يعيش سبعة أطفال من نزلاء مؤسسة الرعاية الاجتماعية الحي الحسني بالدار البيضاء بالشارع، بعد أن غادروا مؤسسة الأعمال الاجتماعية تيط مليل، التي انتقلوا إليها بناء على الوعود التي قدمت لهم خلال الاجتماع الذي جمعهم، شهر يوليوز الماضي، برئيس الجمعية ومسؤولين آخرين بالولاية، والذي تقرر خلاله إرسال عدد من النزلاء إلى تيط مليل على أساس متابعة دراستهم بمركز التكوين عين البرجة، حسب تصريح بعض النزلاء. وأكد المعنيون أنهم تلقوا عدة وعود من بينها أنه سيتم تخصيص مكان لإيوائهم، بالإضافة إلى تأمين تغذيتهم وصرف منحة لهم كل نصف شهر لضمان استكمال مسيرتهم الدراسية في جو مناسب، وهو ما لم يتحقق منه أي شيء، يضيف المتضررون. ويضطر النزلاء السبعة إلى العيش في الشارع، وأحيانا بسبب قساوة ذلك يقفزون خلسة إلى الخيرية الإسلامية بعين الشق لقضاء ليلتهم بها، خاصة إذا أحسوا بخطر قد يهددهم، في حين يتدبرون أمورهم في المأكل والمشرب. وسبق أن نقل القاصرون عبر حافلات بشكل مفاجئ إلى مؤسسة الرعاية الاجتماعية الحي الحسني لعزلهم عن باقي نزلاء الخيرية الإسلامية الذين تم تشكيل لجنة خاصة لتسوية أوضاعهم، وهي اللجنة التي مازالت تستمر في عملها لحد الآن. ووصف الأطفال، الذين يعيشون منذ مدة في الشارع، أنه يستحيل عليهم العيش بمؤسسة الرعاية الاجتماعية تيط مليل التي نقلوا إليها، لأنها تضم شرائح لا تجمعهم بها أي علاقة، فهم عبارة عن عجزة متخلى عنهم ومشردون، وهو المحيط الذي لا يوفر لهم أجواء طبيعية لمتابعة دراستهم، خاصة بعد أن أخلت الجهات المعنية بالوعود التي «أغرقتهم» بها ومن بينها توفير وسيلة لنقلهم من مركز الرعاية تيط مليل إلى مركز التكوين عين البرجة، وأمام عجزهم عن التنقل اليومي فضلوا الانسحاب، فلا هم تمكنوا من متابعة دراستهم، حيث يجدر بهم أن يكونوا في صف التاسعة إعدادي، ولا هم تمكنوا من متابعة تكوينهم ولا حتى ظلوا مستقرين بمؤسسة الرعاية الاجتماعية بالحي الحسني. «ضاع كل شيء بالنسبة لنا، لقد نصبوا لنا فخا كبيرا ونجحوا في تشريدنا من جديد. نحن نعيش في الشارع، ونحن نرغب في متابعة دراستنا أو متابعة التكوين». وأكد أنور الميلودي، رئيس مجلس التدبير بمؤسسة الرعاية الاجتماعية الحي الحسني، أن هؤلاء النزلاء تغيب لديهم الرغبة في متابعة دراستهم أو تكوينهم بمركز التكوين، ودليل ذلك أن مؤسسة الحي الحسني واكبتهم إلى أن نزلوا بتيط مليل وخصصت لهم سكنا خاصا بمواصفات جيدة، وفعلا تم وعدهم بتوفير الشروط ومن بينها وسيلة النقل، غير أن الموسم الدراسي بالمركز في ما يخص التكوين الخاص في مثل وضعيتهم لم ينطلق بعد، وأن وسيلة النقل ستوفر لهم في الوقت المناسب. وأضاف الميلودي أن القانون المنظم لمؤسسة الرعاية الاجتماعية الحي الحسني واضح، خاصة في مادته ال 12 التي تبين شروط قبول النزلاء، من بينها ألا يتجاوز سنهم 18 سنة، كما يغادر النزيل المؤسسة بعد تجاوزه مستوى التاسعة أساسي أو انقطاعه عن الدراسة ويصبح وجوده غير قانوني ويتم تحويله إلى مؤسسة للتكوين. وأعرب الميلودي أن المؤسسة رغم أنها لم تعد وصية على هؤلاء النزلاء إلا أنها على استعداد لإيجاد حلول ترضيهم على أساس أن تكون لديهم رغبة متينة في الاجتهاد والعطاء لتأمين مستقبلهم.