علمت «المساء» من مصادر حزبية بأن قيادة حزب الأصالة والمعاصرة استدعت، على عجل، القيادي طاهر شاكر إلى مقر الحزب بطريق زعير مساء أمس الإثنين، في محاولة لاحتواء انعكاسات إبعاد متزعم تيار «الأعيان» على وحدة الحزب. فيما تُدُوولت أخبار داخل الأوساط «البامية» عن عزم النائب البرلماني عن منطقة سيدي بنور تقديم استقالته ومباشرة الإجراءات الأولية للانشقاق عن الحزب وإنشاء حزب جديد. وأفادت مصادر «المساء» بأن استدعاء القيادي «البامي»، الذي «تكردع» خلال انتخاب المجلس الوطني للحزب يوم السبت لأعضاء المكتب السياسي الجديد البالغ عددهم 20 عضوا، هو محاولة من قيادة الحزب لتفادي أي تشويش قد ينتج عن انشقاق شاكر الذي يمثل تيار «الأعيان» داخل الحزب ومتزعم حروبهم ضد تيار «اليساريين» الذي تمكن من فرض سيطرته على المكتب السياسي الجديد، مشيرة إلى أن القيادة الجديدة للحزب تحاول تلافي خسارة الأعيان أو هجرة جماعية لهم نحو وجهات حزبية أخرى باستقالة متزعمهم، خاصة أن الحزب مقبل على امتحان الحفاظ على تصدره للمشهد الحزبي على مستوى الانتخابات الجماعية. وتدرك القيادة جيدا، وفق المصادر ذاتها، أن مكونات المكتب السياسي الجديد باستثناء فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مدينة مراكش، لا تمتلك القدرة والخبرة على إدارة ملف الانتخابات الجماعية الذي يعتبر أول اختبار تواجهه القيادة الجديدة. وأشارت المصادر إلى أن شاكر سيستمع إلى العرض والتوضيحات التي سيقدمها مصطفى الباكوري، الأمين العام للحزب، متوقعة أن يتم إرضاء عضو المكتب الوطني السابق من خلال بوابة الأعضاء الستة المتبقين والموكولة إلى الأمين العام صلاحية اختيارهم. وحسب المصادر، فإن هناك توجها لإرضاء شاكر من خلال إلحاقه بلائحة الأعضاء المتبقين والتي قد تضم كلا من صلاح الوديع وعلي بلحاج ويونس السكوري والحبيب بلكوش وخديجة الكور. وفيما تشير مصادرنا إلى أن برلماني سيدي بنور يشعر بأنه كان ضحية «مؤامرة» نسج خيوطها بعض يساريي «البام» لإبعاده نهائيا من الهياكل المسيرة للحزب، وهو ما كان لها خلال انتخاب أعضاء المكتب السياسي الجديد، نفى شاكر، في أول خروج إعلامي له بعد سقوطه المدوي في انتخابات المكتب السياسي، أن يكون قد قدم استقالته أو يعتزم تأسيس حزب جديد. وقال، في اتصال أجرته معه «المساء»:»سأظل دائما في «البام»، وهذا عن قناعة. وعلى كل حال، حنا تنقولو دائما دين النبي تيغلب، والعاقبة للمتقين»، قبل أن يستدرك قائلا: «حنا جينا بمشروع ديمقراطي حداثي، وهو فوق الأشخاص». وكان أعضاء المجلس الوطني ل»البام» قد حسموا، يوم السبت الماضي بالصخيرات، في هوية 20 عضوا من المكتب السياسي، في حين صوت المجلس على منح مصطفى الباكوري، الأمين العام للحزب، وحكيم بنشماس، رئيس المجلس الوطني، صلاحية اختيار 6 أعضاء آخرين. واستقر رأي أعضاء المجلس الوطني، بعد اللجوء إلى التصويت، على أن انتخاب أعضاء المكتب السياسي سيكون عن طريق الاقتراع السري الفردي.