اعتقلت مصالح الأمن، مساء أول أمس الخميس، نزيلين في الخيرية الإسلامية عين الشق، الأول يدعي هشام الحسين، فيما يدعى الثاني إبراهيم بن الحرير اعترضا سيارة الملك. وقد جاء اعتقال هذين النزيلين بعدما اعترضا سيارة الملك محمد السادس حين مرورها بشارع الزرقطوني، في حدود السادسة والنصف، حيث رفع النزيل هشام الحسين لافتة دأب على رفعها والتنقل بها في الشوارع والأماكن العمومية، يناشد فيها الملك بالتدخل قصد رفع الظلم عنه وعن نزلاء الخيرية. وإثر اعتراض النزيلين سيارة الملك، انقضّ عليهما رجال أمن ، قبل ينقلوهما إلى مركز أمني في الطابق ال17 في ولاية الأمن في الدارالبيضاء، الموجودة بشارع الزرقطوني أيضا، حيث تواصل معهما التحقيق إلى وقت متأخر من الليل، قبل أن يخلى سبيل إبراهيم بن الحرير ويحتفَظ بهشام الحسين في انتظار أن يحال على وكيل الملك، فيما ذكر مصدر مطلع أن شرطي قام بتعنيف النزيل هشام الحسين. وقد قررت مصالح الشرطة القضائية إحالة الحسين على النيابة العامة بحكم أن ملفه موجود عند الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، على اعتبار أنه سبق للغرفة الجنحية للمحكمة الابتدائية عين السبع في الدارالبيضاء أن قضت بحبسه شهرا نافذا، بعد أن أوقفته مصالح الأمن في نهاية شهر غشت من سنة 2010، وهو يحوم قرب القصر الملكي في حي «الأحباس»، حاملا ملفا كبيرا فيه صور حول الأوضاع داخل الخيرية، فضلا على لافتة تشير إلى أنه مرت خمس سنوات على زيارة الملك لخيرية عين الشق دون أن يتغير الوضع داخلها. وكان الملك محمد السادس قد قام بزيارة مفاجئة شهيرة إلى خيرية عين الشق، سنة 2005، بعدما توصل برسالة من أحد نزلاء الخيرية تضم صورا تعْرض الظروف التي يعيش فيها النزلاء داخلها، ليتقرر التحقيق في الموضوع ومتابعة إداريين في الخيرية قضائيا، بينما ظل نزلاء يخوضون اعتصامات ووقفات احتجاجية، ارتفعت وتيرتها سنة 2010، بعد قيام إدارة الخيرية بترحيل عدد كبير من نزلائها بدعوى أنه سيتم الشروع في هدمها. وكانت مصالح الشرطة القضائية في الدارالبيضاء قد اعتقلت، خلال الأسبوع الجاري، عدة مواطنين بدعوى التربص بالملك واعتراض مسار موكبه، وهو ما دفع حراسه الشخصيين إلى التدخل القوي مرارا. وفي موضوع ذي صلة، أثارت التنقيلات التي شملت مسؤولين أمنيين في الدارالبيضاء جلبة كبيرة طيلة أول أمس الخميس، إذ عرفت أرجاء العاصمة الاقتصادية استنفارا أمنيا غير مسبوق، وتم تعزيز جميع المدارات الحضرية بعناصر إضافية من شرطة المرور. وقد استعانت ولاية أمن البيضاء برجال أمن وعناصر فرق «البلير» من مدن أخرى لتوفير تغطية أمنية مشددة للملك خلال الزيارة التي يقوم بها إلى الدارالبيضاء.