تواصل المصالح الأمنية المختصة تحقيقها بالمؤسسة الخيرية عين الشق بالدار البيضاء حول الظروف التي كان يعيش فيها نزيل قاصر لقي حتفه غرقا بميناء البيضاء عندما كان يحاول الهجرة السرية على متن إحدى البواخر، حيث هلك غرقا وقذفته المياه بعين حرودة بإقليم المحمدية، الخميس الماضي، حيث مازالت جثته بمستودع الأموات في انتظار صدور أمر وكيل الملك القاضي بالدفن. وعثرت المصالح المختصة، حسب بعض نزلاء الخيرية الإسلامية عين الشق، على بطاقة تؤكد أن الضحية نزيل بالخيرية المذكورة. وأكدت مصادر مطلعة ل»المساء» أن التحقيق يتم بأمر من وكيل الملك لمعرفة الظروف التي كان يعيش فيها الضحية القاصر (إحسان 16 سنة) والتي دفعته بالرغم من حداثة سنه إلى محاولة الهجرة السرية. وأضافت المصادر ذاتها أن العناصر الأمنية وقفت بأسف واستغراب على الواقع المزري الذي كان يعيش فيه الهالك رفقة شقيقه عبد النور (15 سنة) بوسط فضاء خيرية عين الشق وهما يلتحفان السماء، بعدما عادا إلى خيرية عين الشق بعدما عجزا عن التأقلم مع الأجواء الجديدة بمركز الإيواء الجديد بعمالة مقاطعة الحي الحسني ضمن الأطفال المرحلين (حوالي 135 طفلا) تتراوح أعمارهم بين ست سنوات و18 سنة، وهو القرار الذي كان قد فاجأ النزلاء حتى إن بعضهم لاذ بالفرار. إدارة خيرية عين الشق «رفضت»، حسب نزلاء من الخيرية ل«المساء»، السماح للطفلين وغيرهم من الأطفال والشباب، الذين عادوا إلى الخيرية التي ترعرعوا فيها، بالاستقرار بشكل رسمي في الخيرية، وهو ما حرمهم من أسرة ومؤونة بها، مما جعلهم يقضون لياليهم بفضائها فيما يقضون باقي ساعات اليوم كاملة في التسكع في الشارع وهو ما يدفع العديد منهم إلى الانحراف، ودليل ذلك أن أغلبية النزلاء انقطعوا عن الدراسة بسبب سوء الظرف التي يعيشون فيها بالخيرية، تقول المصادر ذاتها، التي أضافت أن الضحية وشقيقة يتمتعان بسلوك جد حسن وبأخلاق عالية وأن قلة الاهتمام بهما وعدم احتضانهما كانا الدافع إلى تفكير الضحية في الهجرة السرية بحثا عن منفذ له على الرغم من أنه لم يكن يجيد السباحة. وأضافت المصادر أنه لو تأتت الظروف المواتية للضحية ولشقيقه ولغيرهما من النزلاء لما حدثت مثل هذه المآسي ولو أنهم كانوا يعيشون في أجواء مستقرة لما فكروا في مغادرة الخيرية. وطالب نزلاء الخيرية الإسلامية عين الشق بالبيضاء بفتح تحقيق في هذا الحادث ومعرفة الأسباب الحقيقية والظروف التي دفعت الهالك إلى الهجرة السرية على الرغم من صغر سنه حتى لا تتكرر مأساته لأحد النزلاء بسبب ظروفهم. وعملت «المساء» على الاتصال بإدارة المؤسسة الخيرية عين الشق غير أنه تعذر عليها أخذ وجهة نظرها.