تأكدت استقالة فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب الأصالة و المعاصرة، من لجنتين أساسيتين في الحزب، هما لجنة التتبع ولجنة الانتخابات. وقالت مصادر من داخل المكتب الوطني إن رئيس الحزب الشيخ بيد الله قد توصل بالرسالة أول أمس البارحة. وأكد صلاح الوديع هذا الخبر، مضيفا «أنه لم يستقل من أية مؤسسة، بل هي استقالة من مهام موكلة إليه من طرف المكتب الوطني أو المجلس الوطني». وحسب تصريح أدلى به صلاح الوديع لأحد المواقع الإلكترونية، إن الهمة قدم استقالته كتابيا لقيادة الحزب، وأن المكتب الوطني سيجتمع قريباً للبت في طلبه. وكانت مصادر مطلعة أكدت للجريدة أن المكتب الوطني علق اجتماعاته إلى أجل غير محدد، في انتظار ما ستؤول إليه التطورات الجارية داخل الحزب. وقال مصدر من محيط فؤاد عالي الهمة إن الرسالة تضمنت من بين ما تضمنته «الاستياء من تدبير الحزب وأشغال لجنه». وقال نفس المصدر إن الرسالة التي بعث بها الهمة تحدثت عن وجود الحزب في مأزق». وعبر الهمة، حسب مصدرنا، عن رغبته في عقد مؤتمر استثنائي للحزب، يفتح فيه المجال إلى الأمناء الجهويين الشباب والجدد. وهو ما يشكل نقطة خلافية داخل قيادة البام. واعتبر متتبعون للشأن الداخلي أن الاستقالة للضغط، «وقد تكون مقدمة لاستقالة من كل مهامه داخل الحزب والاكتفاء بالعضوية». وقالت مصادر مقربة من فؤاد عالي الهمة إنه بعث برسالة إلى خارج الحزب، ليظهر أنه مع التشبيب، وأنه مع تطهير الحزب من كتلات سياسية وظفها في انتخابات 2009 ». كما ربط مصدر قيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، في اتصال معه، بين استقالة فؤاد عالي الهمة والأجواء التي تسود الحزب منذ مدة. وقد عرف لقاء المكتب الوطني الأخير صراعا واضحا بين اتجاهين، الأول يقوده بلكوش وخديجة الكور وميلودة حازب والطاهر شاكر، وهو أغلبية أعضاء القيادة، وآخر يضم اليساريين، ومنهم بنشماس وبن معزوز وأبو القاسم. وقد تمركز الخلاف حول عقد المؤتمر الوطني للحزب، حيث دعا بنشماس ومن معه، إلى مؤتمر وطني استثنائي يعالج الوضع الذي يعيشه الحزب على ضوء ما تراكم لديه منذ نشأته والمحيط الذي يعيش فيه، في حين ظلت أغلبية أعضاء القيادة في وضع القائم والبقاء على هذا الوضع» وقال مصدر من القيادة إن «الأغلبية رفضت اللجوء إلى المجلس الوطني، لتخوفها من الأغلبية فيه، والتي قد تساير التوجه نحو المؤتمر». وقال نفس المصدر «سنعبر عن أنفسنا كتوجه في بيان سيصدر قريبا، ونعلن عن مجموعتنا» بالإضافة إلى جمع توقيعات ثلثي الأعضاء في المجلس الوطني من أجل الدعوة إلى عقد المؤتمر. وقالت مصادر من المجلس الوطني إن «الحزب يعيش وضعية صعبة»، أضاف إليها برنامج «حوار» الذي دار حوله الكثير من الجدل وسط القيادة جرعة إضافية. وقد كان مقررا أن يمثل الحزب إلياس العماري، لكن تم إلغاء الحلقة لفتح النقاش بعد دعوة من التلفزيون إلى اختيار جديد. وكان كل طرف يدافع عن ممثله في البرنامج، ولم يصل الطرفان إلى إجماع حول وجه الحزب الذي سيكون ضيفا على مصطفى العلوي يوم غد الثلاثاء. هذا ، وأكدت مصادر مطلعة ل «الاتحاد الاشتراكي» أن أغلبية المكتب الوطني للبام، والمشكلة من الأحزاب المندمجة في وقت سابق، تهدد بدورها بالاستقالة من القيادة والبحث في سبل خلق تحالف جديد بعيداً عن حزب «الجرار». نفس المصادر أكدت أنها تشكل الأغلبية داخل الحزب، وهي التي مكنته من قوى داخل البرلمان بغرفتيه، واتهمت من أسمته ب«اليساريين» بمحاولة إقصائهم والسيطرة على الحزب. واعتبر برلماني، رفض ذكر اسمه، أن الحزب يسير نحو النهاية، وأن بوادر انشقاق تلوح في الأفق، مؤكداً أن الحزب تأثر بالحملة التي تقودها حركة 20 فبراير ضد بعض رموزه وبالصراعات الداخلية والتطاحنات من أجل المواقع.