حضر حدث تبرع وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، بأعضائه, بقوة, خلال الأيام العلمية العاشرة لجمعية الأطباء الداخليين بمراكش، التي انطلقت أشغالها مساء يوم الأربعاء بكلية الطب والصيدلة بالمدينة الحمراء. وفي الوقت الذي اتخذ محور زرع الأعضاء والأنسجة حيزا كبيرا من النقاش خلال اليوم الأول من الملتقى العلمي، الذي حضره والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، محمد مهيدية، وممثلون عن رئاسة كلية الطب والصيدلة والمستشفى الجامعي محمد السادس، اعتبر بعض المتدخلين أن خطوة وزير العدل والحريات رفقة زوجته بالتبرع بأعضائهما «أمر في غاية الأهمية، نظرا لأن هذا الأمر سينقذ حياة العديد من المرضى، وسيدفع بالبحث العلمي في المجال الطبي إلى الأمام». واعتبر الصمكاوي محمد عبد الناصر، أستاذ بكلية الطب والصيدلة بمراكش، ورئيس مصلحة الإنعاش والتخدير بالمستشفى الجامعي محمد السادس، أن خطوة التبرع ستدفع بالمجال الطبي، وطنيا، إلى الأمام، مشيرا إلى أن هذا العمل من شأنه أن ينعكس على جودة الخدمات في مجال الطب بالمغرب، والكفاءات التي من شأنها أن تحسن المستوى العلمي البحثي، إضافة إلى أن المستفيد الأول من مثل هذه المبادرة التي أقدم عليها الرميد هو المواطن. واعتبر الصمكاوي أن خطوة الرميد وزوجته، التي اقتنعا بها بعد مناقشة ابنته لأطروحة الدكتوراة في هذا الموضوع، «تعد بادرة طيبة لها أبعاد إنسانية وعلمية، بعيدة عن أي اعتبارات سياسية». من جهته، أوضح عادل التيجاني، عضو جمعية الأطباء الداخليين بمراكش أن عمليات زرع الكلى والقرنية، التي تعتبر الأطر الطبية بمراكش «سباقة في هذا المجال، قد أعطت نتائج باهرة، وأعادت الحياة لعشرات الأشخاص»، مشيرا إلى أن الهدف من هذا الملتقى العلمي هو تحسيس عموم المواطنين، خصوصا المرأة، بضرورة المراقبة الطبية، ومن هنا يأتي دور جمعية الأطباء الداخليين وأيضا المقيمين في القيام بمثل هذه الملتقيات التوعوية لتجاوز عدد من المشاكل الصحية. وأكد بدر صديقي، رئيس جمعية الأطباء الداخليين بمراكش، في كلمة بالمناسبة، أن الجمعية دأبت على تطوير مستواها العلمي والتنظيمي، مشيرا إلى أن المحاور العلمية المدرجة في هذا الملتقى من قبيل سرطان الثدي، والموت الفجائي، وزرع الأنسجة والأعضاء، والذكاء الحسي، هي محاور ذات أهمية بالغة وتندرج في إطار السياسة الوطنية للوزارة الوصية. وأوضح صديقي أن هذه الأيام ستعرف تقديم دورات تكوينية وعروض تقدم خلالها بحوث علمية من طرف الأطباء الداخليين والمقيمين، في كافة التخصصات، بحضور خبراء مغاربة بالولايات المتحدةالأمريكية وكندا. من جهته، أكد محمد مهيدية، والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، على أهمية تنظيم مثل هذه الملتقيات، نظرا إلى الدور الذي تلعبه في تكوين الأطباء والزيادة في كفاءتهم العلمية، منوها بالعلاقة الطيبة التي تربط ولاية مراكش بكلية الطب والمشرفين عليها.