أقر حزب الأصالة والمعاصرة بوجود أشخاص فازوا في الانتخابات الجماعية الأخيرة بفضل استعمال أموال المخدرات، وقرر الحزب إحالة ملفاتهم على لجنة الأخلاقيات. وكشف فؤاد عالي الهمة، رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات بالحزب، لدى اجتماع للمكتب الوطني للحزب أول أمس بالرباط، عن توصل اللجنة بتقارير حول بعض الحالات التي تخص استعمال أموال المخدرات «وغيرها من الوسائل غير المشروعة» خلال الانتخابات، تمت إحالتها على لجنة الأخلاقيات لاتخاذ القرارات اللازمة بشأنها، مشيرا في سياق ذلك إلى مضامين المشروع السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة «الرامي إلى تخليق الحياة العامة وإرساء وضوح في المشهد السياسي وتقديم نخبة قادرة على إرجاع الثقة إلى الأجيال الجديدة في العمل المؤسساتي». وقال محمد الشيخ بيد الله، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، إن الأمر يتعلق بتقارير توصلت بها قيادة الحزب من الجهات والأقاليم حول بعض الحالات التي تهم استعمال أموال المخدرات في الانتخابات الأخيرة، تتضمن «شبهات قوية عن توظيف المال الحرام في هذه الانتخابات»، واصفا أباطرة المخدرات بأنهم أصبحوا «ملوك طوائف» في بعض مناطق المغرب. وأوضح بيد الله أن حزبه بات يتخوف من تسلل أباطرة المخدرات إلى بعض المؤسسات الدستورية، بعدما وصلوا إلى بعض مواقع المسؤولية في عدد من الجهات والمناطق، خصوصا وأن البلاد مقبلة على انتخابات تهم تجديد ثلث مجلس المستشارين وانتخاب رئيس جديد للغرفة الثانية للبرلمان. وقال بيد الله إن أباطرة المخدرات أصبحوا يتسلطون على عدد من المناطق، مما يشجع على العزوف السياسي وسط الشباب والطبقات الوسطى. وأثار الأمناء الجهويون للحزب، حسب بلاغ توصلت «المساء» بنسخة منه، «مسألة استعمال المال وسلطة النفوذ من طرف بعض منتخبي الحزب ومنافسيهم، وظاهرة التحالفات الهجينة التي فوتت إمكانية بروز تقاطبات حزبية منسجمة في مرجعياتها ومشاريعها»، لذا قرر الحزب فتح ملف تقييم الانتخابات مباشرة بعد الدخول البرلماني المقبل، مؤكدا في ذات الوقت عزمه على مواصلة محاربة الفساد الانتخابي «أينما وجد وتحصين هياكله من مفسدي السياسة وتجار الانتخابات».