخرجين الذين وصفتهم صحيفة واشنطن بوست، في مقال لها بعنوان «هوليوود تمنح أوباما المال والشهرة»، بأنهم خط الدفاع الأول للحزب الديمقراطي. وبفضل الدعاية المجانية التي يحصل عليها أوباما، عبر وقوف أشهر الممثلين والمغنين والكوميديين في هوليوود إلى جانبه، فإنه نجح في جمع 710 ملايين دولار حسبما أعلن مسؤولون كبار في حملته الانتخابية مساء الاثنين. ويعكس الرقم المهول الذي تم ضخه في جيب حملة أوباما مدى الإصرار الكبير الذي يتسم به أنصاره، سواء كانوا من نجوم هوليوود الساطعين أو مجرد كومبارس بسطاء يقيمون في هوامش مُدن كاليفورنيا التي يُدللها الأمريكيون ويسمونها «الولاية الذهبية». ذلك الإصرار يبدو جليا أيضا من خلال الدفاع المستميت لنجوم هوليوود عن أوباما خلال المقابلات الصحفية التي يدلون بها لوسائل الإعلام الأمريكية، حيث يحرص بعضهم على ارتداء قميص مطبوع عليه صورة أوباما أو مكتوب عليه شعار حملته الانتخابية أو يدعو إلى التصويت لصالحه. ولعل التصريح الذي أدلت به الممثلة الكوميدية «جُويْ بيهار» للمذيع «لاري كينغ» على شبكة CNN قبل يومين يختصر بشكل كبير موقف هوليوود من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث قالت النجمة الأمريكية: «لقد سئمت كثيرا من جون ماكين. عليه أن يُغلق فمه ويذهب إلى بيته ويختفي عن الأنظار. لا أفهم لماذا يصر على افتتاح جميع خطبه بالقول «أصدقائي»؟ من هم هؤلاء الأصدقاء أولا؟ ولماذا يكرر ذلك بطريقة بلهاء؟ ولماذا يصر على الاستمرار في هذا السباق أصلا؟ أووف منه»!