دشنت مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بمدينة خريبكة برنامج أنشطتها السنوي، بعرض شريطين سينمائيين للسيناريست والمخرج المغربي هشام العسري بعنوان: «أندرويد» و»النهاية». وتندرج هذه البادرة٬ المنظمة بتنسيق مع المركز السينمائي المغربي والمجمع الشريف للفوسفاط والمجلس البلدي لخريبكة٬ في إطار العمل على الاشتغال ومقاربة عدد من الأفلام المغربية، من خلال البحث عن جماليتها ومميزاتها الفنية والتعبيرية، وذلك بحضور مخرجيها. وفي هذا السياق، أكد السيناريست المخرج هشام العسري، في لقاء تواصلي مع عدد من المهتمين والنقاد والإعلاميين، أن تجربته السينمائية ثمرة مسار عملي متواصل مع عدد من المخرجين المتمرسين٬ معتبرا أن ذلك ساهم في إدراكه أن «أزمة السينما المغربية تكمن في غياب رؤية واضحة تستجيب لتطلعات المشاهد». وأوضح، خلال هذا اللقاء، أن هذه الرؤية الشاملة للعمل السينمائي يتعين أن تكون مرتكزا ينهض عليه العمل الإبداعي والفني خلال كافة مراحل الإعداد والإنتاج منذ كتابة السيناريو إلى مرحلة التصوير. ونفى أن تكون القيمة المالية المرصودة للفيلم هي المحدد لجودته٬ مبرزا أن تضافر الجهود بين المنتج والمخرج والممثلين، مع الأخذ بعين الاعتبار جودة الصوت والإنارة وغيرها، كلها عوامل ضرورية من شأنها المساعدة على خلق عمل فني متميز تتوفر فيه شروط إبداعية مكتملة. وفي معرض حديثه عن التقنية التي اعتمدها في فيلميه «أندرويد» و»النهاية»، أوضح العسري أن الاقتصار على اللونين الأبيض والأسود والصور المقلوبة، فضلا عن مجموعة من اللقطات الاستفزازية، كلها أدوات تكشف عن المتناقضات الذي تكتنف المجتمع. ويذكر أن مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة أعلنت عن فحوى البرنامج العام للدورة الخامسة عشرة لمهرجان السينما الإفريقية، التي سيتم تنظيمها صيف هذه السنة من 30 يونيو إلى 7 يوليوز 2012، وقد اعتمد في تقديم البرنامج العام للدورة من قبل إدارة المهرجان، على مساره التاريخي العميق وحصيلته الإيجابية منذ تأسيسه سنة 1977، وبناء على رغبة فرقائه وشركائه ومحتضنيه من هيئات ومؤسسات وسلطات لتطويره والدفع به نحو آفاق أكثر احترافية، من أجل تحصين مكتسباته ورصيده السينمائي. ويتضمن برنامج الدورة ال 15 عرض أفلام المسابقة الرسمية، والتي ستتم خلالها، تبعا لقانون المسابقة، برمجة حوالي 12 فيلما روائيا طويلا، بمعدل فيلم لكل دولة، مع مراعاة تاريخ الإنتاج ابتداء من يناير 2011 و2012 ومشاركة أكبر عدد ممكن من الدول الإفريقية. أما لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، فستضم من بين أعضائها 7 أشخاص، سيرأسها، حسب بلاغ للجهة المنظمة، رئيس له وزن عالمي وعدة أسماء وطنية ودولية لامعة تنتمي إلى مختلف حقول الإبداع والمعرفة. وعلى غرار الدورات الماضية، سيتم تنظيم ندوة رئيسية يشارك فيها مختصون وخبراء في مجال الفن السابع، فضلا عن فقرة التكريمات وتنظيم ورشات وقافلة سينمائية، ثم نشرة المهرجان، التي ستتضمن إصدار نشرة يومية خاصة بالمهرجان السينمائي. أما عن الفضاءات المحتضنة للدورة، فسوف تتمركز بين المركب الثقافي لمدينة خريبكة، وأحد الفنادق الكبرى بالمدينة وقاعة الأفراح التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط.