- ما هي دواعي إطلاق مبادرة جديدة لقراءة النصوص الدينية الخاصة بالمرأة؟ < المبادرة جاءت من مسلمات من مختلف أنحاء العالم، من أمريكا وكندا وأوروبا والمغرب العربي وإفريقيا الصحراء ومن مسلمات إسبانيات، رأين أن هناك خطابا إسلاميا حول المرأة مناقض للنصوص القرآنية والحديثية التي جاءت لتحرير المرأة المسلمة، وأن الخطاب الإسلامي الشائع اليوم ينظر إلى المرأة نظرة دونية وتطبعه ثقافة أبوية وذكورية، وقد أصبحت تلك المواقف مقدسة وتنشر جهلا كبيرا وتصور على أنها هي الإسلام الحقيقي، لذلك فكرنا في القيام بأبحاث عميقة في هذا المجال واتفقنا على إنشاء لجنة علمية من الخبراء في الإسلام، لأن هناك من يتكلم باسمنا بينما نحن لا نعبر عن قناعاتنا وعن وجهات نظرنا، والعلماء لا يتركون لنا هامشا للتعبير عن أنفسنا. والهدف هو إعادة قراءة النصوص الدينية، من قرآن وسنة، من منظور إسلامي ونسائي، لأنه إذا استثنيا بعض القراءات التي قامت بها نساء للقرآن مثل عائشة عبد الرحمان بنت الشاطئ أو زينب الغزالي، ليس هناك قراءات نسائية وما هو موجود غير معروف لدى الناس، كما أن هناك عالمات عبر التاريخ لا أحد يتحدث عنهن، وصحابيات، فنحن إذن لا ننطلق من تصور غربي يضع الرجل في مواجهة مع المرأة، بل ننطلق من ديننا الإسلامي. - لماذا اختيار الرابطة المحمدية للعلماء للإعلان عن إطلاق هذه المبادرة؟ < عندما فكرنا في المبادرة طلبنا من الدكتور أحمد عبادي، أمين عام الرابطة، أن يترأس إطلاق هذه المجموعة البحثية وقدمنا له المشروع فوافق عليه وأبدى ترحيبه به مشكورا، فقد أردنا أن يكون الإعلان عن ميلاد المجموعة من داخل مؤسسة علمية معروفة ومشهود لها، لكي يكون هناك تواصل بيننا وبين العلماء ذوي المعرفة الدينية، لأن العالم اليوم الذي يتعامل مع النصوص ليست لديه الخبرة بالواقع المعيش، وخبراء الواقع ليست لديهم خبرة أو معرفة بالنصوص الدينية، فأردنا أن يكون معنا العلماء الذي يعرفون الدين ويفهمون حاجيات المرأة في الواقع، لأن الإسلام يعطي الكثير من الحقوق للمرأة لكن المرأة في واقعنا ما زالت مضطهدة، فهي مبادرة طيبة فيها خير إن شاء الله. - ألا تتخوفون من أن تثير هذه المبادرة جدلا مع علماء الدين؟ < في المغرب كانت دائما هناك حركة نسائية علمانية، لكنها لم تنجح لأنها لم تنطلق من الهوية الإسلامية للأمة، ومن تاريخنا وقيمنا الدينية كمسلمات مؤمنات ملتزمات بدينهن، ونحن نريد الحوار مع علمائنا التقليديين ونطالبهم بتجديد الفقه الإسلامي وأن لا يبقوا بعيدين عن الواقع المعيش، لكي يكون الإسلام تعبيرا عن الواقع الحي الذي تحياه المرأة المسلمة اليوم. * رئيسة «المجموعة الدولية للبحث والتفكير حول المرأة والإسلام»