يقضي عشرة نزلاء فروا من المركز الاجتماعي تيط مليل بالبيضاء، منذ السبت الماضي، لياليهم في العراء أمام المؤسسة الخيرية عين الشق بعد أن رفضت هذه الأخيرة السماح لهم بالدخول من جديد إثر مغادرتهم لها في وقت سابق والتحاقهم بالمركز الاجتماعي تيط مليل، كما تم تسجيلهم بمركز التكوين المهني بعين البرجة الذي يتابعون فيه دراستهم. وأكد بعض النزلاء ل«المساء» أنهم فقدوا الاستقرار منذ أن تمت إحالتهم على مركز تيط مليل، وأن الداعي إلى مغادرتهم إياه هو الهجوم المتكرر الذي يتعرضون له من طرف بعض النزلاء، خاصة الذين يتعاطون لأصناف مختلفة من المخدرات، وأنه في ظل تلك الظروف غير الملائمة استحال عليهم الاستمرار في العيش إلى جانب هؤلاء المنحرفين الذين يضايقونهم، بل إنهم يتعرضون للسرقة باستمرار، وأن هذه السرقة تطال حتى ملابسهم، مما فقد معه النزلاء الطلبة القدرة على مواصلة العيش بهذا المركز، خاصة أنهم فقدوا التركيز لمواصلة مشوارهم الدراسي في مجال التكوين المهني للأسباب المذكورة وغيرها. وطالب النزلاء الجهات المختصة بالتدخل لإنقاذهم من الشارع والسماح لهم بالعودة إلى الخيرية الإسلامية بعين الشق التي رفض مسؤولون بها استقبالهم، نظرا لأنهم اعتادوا العيش بها من جهة، ومن جهة ثانية لأنهم لا يملكون حلا آخر أو وجهة أخرى يلجؤون إليها، خاصة وأنهم مازالوا يتابعون دراستهم. وأكد بعض الطلبة أنه في ظل هذه الأوضاع استحال على بعضهم التنقل إلى مركز التكوين لمتابعة تكوينهم المهني الذي اختاروه، وأن هذا الانقطاع عن الدراسة قد يؤثر عليهم، خاصة أن السنة الدراسية أشرفت على نهايتها. وأضافت المصادر نفسها أن النزلاء العشرة الذين مازالوا ينتظرون حلا لوضعيتهم مازال البعض منهم أيضا يعاني بمركز الخير بتيط مليل. وطالب المعنيون بضرورة فتح تحقيق للتأكد من صدق ما قالوه، والوقوف على الجو «المرعب» الذي يعيش في ظله الطلبة وغيرهم من النزلاء بهذه المؤسسة، خاصة مع وجود شرائح مختلفة سواء من حيث العمر أو الجنس أو طبيعة كل نزيل، إذ يستحيل على الطلبة العيش إلى جانب منحرفين يجيدون العنف والاعتداء على الغير، وهو ما حصل مع النزلاء السابقين لخيرية عين الشق. وصرح ربيع الصابري، أحد النزلاء المتضررين، بأنهم لا يطالبون بشيء آخر غير الإيواء، حتى يتمكنوا من متابعة تكوينهم، وإنقاذهم من «جحيم» العيش في المؤسسة الاجتماعية بتيط مليل. وأكد المصطفى سردي، رئيس جمعية الخير للأعمال الاجتماعية بتيط مليل، أن الجمعية تعمل كل ما في استطاعتها من أجل إرضاء هؤلاء الشباب غير أنهم يريدون ظروفا خاصة تفوق إمكانيات الجمعية، ومع ذلك تقوم الجمعية ببعض المجهودات في هذا الإطار غير أن هؤلاء النزلاء لم يستأنسوا بالمكان وألحوا باستمرار على العودة إلى الخيرية الإسلامية بعين الشق أو كراء شقة لهم. وأكد عضو بالجمعية أن النزلاء لم ينقطعوا عن الدراسة ولكنهم استوفوا تكوينهم لهذه السنة، علما أن النزلاء المعنيين أبانوا عن استهتارهم وعدم رغبتهم في الدراسة.