قالت مصادر حزبية بمدينة تازة إن الأجواء العامة بالمدينة تنذر بعودة وشيكة للمواجهات، خاصة بحي الكوشة الذي شهد اشتباكات عنيفة أول أمس الأحد، خلال مراسيم تشييع جنازة أحد الأشخاص الذي لقي حتفه، مساء السبت الماضي، إثر تعرضه لحادثة سقوط من مرتفع عقب مداهمة السلطات الأمنية لبعض الكهوف بالمنطقة المسماة بوزكري، المحاذية للنفوذ الترابي للجماعة القروية باب مرزوقة بإقليم تازة. وإلى حدود صباح أمس، رفضت مصادرنا الجزم بخصوص الأسباب الحقيقية لوفاة الشاب نبيل الزهري (من مواليد 1991)، مشيرة إلى أن التحقيق وحده سيؤكد ما إذا كان سقوط هذا الأخير كان عرضيا أم بفعل فاعل، ومؤكدة، في الوقت ذاته، أن ما يتم تداوله من روايات أخرى يحتاج إلى دليل. وكانت العديد من الروايات على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» قد ذهبت إلى اتهام رجال الأمن برمي «نبيل الزهري» من المرتفع، بينما نسبت روايات أخرى عملية المطاردة إلى سرقة «الزهري» لجهاز الاتصال «طالكي وولكي» من أحد الأمنيين أثناء أحداث تازة الأخيرة، وهو ما جرّ عليه تعقبه، أول أمس السبت، إلى كهوف تازة. في خضم هذه الروايات والأقاويل، سارعت السلطات المحلية إلى تعميم بلاغ، نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء، يشير إلى أن الوفاة كانت ناتجة عن «سقوط عرضي لا يد للأمن فيه». ووفق البلاغ، قامت مصالح الأمن بتازة، السبت الماضي، في إطار الحملات التطهيرية الاعتيادية التي تقوم بها، ب «حملة تطهيرية ببعض الكهوف بالمنطقة المسماة بوزكري المحاذية للنفوذ الترابي للجماعة القروية باب مرزوقة، وذلك بناء على توفر المصالح المذكورة على معلومات تفيد بأن هذه الكهوف أصبحت ملجأ لبعض الشباب يشتبه قيامهم بأعمال منافية للقانون منها استهلاك المخدرات» . وأضاف البلاغ أنه «لدى وصول عناصر الأمن إلى عين المكان٬ لاذت مجموعة من الشباب بالفرار٬ فتعرض أحدهم لحادثة سقوط عرضي من مرتفع كما أكده شهود عيان». وأنه «على إثر هذا الحادث العرضي، تم نقل الشخص المعني من طرف مصالح الوقاية المدنية إلى المستشفى الإقليمي ابن باجةبتازة٬ حيث تبين أنه أصيب بكسور في بعض أطراف جسده مما استدعى نقله إلى المستشفى الجامعي بفاس»٬ حيث لفظ أنفاسه حوالي الساعة الثامنة من مساء أول أمس. وأشار البلاغ إلى أن الهالك «صرح قبل نقله إلى المستشفى أنه اعتاد التوجه إلى الكهوف المذكورة من أجل استهلاك المخدرات»، وأنه «تم إيقاف شخص آخر٬ عثر، بعد القيام بعملية التفتيش بمنزله من طرف المصالح الأمنية،على كمية من المخدرات تقدر ب 15 غراما». ومن المنتظر، وفق تصريح أدلى به عضو باللجنة الحزبية التي شكلها حزب التقدم والاشتراكية على خلفية الأحداث التي شهدتها المدينة الشهر الماضي، أن يتم، يومه الثلاثاء، تشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة بعد صدور أمر بفتح تحقيق في الموضوع من طرف وكيل الملك . وفي انتظار ذلك، يواصل حزب التقدم والاشتراكية، يقول مصدرنا، زياراته الميدانية لحي الكوشة والأحياء المجاورة من أجل توعية المواطنات والمواطنين بضرورة تغليب الحكمة والعقل. في هذا السياق، قال مراسل الجريدة بتازة، إن أعضاء من اللجنة الحزبية ومن مناضلي حزب التقدم والاشتراكية ظلوا، إلى حدود ساعات متأخرة من ليلتي أمس وأول أمس، على اتصال مباشر بالشباب الغاضب الذي أكد لهم أن رجال الأمن، كأفراد، يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية في تأجيج أحداث تازة من خلال اعتمادهم تدخلات وسلوكات وألفاظ ماسة بكرامة المواطنين، وقيامهم بتدخلات عشوائية تحرمهم من أبسط حقوقهم في الحياة كشباب مغربي يعيش في إطار دولة الحق والقانون . وحول مضامين الحوار الذي أجراه فرع الحزب مع سكان حي الكوشة، قال عزوز الصنهاجي عضو اللجنة الحزبية لبيان اليوم إن المواطنين واعون بالدور الذي يقوم به حزب التقدم والاشتراكية الذي ظل على اتصال بالسكان، منذ أحداث شهر فبراير المنصرم، يستمع لردود أفعالهم ويسجل مقترحاتهم وأفكارهم القابلة للنقاش في إطار ما تم الاتفاق عليه خلال زيارات وفد المكتب السياسي من أجل بلوغ مقترحات مخطط تنموي يرتقي بالإقليم ويوظف طاقاته الكامنة للرفع من مستوى عيش السكان . بيد أنهم، يضيف المتحدث، «سئموا تعاملا أمنيا لا يحترم الضوابط القانونية ولا يحترم المواطنين، وسيعدون العدة لمواجهته». وهو أمر خطير، يقول عزوز الصنهاجي عضو اللجنة الحزبية وعضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، يفرض على السلطات العمومية، خاصة الأمنية منها، ضبط النفس وحسن تدبير أزمة مدينة باتت على صفيح ساخن بعد توعد شبابها باحتجاجات أقوى قد تزيغ عن مسار المطالب المشروعة التي واكبها، منذ بداية شهر فبراير الماضي، وفد الديوان السياسي الذي بذل جهودا مضنية لتشجيع المواطنين على التعبير عنها بشكل منظم ومشروع.