يعاني نزلاء المركز الاجتماعي تيط مليل بالبيضاء من الإهمال، حيث ينتشر القمل والأوساخ، ومجموعة من المظاهر «المخلة» كما يتم استغلال بعض النزلاء في التنظيف وحمل القمامة رغم تقدمهم في السن وعدم قدرتهم على ذلك، حسب وصف إمام مسجد المركز، الذي تم طرده بسبب حيازته لمجموعة من الصور التي ترصد الواقع «المرير» و«غير الإنساني» الذي يعيش فيه نزلاء المركز الاجتماعي تيط مليل حسب تصريح ل«المساء»، والتي كان ينوي رفعها إلى جهات مسؤولة للتدخل لتخليص النزلاء، الذين هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ إن منهم معاقون جسديا وذهنيا، ومتشردون ومسنون متخلى عنهم، حسب تصريح إمام المسجد ل«المساء». وتوصلت «المساء» بنسخة من الصور التي أكد محمد الريمي، إمام المسجد، أنه تم تجريده من نسخة لهذه الصور، التي ظُنوا أنها هي النسخة الوحيدة التي كانت بحوزته، في حين أكد أنه يتوفر على العديد منها. ووصف محمد الريمي الأوضاع بالمركز بأنها لا تمت للإنسانية بأي صلة، وبأن التعبير الشفوي لا يمكن له بأي حال من الأحوال أن يصف حجم معاناة النزلاء التي تتوزع بين ما هو نفسي ومرضي، بالإضافة إلى غياب العناية اللازمة التي يفترض أن تتوفر لهذه الفئة. وأكد المصدر نفسه أنه تم طرد مؤذن المسجد أيضا، وتم إغلاقه رغم أنه كان متنفسا روحيا لبعض النزلاء، وأضاف أنه لا تحفظ للمسجد قدسيته، إذ هناك من يقضي الليل بكامله يتناول الخمر بجانبه، كما يتم رمي القارورات وتكسيرها على جدرانه، يضيف المصدر ذاته. وأضاف الريمي، وهو شيخ مسن عمره سبعون سنة، وهو رجل تعليم سابق كما عمل موظفا بعمالة الحي المحمدي عين السبع، أنه كان يتقاضى مبلغ 650 درهما في الشهر مقابل إمامته بالمسجد، وأن هذا المبلغ لم يكن يكفيه حتى لتغطية مصاريف أدويته بسبب إصابته بمرض الربو الذي يتطلب منه اقتناء جهاز يساعده على التنفس، والعديد من الأدوية الأخرى التي هو مطالب باقتنائها شهريا، وأن طرده من المركز وحرمانه من العمل البسيط الذي كان يؤمن له الأدوية يعني الحكم عليه بالموت البطيء، كما أنه مازال متشردا الآن، وينتظر أحد المحسنين ليوفر له السكن على الأقل، لأنه متخلى عنه، وكان قد ولج إلى المركز في ال 22 من مارس 2006. وطالب الإمام بفتح تحقيق لرصد واقع الحال بالمركز والوقوف على الاختلالات به، وإنصافه ومؤذن المسجد من «الحيف» الذي طالهما بسبب طردهما وإغلاق المسجد. من جهة أخرى أكد مدير المركز عبد الكريم صبار أنه لا يوجد أصلا مسجد في المركز، فالأمر يتعلق فقط بغرفة للصلاة أحدثتها الإدارة لتهدئة روع بعض النزلاء الذين يكونون في حالة إدمان متقدمة، وأن الإمام غادر بمعية شخص آخر، وهو ليس مؤذنا، وأن السبب الرئيسي مرده أهداف شخصية، حيث إن الريمي تم استبعاده من طرف اللجنة التي وزعت دراجات نارية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك لسببين، الأول يتعلق بعامل السن، والذي حددته اللجنة ما بين 23 و55 سنة، والمعني عمره يتجاوز السبعين سنة، والعامل الثاني الخلو من الأمراض المزمنة، والإمام مصاب بمرض الربو. ونفى مدير المركز أن يكون للصور التي كانت بحوزة الإمام علاقة بخروجه من المركز، إذ غادره بمحض إرادته، وأكد أنه يتوفر أيضا على صور لواقع النزلاء ويقوم بإرسالها إلى مجموعة من الجهات المسؤولة.