طالب عدد من نزلاء خيرية عين الشق بالدار البيضاء بتدخل الجهات العليا من أجل الوقوف على جملة من الاختلالات التي «تغرق» فيها المؤسسة، والتي يعاني منها النزلاء، حيث مازالت مشاكلهم ومعاناتهم مستمرة، وقالوا إن ظروفهم الاجتماعية «جد مزرية» رغم كل المحاولات التي قام بها بعض أفراد المجتمع المدني والدعم الذي تلقته الخيرية بعد الزيارة الملكية سنة 2005 لإعادة تأهيلها وتوفير كل متطلبات هؤلاء النزلاء، غير أن واقع الحال يؤكد غير ذلك، إذ لا شيء تغير إلى الآن. وأكد النزلاء أنه على الرغم من مرور ست سنوات على الزيارة الملكية للمؤسسة فإن، ومنذ ذلك الحين، مازالت المعاناة تقض مضاجع النزلاء، بسبب ما وصفوه، في شكاية توصلت «المساء» بنسخة منها، ب«سوء التسيير». ويعيش النزلاء في ظروف «مزرية ومتدنية» وصلت إلى الحضيض، حيث مازال قرابة 200 نزيل ممن بلغوا 18 سنة وما فوق مهددين بالإفراغ بالقوة والتشريد وهم في صراع دائم مع مسؤولين بالإدارة، الذين يطالبونهم بإخلاء المؤسسة مقابل مبلغ مالي يصل إلى 30.000 درهم، إلا أن النزلاء المعنيين يرفضون تماما فكرة الإخلاء بسبب أن كل الوعود التي تعد المؤسسة بتقديمها ما هي إلا وعود وصفوها ب«الكاذبة» ومحاولات «ملتوية لحملهم على المغادرة ولتشريدهم»، خاصة بعد أن تم ترحيل النزلاء القاصرين والأطفال إلى مؤسسة خيرية أخرى، علما أن من تجاوزوا السن القانونية للمكوث بالخيرية المذكورة يعانون واقعا مأساويا، بعد أن حاولوا الدخول إلى المؤسسة ومنعوا من ذلك، تضيف المصادر نفسها ل«المساء». وطالب النزلاء بتنفيذ مقتضيات ملفهم المطلبي الذي على إثره نظموا العديد من الوقفات الاحتجاجية، والذي يدعو إلى تفعيل وأجرأة الوعود التي تلقوها بعد الزيارة الملكية منذ أكثر من ست سنوات، والتي لم تنفذ بعد، وفتح نقاش حقيقي وبناء لدراسة وتحقيق مطالبهم وفتح تحقيق حول الخبرة الحسابية للإدارة وتشكيل مكتب مسير جديد وإصلاح شامل للخيرية لتتمكن من إيواء النزلاء الحاليين في ظروف جيدة، واستقبال آخرين ممن هم في وضعية صعبة وفقا للدور المنوط بها، وفتح الباب أمام أطر ذات كفاءة وخبرة في المجال التربوي والدعم النفسي، والبحث عن سبل لمحاربة تدني المستوى التعليمي لأغلب النزلاء المتمدرسين وتمكينهم من المشاركة في البحث عن حلول لمشاكل المؤسسة الخيرية وتقديم المساعدات للنزلاء الذين تضرروا على جميع المستويات.