أصدر قاضي الاستعجالات بمحكمة الدارالبيضاء السبت الماضي قرارا بتعيين محمد علي الشرايبي مسيرا مؤقتا للجمعية الإسلامية الخيرية لعين الشق بالدارالبيضاء. ولجأت المحكمة إلى هذا الإجراء الاستعجالي حسب محضر المحكمة بسبب تخوفها من أن يستفحل خطر التلاعبات والاختلاسات الذي طال أموال هذه المؤسسة إذا اتبعت بشأنه إجراءات التقاضي العادية، وحتى لا تبقى الخيرية الإسلامية بدون مسير. وكان جلالة الملك محمد السادس قد قام بزيارة إلى هذه الجمعية يوم السبت 2 أبريل 2005 ووقف على مظاهر الإهمال وصور سوء التسيير الذي تعاني منه المؤسسة المذكورة التي تأسست سنة ,1927 وأمر بإجراء بحث وتدقيق للحسابات وإعادة هيكلتها ورفع ملفها إلى الهيئة القضائية قصد تعيين مسير مؤقت. وذكر النزيل هشام الحسين للتجديد أنه سلم شخصيا رسالة إلى جلالة الملك بمناسبة هذه الزيارة، توصلت التجديد بنسخة منها، يطلع فيها جلالته على الأوضاع المتردية للمؤسسة بسبب سوء التسيير الإداري والمالي، مما انعكس سلبا على النزلاء الذين أصبحوا مهددين بالتشريد في أي وقت وحين. وكشف المصدر ذاته أنه أبلغ الأميرة للامريم يوم الخميس 31 مارس 2005 (أي يومين قبل الزيارة الملكية) بالوضعية المأساوية للمؤسسة. وأشار بعض النزلاء والمستخدمين إلى سوء المعاملة التي كانوا يواجهون بها من طرف المدير السابق وبعض الموظفين المحسوبين عليه، وعبروا في الوقت نفسه عن ارتياحهم النفسي تجاه الخطوة الملكية، وأنهم ينتظرون بفارغ الصبر الإصلاحات حتى تضطلع الخيرية بدورها الإنساني على أحسن وجه. وكشفت مصادر مطلعة أن اختلاسات مالية وقعت في ما يخص الصفقات مع تجار المواد الغذائية، موضحين أنه كانت تقع زيادات في أثمنة اقتناء هذه المواد بشكل يفوق الثمن الحقيقي للسلع الغذائية بالزيت والدقيق... وفي السياق ذاته صرح أحد النزلاء ل التجديد أنه بيعت بعض المتلاشيات أخيراً بمبلغ يفوق 3 ملايين سنتيم، وهي عبارة عن فرن، إلا أن الغريب أن الصفقة أبرمت والفرن ما زال موجوداً بالمؤسسة، كما بيعت قنينتا غاز كبيرتا الحجم بمبلغ 5 ملايين سنتيم، مما يطرح تساؤلات حول مصير هذه المبالغ ومدى استفادة الخيرية منها. وثمة سوء تسيير وفساد في الجانب الرياضي يتمثل في نزول فرق رياضية تابعة للمؤسسة إلى قسم الهواة كفريق كرة السلة وكرة الطاولة. ولاحظت التجديد بعد جولة ميدانية لمرافق هذه المؤسسة أن جدرانها مهترئة بفعل الرطوبة وبعض النوافذ زجاجها مكسر ونوافذ بعض الرفوف منزوعة والأسرة ممزقة ومتقادمة، وتعود إلى سنة 1996 حسب أحد النزلاء الذي يعمل حارساً ليلياً بأجرة لا تتجاوز 150 درهما. وأن تلاميذ الخيرية لا يتوفرون في الغالب على كتب مدرسية، وأن الإدارة كثيرا ما كانت تلجأ إلى إمدادهم بمقررات منسوخة. ناهيك عن انعدام قاعات المراجعة للتلاميذ ووجود صنبور واحد للماء الصالح للشرب بكل قاعة تضم ما بين 50 و70 نزيلا، مما يضطرهم إلى الشرب من ماء بئر ملوث. يشار إلى الجمعية الخيرية الإسلامية تضم 700 نزيل، وتوجد 3 دور تابعة لها هي دار العجزة ودار الأطفال ودار البنات. عبد الغني المرحاني