عمدت القوات العمومية، صباح أمس الإثنين، إلى تطويق الكلية متعددة الاختصاصات بتازة، خوفا من عودة الاحتجاجات إلى المدينة. وشمل التطويق أيضا عددا من الأحياء بالمدينة، ومنها بالخصوص حي الكوشة، الذي يعتبر أحد أبرز معاقل الاحتجاجات التي شهدتها المدينة في الآونة الأخيرة. وتزامنت عودة ما يسميه سكان المدينة ب«العسكرة» مع اندلاع مواجهات استمرت زهاء ساعة، مساء أول أمس الأحد، بين عناصر الأمن وبين محتجين بالقرب من مقر عمالة الإقليم، بعدما شارك المحتجون في تشييع جنازة الشاب «نبيل. ز» الذي سقط في جرف من على علو يبلغ حوالي 120 مترا بسبب مطاردة رجال أمن له، رفقة شابين آخرين في غابة مجاورة، مساء يوم السبت الماضي، ما نجم عنه إصابات خطيرة عجلت بوفاته. وشارك المئات من المواطنين، من مختلف أحياء المدينة، في تشييع جنازة هذا الشاب الذي يبلغ من العمر حوالي 22 سنة، وتم دفن جثمانه في مقبرة تازة العليا المجاورة لحي الكوشة الشعبي. وردد المحتجون شعارات تطالب بالكشف عن ملابسات الوفاة، ومحاسبة المتورطين، حسب تعبيرهم، في مقتله، ودعوا إلى رفع ما يسمونه ب«العسكرة» عن المدينة. وقرر المتظاهرون مواصلة الاحتجاج بعد الانتهاء من عملية الدفن. وعرفت هذه الاحتجاجات مواجهة مع عناصر الأمن بالقرب من مقر عمالة الإقليم. وربطت الرواية الرسمية بين وفاة هذا الشاب وبين حملة تمشيطية كانت عناصر الأمن تقوم بها في الغابات المجاورة التي تحتضن كهوفا تعتبر ملاذا لمستهلكي المخدرات. ولاذ الشاب بالفرار رفقة رفاقه، ما عرضه لحادث سقوط عرضي من مرتفع. وقالت الرواية الرسمية إن هذا الشاب قد صرح، قبل نقله إلى المستشفى، بأنه اعتاد التوجه إلى الكهوف بهذه الغابة من أجل استهلاك المخدرات. وتم إيقاف شخص آخر، وبعد القيام بحملة تفتيش في منزله، عثرت المصالح الأمنية على كمية من المخدرات. فيما تشير مصادر حقوقية بالمدينة إلى أن عناصر الأمن كانت تبحث عن هذا الشاب لاعتقاله بسبب اتهامه بالمشاركة في أحداث تازة الأخيرة.