عادت أجواء الاحتقان لتخيم، من جديد، على سماء حي الكوشة الشعبي بتازة، بعد «هدنة» استمرت» لأسابيع، وذلك بسبب وفاة شاب لا يتجاوز عمره 22 سنة، أثناء مطاردة عناصر الأمن له لاعتقاله، على خلفية اتهامه بالضلوع في أحداث سابقة شهدتها المدينة (في 4 يناير و1 فبراير الماضيين). وتضاربت التصريحات بخصوص ملابسات وفاة هذا الشاب، فيما قرر الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالمدينة فتح تحقيق حول القضية. وتشير بعض المصادر إلى أن الشاب «نبيل. ز» ارتطم بصخرة في إحدى الغابات المجاورة، بينما كان يفر من ملاحقة رجال شرطة كانوا يحاولون إلقاء القبض عليه رفقة أشخاص آخرين، مساء يوم أول أمس السبت، في حين أوردت مصادر أخرى أن الشاب سقط في منحدر عميق وهو يحاول الفرار من قبضة الأمن. وعجلت إصابته في الرأس والعمود الفقري بوفاته قبل أن يصل إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس لتلقي العلاج. واعتقلت عناصر الأمن خلال هذه المطاردات شابين آخرين، أحدهما (محمد.ب) تم الاحتفاظ به رهن الاعتقال، والثاني (أمين.ل) تم إخلاء سبيله. وخيمت أجواء الحزن على حي الكوشة، وحاول بعض النشطاء الخروج إلى الشارع للاحتجاج، لكن عناصر الأمن عمدت إلى تطويق المكان، خوفا من عودة أحداث مشابهة لما سبق أن عاشته المدينة، وأسفر هذا الوضع عن حدوث مناوشات في وقت متأخر من ليلة السبت/الأحد.