تطوان - رضى زروق حضر أول أمس الثلاثاء إلى سينما «أفينيدا» بتطوان، جمهور كبير العدد، لمشاهدة الفيلم المصري المثير للجدل «الخروج من القاهرة»، الذي منعه نظام حسني مبارك من الخروج إلى القاعات السينمائية في مصر. وأكد مخرج الفيلم هشام عيساوي، في تقديمه للفيلم في مهرجان مدينة تطوان للسينما المتوسطية، أن «الخروج إلى القاهرة» لم يكتب له الخروج إلى القاعات السينمائية المصرية، قبل وبعد ثورة 25 يناير 2011. وقال العيساوي: «الرقابة اعترضت على عرض الفيلم، وما زلت لا أعرف السبب. وأترك لكم الحكم بأنفسكم بعد مشاهدتكم للفيلم. نظام مبارك الذي كان قبل الثورة، والذي ما يزال موجودا إلى حدود الآن، هو من يقف وراء هذا المنع». ويتناول الفيلم قصة حب تنشأ بين آمال، وهي شابة مصرية مسيحية، ومواطنها طارق، وهو من عائلة مسلمة، وتسيطر عليه فكرة السفر إلى الخارج للبحث عن آفاق أرحب. وأصدر إعلاميون ونقاد سينمائيون مصريون وعرب، مؤخرا، بيانا يدين منع عرض الفيلم، معتبرين أن حجج الرقابة واهية. وكان البيان قد عبر عن شعور موقعيه «بالأسف جراء حدوث مثل هذه الممارسات بعد ثورة 25 يناير التي تبنت مفهوم الحرية والدولة المدنية التي لا تفرض وصاية على أحد». ونال فيلم «الخروج من القاهرة» رضا فئة كبيرة من الجمهور، إذ ذهب البعض إلى حد ترشيحه للفوز بإحدى أبرز جوائز الأفلام الطويلة بالمهرجان. ويذكر أن المغرب هو ثالث بلد عربي يسمح بعرض فيلم «الخروج من القاهرة»، بعد الإمارات العربية المتحدة ولبنان، إذ تم عرضه في مهرجاني دبي وبيروت. وفي إطار الأفلام المتبارية للظفر بإحدى الجوائز، تم أول أمس الثلاثاء، عرض فيلم «حبيبي راسك خربان»، وهو من إنتاج فلسطيني أمريكي هولندي. وعلى عكس الأيام السابقة، حضر جمهور لا بأس به لمشاهدة الفيلم الذي عرض في الخامسة والنصف، مباشرة بعد انتهاء فيلم «أوشتام» للمخرج المغربي محمد إسماعيل، الذي تم تكريمه في افتتاح الدورة الثامنة عشرة للمهرجان. الفيلم الفلسطيني، الذي فاز قبل شهرين بجائزة المهر الذهبي في مهرجان دبي السينمائي خلال دورته الثامنة وعلى جائزة أفضل ممثلة وأفضل مونتاج، يحكي قصة قيس وليلى بطريقة حديثة، وفيها يعود طالبان فلسطينيان بالقوة إلى قطاع غزة من أجل الدراسة في الضفة الغربية، ويحاولان الصمود بحبهما أمام الجميع. ويعد فيلم «حبيبي راسك خربان» أول فيلم طويل يصور في قطاع غزة منذ 15 عاما. وعلى عكس الأفلام الأجنبية المشاركة في المسابقة الرسمية، لم يحضر أي شخص ينتمي إلى طاقم الفيلم عند عرضه، فيما أكد مقدم المهرجان أن مخرجة الفيلم، الفلسطينية سوزان يوسف، ستحضر في اليوم الموالي (أمس الأربعاء) إلى مقر دار الثقافة بتطوان لمناقشة الفيلم. وتابع الجمهور يوم أمس الأربعاء فيلمين أوربيين يتباريان داخل المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، الأول صربي بعنوان «العدو»، والثاني فرنسي بعنوان «جنة البهائم». ولم تتبق سوى 4 أفلام تدخل في إطار المسابقة الرسمية، سيتم عروض اثنين منها يومه الخميس. ففي الساعة الخامسة والنصف، سيتم عرض الفيلم اللبناني «تنورة ماكسي»، على أن يعرض الفيلم المغربي «موت للبيع» لفوزي بنسعيدي في التاسعة والنصف. وسيسدل الستار يوم غد الجمعة عن الأفلام المتبارية للظفر بجوائز المهرجان، بعرض الفيلم الإيطالي «أنا هنا» لأندريا سيرجي، والفيلم الجزائري «نورمال» لمرزاق علواش. وسيتم مساء السبت، ابتداء من السابعة ليلا، تنظيم حفل اختتام المهرجان، بعرض النتائج وتتويج الفائزين، وستتواصل الأمسية بعرض الفيلم الفرنسي «الفنان»، الفائز بآخر جوائز الأوسكار.