قدم فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة، مساء أول أمس السبت، استقالته من لجنتين وظيفيتين بالحزب، الأولى تهم الانتخابات والثانية تهم تتبع أداء المنتخبين، في خطوة اعتبرها مراقبون تمهيدية في أفق انسحابه من الحزب بشكل نهائي. وذكرت مصادر مطلعة ل«المساء»، أن ترتيبات أجراها الأمين العام للحزب محمد الشيخ بيد الله، صباح أمس الأحد، لعقد اجتماع استثنائي للمكتب الوطني، اليوم الاثنين، بمقر الحزب بالرباط، من أجل البت في قرار استقالة فؤاد عالي الهمة. وتأتي خطوة بداية الانسحاب من الحزب من طرف مؤسسه، حسب مصدر مطلع، بعد تصاعد الاحتجاجات في وجه «البام» الذي يوصف من طرف قسم من الشارع المغربي ب«حزب الدولة»، وتصدر صور مؤسسه وقادته اللافتات التي حملها شباب حركة 20 فبراير في جميع المسيرات والوقفات الاحتجاجية التي شهدتها كافة مدن المملكة. كما تسبب تصاعد الخلافات بين اتجاهين داخل الحزب، الأول يقوده القادمون من الأحزاب اليسارية، فيما الثاني يتشكل من أعيان التحقوا بالحزب، في حدوث انقسام بين أعضائه انعكس على أداء مؤسسه فؤاد عالي الهمة. واعتبر بعض المتتبعين أن الخطوة التي أقدم عليها فؤاد عالي الهمة، سبقتها خطوات أخرى، اتخذها في الأشهر الأخيرة، منها غيابه عن افتتاح الدورة الربيعية للبرلمان، وإغلاق هواتفه وقطع اتصالاته بمسؤولين حزبيين، باستثناء بعض الأعضاء (حكيم بنشماش، صلاح الوديع). وتوصلت «المساء» بوثيقة من طرف صلاح الوديع تحمل عنوان «مفاتيح من أجل نقد جريء لحزب الأصالة والمعاصرة يستعرض فيها تجربته داخل حزب الأصالة والمعاصرة، من أهم ما جاء فيها أن «قرار تأسيس الحزب، الذي تطلب منا نقاشات طويلة وشاقة، من وجهة وجاهة الخطوة، ثم عقد المؤتمر الأول ثم انطلاق التحضير للانتخابات، حشر كل طاقات الحزب في صيرورة تحديات كبرى». وقال الوديع : «إن هذا الوضع الجديد، المتسارع، إذاك، جعل أي تفكير في أمور أخرى يتوارى خلف «الأولويات». ولست هنا في مضمار تقييم الانتخابات ونتائجها وأداء الحزب خلالها، غير أن أهم ملاحظة لي في ما يتعلق بتأثر صيرورة بناء المشروع بما هو آني، هو دخول الحزب دوامة ربح الانتخابات بأي ثمن. وتركيز الاهتمام على العملية الانتخابية وإهمال ما عداها». وكشف أنه «نتج عن ذلك تدفق كبير للمنتخبين، وتقوى الاعتقاد بأن أهم دور قد تم القيام به بمجرد «ربح الانتخابات»، مضيفا أنه «لا يكمن المشكل في «تدفق» المنتخبين في حد ذاته، إذ يوجد بينهم، كما في كل جماعة بشرية أخرى، الصالح والطالح، ولكن المشكل يكمن في تسلل تصورات أخذت تجعل من الانتداب الانتخابي غاية الغايات، وترى في التحكُّم في «التقنيات المدرَّة للفوز الانتخابي» عنوان الألمعية السياسية ودليل التقدم في تجسيد مشروع الحزب، غير مبالية بهزالة المشاركة السياسية ونسبتها المتدنية التي تفرغ «النصر» الانتخابي من كل قيمة فعلية من منظور إنجاح المشروع الحداثي الديمقراطي لبلادنا».