تطوان - رضى زروق سواء تعلق الأمر بالأفلام المندرجة في إطار المسابقة الرسمية أو تلك التي تعرض خارجها، فإن الأفلام المغربية التي تم عرضها إلى حدود مساء أول أمس الاثنين في مهرجان السينما المتوسطية بمدينة تطوان، لقيت إقبالا واسعا، بالمقارنة مع باقي الأفلام الأجنبية. وبعد «الزمان العاكر» لمحمد إسماعيل، الذي عرض على هامش تكريم المخرج ابن مدينة تطوان في الأمسية الافتتاحية، وفيلم «أياد خشنة» لمحمد العسلي، الذي ينافس للفوز بإحدى جوائز المهرجان، أكد الجمهور التطواني مرة أخرى حضوره في فيلم «الأندلس مونامور» لمخرجه محمد نظيف، والذي عرض أول أمس الاثنين خارج المسابقة الرسمية. وكما كان الشأن بالنسبة إلى فيلمي محمد إسماعيل والعسلي، غصت سينما «أفينيدا» بجمهور غفير جاء لمتابعة أول أفلام نظيف كمخرج. وتجاوب الحضور مع الفيلم، إذ ظلت التصفيقات تتكرر عند كل مشهد كوميدي يثير إعجاب الجمهور. وتحدث نظيف للجمهور عن فيلمه والظروف التي صورت فيه، مشيرا إلى أن العمل استغرق ثلاث سنوات ليخرج إلى الوجود، كما أوضح أن تصوير المشاهد تم في المناطق الشمالية للمملكة، وهو ما تجاوب معه الجمهور التطواني بالتصفيق. وأخطأ نظيف عندما خاطب الجمهور في ختام كلمته قائلا: «إذا لم يعجبكم الفيلم، يمكنكم أن تعبروا عن ذلك في تصويتكم»، في إشارة إلى الأصوات التي يدلي بها الجمهور، في إطار جائزة الجمهور، عند نهاية كل فيلم يدخل في إطار المسابقة الرسمية، علما أن «الأندلس مونامور» لا يدخل في هذا الإطار. وفور انتهاء الفيلم المغربي، غادر الجمهور القاعة السينمائية، ليتم عرض الفيلم الإسباني «ظل الشمس» لدافيد بلانكو، بحضور جمهور قليل العدد، وهو الفيلم الذي يدخل في إطار المسابقة الرسمية. وتدور أحداث الفيلم حول شخصيتين محوريتين: كلاوديو، وهو شاب يعاني من إعاقة ذهنية، والعجوز بيلي، الذي كان في البداية جد متضايق من كلاوديو الذي كان يلاحقه باستمرار. غير أن الأمور ستتغير فيما بعد لتنشأ صداقة بين الاثنين، سيشرعان معها في الإعداد لعرض فني للظلال الصينية ببرشلونة يقدمانه للعموم في الشارع، بعدما كانا متسولان يتسكعان وينامان في الشوارع والأزقة. وسبق فيلم «ظلال الشمس» الفيلم اليوناني «طانكستين»، الذي تم عرضه عشية أول أمس، وهو من إخراج جيورجوس جيوركوبولوس، الذي كان حاضرا بالمناسبة وعبر عن مدى إعجابه بمدينة تطوان. ورغم العدد المتواضع الذي تابع الفيلم، غير أنه نال الإعجاب، بفضل طريقة التصوير التي اعتمدها المخرج، وكذا تداخل ثلاث حكايات معقدة في فيلم مدته ساعة ونصف. وتتداخل في الفيلم ثلاث حكايات، القصة الأولى بطلها مراقب حافلات غارق في ديونه ويبحث عن وسيلة للخروج من مأزقه والحفاظ على أسرته، والثانية تتعلق بعلاقة زوجين باتت علاقتهما على وشك الانهيار، أما الحكاية الثالثة فبطلاها شابان من حي شعبي فقير يقومان بعدد من المغامرات ستنتهي بالأسوأ. الحكايات الثلاثة تقع في يوم إضراب انقطعت فيه الكهرباء عن المدينة، وتتداخل فيما بينهما لتجعل القصص والشخصيات مرتبطة فيما بينها بخيط رفيع. وفي إطار المسابقة الرسمية دائما، تم أمس الثلاثاء، عرض الفيلم الفلسطيني الأمريكي «حبيبي راسك خربان» لمخرجته سوسن يوسف، إضافة إلى الفيلم السينمائي المصري «الخروج من القاهرة»، وهو من إخراج هشام عيساوي. أما بخصوص يومه الأربعاء، فسيتم عرض الفيلم الصربي «العدو»، والفيلم الفرنسي «جنة البهائم»، في إطار المسابقة الرسمية، إضافة إلى 5 أفلام قصيرة ستدشن المسابقة الخاصة بهذه الفئة، منها الشريط المغربي «إل» للحسن دحان، وفيلم «أوشتام» لمحمد إسماعيل و»الوتر الخامس» لسلمى بركاش والفيلم المصري «سعفة القمر» لخالد يوسف ثم «نبع النساء» للمخرج الروماني الفرنسي رادو ميهايلينو.